الراية الرياضية
مدربه احترم المنافس رغم الفوارق الكبيرة وواصل الضغط على الدحيل المتصدر

السد يحسـم ديربي الدوحــــة بهجومه القوي

مرّة أخرى يؤكّد السد أرجحيته الكبيرة على العربي .. ومرة أخرى يثبت أن تفوقه على فريق الأحلام هو نتاج ما يتمتع به من مؤهلات كبيرة تفوق كثيراً ما لدى منافسه في الكثير من التفاصيل .. وفي الحقيقة فإن الفوارق تبدو شاسعة بين الفريقين سواء في الشقين الدفاعي أو الهجومي، وكذلك في المتوفّر من خيارات على مستوى إمكانات اللاعبين.

وبسبب من تلك الفوارق فقد كنا نتوقّع أن يواجه بعض الصعوبة في تحركاته الهجومية تحديداً على اعتبار أن منافسه لا يملك غير أن يركّز على الشق الدفاعي ومحاولة الحدّ من خطورة بعض اللاعبين وبشكل خاص اللاعب بغداد بونجاح الذي بات وكأنه متخصص فعلاً بالمرمى الأحمر بعد أن سجل فيه سبعة من الأهداف العشرة التي تفوق فيها السد في القسم الأول، ثم أضاف هدفين في مباراتهما الأخيرة هذه في القسم الثاني.

لكن ذلك لم يحدث من جانب العربي، الأمر الذي سهل كثيراً من مهمة الهجوم السداوي الذي يمكن القول إنه حسم المباراة بأقلّ مجهود ممكن، لأننا نعرف جيداً أن لدى السد ماهو أفضل وأخطر من كل الذي قدّمه في هذه المباراة.

والواضح هنا هو أن مدرب السد قد تعامل مع المباراة بطريقة سليمة جداً، إذ ترك فوزه بالعشرة في القسم الأول خلف الظهر وأصرّ على أن يجعل من العربي منافساً صلباً، وشدّد على لاعبيه بأن المنافس سيسعى لتقديم أفضل ما عنده سعياً لردّ الاعتبار، وهو ما جنّب الفريق أي تهاون، رغم أنه ظهر في الشوط الثاني وكأنه قد اكتفى بالأهداف الثلاثة على اعتبار أن كل المؤشرات كانت تؤكد أن لديه ما يمكّنه من الخروج بنتيجة أكبر. والقول نفسه ينسحب نحو اللاعبين الذين احترموا منافسهم جيداً دون أن يلتفتوا إلى فوزهم العشاري الكبير الأمر الذي جعلهم يؤدون واجباتهم بالشكل الأمثل أغلب زمن المباراة.

ضعف التركيز وراء خسارة العربي

على الرغم من أن الخسارة بثلاثة أهداف فقط تختلف كثيراً عن الخسارة بعشرة، إلا أن ذلك لا يلغي حقيقة الفارق الكبير بين العربي ومنافسه السد.. وفي الواقع فإن إمكانات العربي لا تقارن أبداً بإمكانات السد سواء على مستوى اللاعبين كأفراد أو كمجموعة.. وربما يكون مهما هنا أن نركّز على الأداء الجماعي، وأيضاً على طريقة اللعب التي اختارها مدرب العربي في هذه المواجهة .. فالمنطق هنا يقول إن حجم الفوارق بين إمكانات الفريقين كانت تفرض على المدرب التركيز على الشقّ الدفاعي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة التي تراهن على سرعة التحوّل الهجوميّ.. غير أن الذي حصل هو أن المدرب اختار أن يكون نداً للسد من خلال الموازنة بين الشقين الدفاعي والهجومي، وهو أمر أثّر سلباً على إمكانات الفريق الدفاعية أمام لاعبين من طراز خاص ويتمتعون بإمكانات رفيعة .. كنا ننتظر من مدرب العربي أن يلجأ أيضاً إلى تشديد الرقابة الفردية، وخصوصاً مع لاعب بمستوى بونجاح إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث بالمستوى المطلوب لا مع بونجاح ولا مع غيره من لاعبي السد الخطيرين. وقد يكون مهما هنا الإشارة إلى أن التركيز على الجانب الدفاعي ليس عيباً في كرة القدم .. فكثير من الفرق تلجأ إلى ذلك عندما تصل إلى قناعة بأن الخصم أقوى منها بما يتمتع به من إمكانات هجومية.. غير أن الأمر هذا لم يحدث بالمستوى المطلوب في العربي خلال هذه المواجهة، وبالتالي فإن ذلك كان هو من جعلنا نحكم على أن المباراة كان يمكن أن تنتهي بنتيجة أكبر لمصلحة السد لو نشط لاعبوه بمستوياتهم الحقيقية، ولا سيما في الشوط الثاني من اللقاء.. من هنا نقول إن خيار المدرب لم يكن موفقاً في هذه المواجهة، وإن فرصة الخروج بنتيجة أفضل للعربي كانت ممكنة ولكن ليس من خلال الأسلوب الذي اختاره هذا المُدرب لهذه المُواجهة.

عزّز رصيده بفوز صعب

الجماعية تعيد العميد لطـريـق الانتـصـــارات

أفلت العميد بانتصار ثمين وصعب على حساب الملك بهدف للاشيء، بعد أن كان في طريقه لتعادل ثانٍ على التوالي وفقد النقطة الرابعة، بعد أن تعادل في الجولة الماضية مع الريان.

ولولا ركلة الجزاء التي حصل عليها العميد وسجل منها قائده نيجيل الهدف الوحيد لدفع الثمن غالياً وثميناً لكنه خرج بالانتصار المثير والصعب أمام فريق مقاتل.

ويستحق الأهلي الفوز لأنه كان الأفضل ولأن الفرص التي حصل عليها أكثر من قطر، لكنه مثل قطر عانى من عدم القدرة على استغلال الفرص، والتي كانت في متناول مهاجميه وسهلة للغاية لكنه عدم التوفيق وعدم التركيز، وربما أيضاً عدم اللياقة الذهنية كون المباراة الأولى بعد توقّف 14 يوماً.

العميد كان الأفضل في الأداء الجماعي، وكان الأكثر استحواذاً، على الكرة، وفرض سيطرته على ملعبه، وهو أمر جيّد رغم التوقف، ودليل على أن الجهاز الفني بقيادة ماتشالا استطاع المحافظة على (أداء الفريق) رغم التوقف، لكن الأداء الفردي كان أقل بكثير في الجانب الهجومي رغم كثرة الفرص التي ضاعت، وكانت كفيلة بانتصار كبير وسهل، وعدم التوتّر والتعرض لضغط غير طبيعي في الدقائق الأخيرة.

أم صلال يواصل النزيف

من حقّ عشّاق الصقور أن يحزنوا كثيراً لتعادلهم الأخير أمام فريق الريان بل ويغضبوا أيضاً لأنهم قدّموا مباراة جيدة أمام فريق الريان، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق كل نقاط المباراة، ولكنهم في الوقت نفسه نالوا عقاب الفرق التي تفتقد للطموح والرغبة والتي ترضى بأقلّ القليل.

نعم الفريق البرتقالي قدّم مباراة مقبولة ولولا هدف التعادل الذي جاء قبل عشر دقائق من نهاية اللقاء لكان الجميع الآن يشيد بهذا الفريق، وكنا سنتحدّث عن فريق عاد إلى دائرة الانتصارات من باب الريان.. ولكن ما حدث أنه قبل التعادل كالعادة.. وما حدث أنه لم يحافظ على الفوز وما حدث أنه سقط بالفعل وخرج من المباراة بنقطة يتيمة لا تسمن ولا تغني من جوع.

والمُشكلة الأبرز التي تُواجه الصقور حالياً هو أنّهم فشلوا في تحقيق الفوز للأسبوع السادس على التوالي، وبالتالي باتت فرصة الفريق في الدخول للمربّع الذهبيّ صعبة للغاية، خاصّة أنّ الفارق زاد بينه وبين صاحب المركز الرابع إلى سبع نقاط كاملة.

الريان فقد هويته الهجومية والدفاعية

قبل انطلاقة المباراة الأخيرة التي جمعت بين الريان وأم صلال في الأسبوع الثالث عشر من بطولة دوري نجوم QNB، كان الفوز هو الهدف الوحيد للرهيب من هذه المباراة، وكان التعادل يعني لهم خسارة كبيرة لأنه سيحرمه من فرصة رائعة لتأمين موقفه في جدول الترتيب.

وعقب نهاية المباراة كان عشاق الرهيب راضين إلى حد ما بنتيجة التعادل والحصول على النقطة وذلك عطفاً على مجريات اللقاء التي أجبرت الريان على قبول التعادل بارتياح شديد وبسعة صدر أيضاً.

وإذا كان الريان خرج بنتيجة مرضية إلى حد ما فإن المستوى الذي قدّمه الفريق خلال هذا اللقاء لم يكن مرضياً على الإطلاق، لأن الفريق فقد الهُوية والطموح أمام فريق اتّفق الجميع على أنه ليس في أفضل حالاته بدليل فشله في تحقيق أي فوز خلال الجولات الست الأخيرة.

واكتفى الريان بردّة الفعل خلال هذا اللقاء، حيث كان الفريق يهاجم فقط عندما يتراجع الصقور لأداء الواجبات الدفاعية، ولم تظهر للرهيب أي هُوية هجومية خلال هذا اللقاء، ولم نلحظ حتى الأسلوب الدفاعي المنظم الذي يعتمد فيه الفريق على التمركز السليم، ثمّ المرتدات السريعة.

بعد إصابة نام تاي هي

الـدحــيل يحتــاج لإعـــادة تـوظـيـف

أظهرت مباراة الدحيل الأخيرة أمام الخور تأثر الفريق الكبير بصانع ألعابه الكوري الجنوبي نام تاي هي، والذي أصيب بقطع في الرباط الصليبي، وبالتالي غيابه سيكون حتى نهاية الموسم.

ورغم أن المدرب أشرك اللاعب الواعد عبدالله الأحرق في مركز نام، ومحاولة اللاعب تقديم أفضل أداء إلا أن الفريق يحتاج إلى الوقت لاستيعاب مدى تأثير غياب نجمه الكوري.

ظهر فريق الدحيل وكأنه يلعب بدون العقل المفكر والمدبر في الفريق رغم وجود لاعبين متميزين مثل يوسف العربي هداف الفريق والدوري، وكذلك المعز علي أفضل لاعب صاعد في الموسم الماضي والموهوب البرازيلي اديملسون جونيور وكذلك الدعم من وسط الملعب من لويز مارتن وعاصم مادبو والأحرق، إلا أن الفريق ظهر بدون صانع الألعاب الماهر ولذلك قلّت فرص الدحيل وواجه صعوبة في تحقيق الانتصار على الخور رغم أن كل التوقعات كانت تصب في مصلحته قبل اللقاء.

ويحتاج المدرب نبيل معلول إلى إعادة توظيف بالفريق بالطريقة التي تخدمه مع العناصر الموجودة حالياً لاسيما أنه لا يوجد لاعب يستطيع تعويض غياب نام تاي هي لعدم وجود صانع ألعاب بديل في مركزه وهذا الأمر قد لا يتوافر في الوقت الحالي لاسيما أن الفريق مقبل على مباريات مهمة منها لقاء السد المؤجل والمهم جداً في تحديد هوية اللقب، حيث لو فاز به الدحيل سوف يقطع مشواراً طويلاً صوب التتويج.

كان بالإمكان تقديم الأفضل أمام الدحيل

الخور قدم أداء مميزاً ولكن دون تسجيل

قدّم فريق الخور أداءً متميزاً في مباراته مع الدحيل في هذه الجولة وخرج خاسراً بهدف من ضربة جزاء وكان بالإمكان أفضل مما كان والخروج بنتيجة إيجابية ولتكن التعادل.

ما كان ينقص فريق الخور في هذه المباراة وجود اللاعب الهداف الذي يمكنه أن يهز شباك المنافس في مثل هذه المباريات خاصة أن الفريق أتيحت له العديد من الفرص السهلة والمواجهة مباشرة بالمرمى ولكن تم إضاعتها بغرابة.

مشكلة إهدار الفرص في مثل المباريات أنها أمام فريق كبير ومتصدر مثل الدحيل والذي نادراً ما يخطئ ويترك المساحات في الملعب لذلك عملية الحصول على فرص أمامه ليست بالأمر السهل.

الحقيقة أن مهاجم الفريق دييجو فارياس أتيحت له فرصة ذهبية وأهدرها وكذلك سعيد براهمي وهو مواجه للمرمى وأهدرها وعندما تهدر أمام الدحيل لابد من أن يكون العقاب صعباً وهو ما حدث وخسر الفريق اللقاء بهدف يوسف العربي من ضربة جزاء.

المستوى الذي ظهر به الخور لا يعبر عن مركزه قبل الأخير في الدوري وهو مركز يلعب صاحبه الفاصلة، ولذلك يحتاج الخور لتفعيل هجومه بصورة أفضل في المرحلة المقبلة بما يحقق للفريق النجاح المطلوب والابتعاد عن قاع الترتيب والبحث عن البقاء في المسابقة ودخول المنطقة الدافئة.

بعد الفوز القاتل على الفهود

المربع الذهبي ينادي السيلاوية

لو قُدر للسيلية التأهل للمربع الذهبي هذا الموسم، فالفضل سيعود لأغلى انتصار حققه هذا الموسم في هذه الجولة على حساب الغرافة وبهدفين لهدف، والأسباب في ذلك تعود إلى أن السيلية كان متأخراً بهدف حتى الدقيقة 73 ، وكان متعادلاً حتى الدقيقة 92 من عمر المباراة ، كما أن هذا الفوز القاتل والغالي والثمين تحقق على حساب منافس قوي لا يزال مرشحاً حتى للوصول إلى المربع الذهبي.

الفضل أيضاً يعود إلى مدربه التونسي سامي الطرابلسي الذي عرف كيف يعود إلى المباراة وكيف يحقق الانتصار الصعب والشاق والمثير من خلال دكة البدلاء التي أثبتت بدورها قوتها هذا الموسم ، وكانت خير عون للطرابلسي الذي عانى من عدم توفيق فهد اليوسف وإلياس، وعانى من غياب هدافه المغربي رشيد تبركنن للطرد، ولم يكن أمامه سوى اللجوء للبديلين مدثر ومشعل الشمري اللذين كانا عند حسن ظن مدربيهما وسجلا هدفين غاليين.

ونجاح السيلية في اجتياز الغرافة سيكون له مكاسب أخرى غير المكاسب الفنية، فالفوز على أحد المنافسين الأقوياء الطامحين في الوصول إلى المربع الذهبي، له انعكاساته الإيجابية على الفريق وعلى اللاعبين، وسيمنحهم الدافع لمواصلة المشوار الصعب حتى يتم تحقيق حلم اللعب مع الأربعة الكبار في كأس قطر.

وقعوا في أخطاء قاتلة

الغرافة يخسر بأيدي لاعبيه

رغم أن الفوز لم يكن ليغير من موقع ومركز الغرافة ، إلا أن خسارته أمام السيلية ستعطله بعض الشيء عن التقدم نحو الوصول إلى المربع الذهبي، والفوز على السيلية كان مهماً وضرورياً كون السيلية من المنافسين أيضاً على المربع ، وتعطيله والفوز عليه كان سيقرّب الفهود خطوة مهمة.

لكن لماذا لم يحقق الغرافة الفوز ولماذا خسر في الوقت القاتل وهو الذي تقدم بهدفه الأول ، وللإجابة عن هذا السؤال نقول إن الفهود خسروا بأيديهم وليس بأيدي السيلية، وتنازلوا عن الانتصار بمحض إرادتهم بالأخطاء سواء أكانت الدفاعية أم أخطاء الحارس أم أخطاء المهاجمين، فالجميع من الحارس إلى رأس الحربة هم أول المسؤولين عن ضياع فوز وانتصار كان بين أيديهم.

المهاجمون أول من يُسأل عن هذه الخسارة ، بعد أن أهدروا فرصاً سهلة للغاية أمام المرمى السيلاوي بعد أن تقدموا بالهدف الأول، ولو استغلوا فرصة واحدة من هذه الفرص السهلة، خاصة التي أتيحت لمهدي طارمي لحصدوا النقاط الثلاث بكل سهولة ، ولو أن حارس المرمى وزميله ما وقعا في الخطأ القاتل ما نجح السيلية في العودة بهدف التعادل ثم يواصل القتال وينتزع الفور.

المسؤولية يتحملها اللاعبون ولا يتحملها المدرب، والذي اضطر في النهاية إلى تغيير طارمي بمؤيد فضلي بعد أن أهدر كل الفرص التي أتيحت له بغرابة شديدة.

وقد تكون مسؤولية المدرب الفرنسي أنه طمع في الفوز بعد التعادل، وكان يفترض عليه أن يتراجع للدفاع، خاصة مع تراجع أداء اللاعبين وارتفاع أداء ومستوى السيلية والذي فرض تفوقه تماماً مع الدقائق الأخيرة.

5 ركلات جزاء بالجولة

5 ركلات جزاء احتسبها الحكام في هذه الجولة مقابل ركلتين بالجولة الماضية، واحتسبت الأولى للغرافة سجلها فايس في السيلية، وللأهلي سجلها نيجيل في قطر، و2 للسد سجلهما بغداد والهيدوس في العربي وللدحيل سجلها يوسف العربي في الخور، ليرتفع العدد إلى 36 ركلة في 76 مباراة، سجلت 31 وأهدرت 5 ركلات حتى الآن للدحيل أهدرها يوسف العربي ومحمد موسى، وللشحانية وأهدرها أمانجوا، وللسد ركلتان أهدرهما بونجاح أمام الغرافة وأمام قطر.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X