ترامب يبيع القيم الأمريكية دون مقابل
كان على ترامب ان يشترط على ابن سلمان للتغاضي عن جريمته إنهاء حصار قطر وحرب اليمن وإطلاق الناشطات
الدوحة- الراية :
رأى الكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب يفرط بالقيم الأمريكية، وقال الكاتب فريدمان، في مقال له في صحيفة نيويورك تايمز، إنه يجد صعوبة شديدة في الرد على السؤال التالي: ما أسوأ شيء في السياسة الخارجية الأمريكية؟، وأكد أن الجواب على هذا السؤال يجعله في حيره للغاية في ظل سياسة الرئيس الأمريكي الحالي. وأبرز فريدمان أن ترامب يجمع بين صفتين فظيعتين، فهو أحمق وعديم الأخلاق، يبيع القيم الأمريكية، دون أن يحصل على أي شيء ذي قيمة في المقابل.
واستطرد الكاتب في سرد بعض المواقف والقرارات السياسية التي اتخذها ترامب، مظهرا كيف أنه فشل في الاستفادة مما كانت تفتحه تلك المواقف من آفاق لنجاح السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم. وقال فريدمان: مثلا أنه كان بإمكان ترامب قبل أن يقرر التغاضي عن دور ولي العهد السعودي ابن سلمان في مقتل الصحفي جمال خاشقجي أن يشترط عليه مثلا إطلاق الناشطات المعتقلات في سجونه وإنهاء حرب اليمن ووضع حد لحصار قطر. كما كان بإمكانه، حسب فريدمان، قبل أن ينقل السفارة الأمريكية إلى القدس أن يشترط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهاء سياسة الاستيطان في الضفة الغربية، الأمر الذي كان سيعتبر إنجازا لم يتمكن منه أي رئيس من قبله، لكن ترامب، بدلا من ذلك، نقل السفارة دون مقابل.
وأجرى الكاتب الأمريكي مقارنة بين سياسة أمريكا تجاه إيران وسياستها تجاه السعودية، ونقل في هذا الإطار عن خبير الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي كريم سدجدبور قوله “يتحدث الناس عن خيارات أمريكا في الشرق الأوسط كما لو كانت بين حلفاء جيدين مثل السعودية، وأعداء شريرين مثل إيران، والواقع أن خياراتنا الفعلية هي بين حلفاء سيئين وأعداء شريرين. وعلق فريدمان على ذلك بقوله: تتصرف إيران والمملكة العربية السعودية بشكل مروع، وإن كان بطرق وأماكن مختلفة. وأضاف فريدمان: لكن بدلا من الاختيار بين حلفاء سيئين وأعداء سيئين، على أمريكا أن تعمل بشكل محموم لفعل الشيء الوحيد الذي يخدم المصالح الأمنية لبلدنا بالكامل، ومصلحته المالية ومصالحه القيمية، وذلك بإطلاق مشروع مانهاتن لإخراج أمريكا من البلدان المحتاجة للنفط بحلول عام 2025”. وختم فريدمان مقاله: إن إدمان الولايات المتحدة على النفط هو الذي يجعلها تبيع قيم العدالة مقابل حفنة مشتريات من السلاح، وهو الإدمان نفسه الذي يجعلها تمول الكثير من السلوكيات السيئة في الشرق الأوسط.