أخبار عربية
هاجمته لوقوفه بجانب قتلة خاشقجي.. نيويورك تايمز:

ترامب اهتم بالمال وتجاهل قيم أمريكا وابتلع الرواية السعودية

السيناتور ليندزي: تصرفات ولي العهد ابن سلمان جعلته أكثر من شخصية سامة

سلسلة الأكاذيب التي نشرها النظام السعودي تعكس غطرسة صعود جيل من المستبدين

الدوحة-ترجمة الراية :

بات من الواضح أن غالبية الصحف الأمريكية قد استهجنت موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد بيانه الذي أدلاه بشأن اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، لأنه أثبت بأنه يتماهى مع الرواية السعودية عن مقتل خاشقجي، وكذلك لأنه تجاهل القيم الأمريكية ونتائج تقييم الـ “سي آي إيه”. وقد كان موقف صحيفة “نيويورك تايمز” واضحا، فقد شنت هجوما على ترامب وقالت أنه بـ”ابتلع” الرواية السعودية عن جريمة خاشقجي البشعة، وأشارت الصحيفة إلى الصورة الكاريكاتورية الشبحية التي نشرتها، والتي صوّرته بأنه رجل مهتم بشكل كبير بالمال والمصالح الضيقة. وأضافت الصحيفة الأمريكية إنه قد أثبت أنه مهما كانت المسؤولية، فلن يقف أبدا ضد النظام السعودي، ولن يخاطر بخسارة إمداداته المالية، النفط، والمساعدة في الشرق الأوسط، ولن يحمّل ولي العهد السعودي مسؤولية الجريمة.

ونقلت الصحيفة بعض العبارات التي استخدمها الرئيس: ربما كانت لولي العهد معرفة بالحادث الفاجع، وربما لم تكن له معرفة!، وأضافت أن خاشقجي كان مقيما في الولايات المتحدة وليس مواطنا أمريكا، وكتب مقالات لصحيفة “واشنطن بوست”. وكلامه، لا يخدم الصحافيين أو المواطنين الأمريكيين الذين يعملون في الخارج، ولم يستطع الرئيس استحضار حتى أدنى حد من عبارات الشجب بشاعة بشأن إرسال فرقة موت مسلحة بمنشار عظام وخنق وتقطيع لاغتيال خاشقجي؛ بسبب تجرؤه على انتقاد ولي العهد، لكون هذا البالغ من العمر 33 عاما هو صديق الروح لترامب وصهره جاريد كوشنر.

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله ترامب في بداية بيانه: العالم مكان خطير!، واعتبرت أن كلامه بمثابة رسالة للديكتاتوريين في السعودية وأماكن أخرى سيمنحهم الجرأة على عمل ما يريدون.

وأضافت نيويورك تايمز: إن القتل ظهر في تفاصيله اللاإنسانية في التسجيل التركي، وتبعته سلسلة أكاذيب نشرها النظام السعودي، وتعكس غطرسة صعود جيل من المستبدين، الذين لا يهمهم الحياء ولا الأخلاق. وأكد ترامب مناعتهم وحصانتهم من العقاب. وتعتقد الصحيفة أن كلام ترامب التبسيطي يعكس رأيه بطبيعة العلاقات الدولية، وأنها تعاقدية، وأنه يجب التضحية بالاعتبارات الحقوقية الإنسانية لتأمين الفهم البدائي للمصالح القومية الأمريكية، أو كما تحدث عنها بـ”أمريكا أولا”، وقال: ربما لن نعرف الحقائق المحيطة بمقتل جمال خاشقجي.. على أي حال فعلاقتنا هي مع السعودية.

وجاءت إشارة ترامب الأولى إلى خاشقجي بعد حديث طويل عن إيران التي وصفها بأنها المسؤولة وحدها عن الحرب في اليمن، ودون أن يذكر أو يهتم بالإشارة إلى أن معظم القتل جاء بسبب الحرب العشوائية، والغارات غير الدقيقة التي تشنها السعودية، وأدت إلى أكبر كارثة إنسانية في العصر الحاضر. وعندما ذكر (ترامب) خاشقجي بشكل موجز؛ ردد رواية السعودية أنه كان “عدو الوطن” وإسلاميا (إخوانيا)، مضيفا بطريقة زائفة أن هذا لم يؤثر على تفكيره، وهذه ليست المرة الأولى التي يرى فيها ترامب أن هذا رجل لا يستحق أن تعرض أمريكا مصالحها للخطر من أجله. وأشار ترامب إلى المطالب المتزايدة من الحزبين في الكونجرس باستخدام ورقة السلاح من أجل معاقبة السعودية، وكلامه هو تحد لسيناتور ساوث كارولاينا “ليندزي غراهام”؛ الذي جاءت مواقفه بين شجب لـ ابن سلمان ودعمه للرئيس، وبعد ساعات من بيان الرئيس عنّف غراهام ترامب، بقوله: أنا متأكد من أنه سيكون هناك دعم من الكونجرس لفرض عقوبات على السعودية، بما في ذلك أعضاء في العائلة المالكة، مضيفا، في الوقت الذي تظل فيه السعودية حليفا استراتيجيا، فإن تصرفات ولي العهد وبطرق عدة أظهرت قلة احترام لهذه العلاقة وجعلته أكثر من شخصية سامة.

وختمت الصحيفة الأمريكية موضوعها بالقول: مقتل خاشقجي وقضايا حقوق الإنسان والعدل والحقيقة تتطلب ألا يفر أحد في السعودية من العقاب.. الكرة في ملعبك سيناتور غراهام.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X