الراية الرياضية
الفكرة وُلدت عملاقة والبطولة ستخرج براقة

من هـنا كانت البدايـة.. ترقـباً لأجـمل نهـايـة

متابعة – صابر الغراوي:

على مدار عامين كاملين، دخل الملف القطري لاستضافة مونديال 2022 معركة رياضية شرسة ونظيفة لإقناع العالم قبل إقناع أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا بقدرة قطر على تنظيم نهائيات كأس العالم بأفضل صورة ممكنة وبأروع طريقة وبأسهل أسلوب.

وبعد هذا الصراع الشرس شاهد العالم أجمع هذا الفصل المثير وتلك اللحظة التاريخية عندما فتح السويسري جوزيف بلاتر – رئيس الفيفا وقتها – المظروف معلناً نيل قطر شرف تنظيم نهائيات كأس العالم وتابعوا الفرحة العربية الهائلة بهذا الإعلان.

وإذا كان البعض اعتبر أن هذه اللحظة هي نهاية رائعة لحلم جميل، فإن الغالبية في قطر تعاملوا معها على أنها بداية مهمة لمعركة جديدة وأكثر شراسة لأنها تلتها خطوات مليئة بالجهد والعرق والإصرار والعزيمة.

هذه الخطوات التي نرصدها باختصار في هذا التقرير تكشف لنا النجاحات القطرية المتتالية حتى وصلنا لهذه اللحظة التي نبدأ فيها العد التنازلي قبل انطلاقة أول مباراة في المونديال يوم 21 نوفمبر 2022.

وإذا أردنا أن نتحدث عن هذا الملف الرائع الذي أدى دوره على أكمل وجه فإن البداية يجب أن تكون مع فكرة استضافة هذا الحدث.

وبعد دراسة تامة للأمر والاستقرار على اتخاذ قرار الترشح لتنظيم المونديال كان الاختيار الأول لسعادة الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني ليكون رئيساً للجنة ملف قطر لتنظيم بطولة كأس العالم.

وبعد هذا القرار كان القرار الثاني من سعادة رئيس الملف وهو تشكيل لجنة الملف وبالتحديد في يوم 24 مارس 2009، حيث أعلن فيه سعادة الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس لجنة ملف قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، أسماء أعضاء الهيئة الإدارية خلال مؤتمر صحفي عقد في الدوحة.

وضمت الهيئة في عضويتها كلاً من: الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، وعضو مجلس إدارة اللجنة، وحسن الذوادي المدير التنفيذي للجنة.

والخطوة التالية كانت زيارة وفد قطر إلى سويسرا لتسليم الملف، حيث سلمه سعادة الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (وقتها)، جوزيف بلاتر، في وجود السكرتير العام للاتحاد الدولي للعبة، في سويسرا، لتسليم ملف الترشيح المكتمل بشكل رسمي.

وفي الأول من ديسمبر كان العالم كله على موعد مع لحظات تاريخية ومؤثرة عندما قامت لجنة الملف القطري بتقديم العرض الأخير لهذا الملف أمام أعضاء المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي بحضور صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبمشاركة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، في تقديم العرض الخاص بالملف القطري، ووجهت رسالة مؤثرة إلى أعضاء المكتب التنفيذي للفيفا أكدت من خلالها أن الوقت قد حان لاستضافة الشرق الأوسط لبطولة كأس العالم، كما ألقت سموها الضوء على الجوانب الإنسانية للملف إضافة للتأثيرات الإيجابية التي يمكن أن يحدثها تنظيم بطولة بهذا المستوى على منطقة الشرق الأوسط على كافة المستويات.

وقد استهل العرض النهائي للملف من قبل سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس لجنة ملف قطر، أكد خلاله المزايا التي يتوافر عليها الملف القطري والآمال التي تعقدها منطقة الشرق الأوسط على جلب أول بطولة عالمية إليها بالإضافة إلى الإرث الغني الذي ستتركه على امتداد المنطقة لاسيما بالنسبة للبلدان الفقيرة.

وكان الموعد مع الفصل الأهم في هذا المشهد العملاق وهو المشهد الذي بات محفوظاً عن ظهر قلب في كل عقل وقلب داخل الوطن العربي وهي تلك اللحظة التي فجر فيها سيب بلاتر تلك القنبلة المدوية وهذا الخبر الأسعد والأجمل ليس في تاريخ قطر فقط ولكنه في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط عندما قالها بصوت جهوري “ قطر هي من ستنظم نهائيات كأس العالم 2022 .

وفي النهاية لا نملك إلا أن نقول إنه إذا كان سيناريو الملف قد انتهى بهذه النهاية السعيدة لنا فإننا سنكون بداية من اليوم على موعد مع فصل جديد وسيناريو آخر أكثر إثارة وهو السيناريو الخاص بالعد التنازلي لاستضافة هذا الحدث العالمي وتنظيمه بأفضل صورة ممكنة خاصة أن العمل سار بوتيرة متسارعة ورائعة خلال السنوات التي أعقبت الإعلان عن فوز قطر بشرف التنظيم، كما أن الجهود ستكون مضاعفة خلال الأعوام الأربعة المقبلة والآمال ستكون أعمق وبالتالي ستكون المكاسب أكبر وأهم.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X