ثلث أندية الدوري هدفها تجنب الهبوط فقط ..!
السيناريو يتكرر.. والمعاناة تتواصل.. والمعالجات غائبة !
بعض الفرق اعتادت الهزائم وأصبح الفوز عندها هو الاستثناء النادر
ليس المدرب هو المسؤول دائماً ما دام الأمر يتعلق بمنظومة عمل متكاملة
إدارات بعض الأندية لا تطلب من مدربيها أكثر من الابتعاد عن شبح الهبوط
معاناتهم حالات مرضية لا تعالج بالمسكنات وإنما بتشخيص الداء وتحديد الدواء
متابعة – صفاء العبد:
يبدو أن السيناريو لن يتغيّر كثيراً.. فما حدث في الموسم الماضي ومن قبله في المواسم الثلاثة الأخيرة يكاد يتكرر بنفس الأسلوب وبنفس الصورة خلال الموسم الحالي ليبقى الحال على ما هو عليه في دوري نجوم QNB لكرة القدم.. فإلى جانب ما يحدث من احتكار على مستوى الصراع على اللقب بين القطبين الرئيسيين الدحيل والسد ها هو صراع الهبوط يتكرر من جديد وبنفس الأسماء تقريباً وأبرزها الخور والخريطيات ومعهما فريق قطر مع احتمال انضمام العربي أيضاً إذا ما استثنينا الفريق الصاعد الشحانية الذي لا يتفوق على العربي سوى بفارق الأهداف حتى الآن لكنه في واقع الحال يبدو وكأنه أفضل حالاً على مستوى ما يمكن أن يحدث من تغيير إيجابي قد يجنّبه الدخول في معمعة الهبوط.
وفي الواقع فإن تكرار الصورة بمثل هذا الأسلوب يجعلنا نتوقف كثيراً عند الأسباب التي تجعل من فريق، أي فريق، مصراً على عدم تجاوز وضعه المتردي والصعب أو لنقل قبوله بمثل هذا الحال وبالتالي التعود على الدوران في فلك الهزائم ومن ثم جعل مهمته في الموسم محصورة فقط بمحاولة الهروب من الهبوط لا أكثر ولا أقل.. !
وليس من شك في أن مثل هذا الحال لا يمكن إلا أن يكون فشلاً مع سبق الإصرار.. فعندما يعتاد فريق ما على أن يكون في ذيل الترتيب وتصبح القاعدة عنده هي الخسارة وليس الفوز فتلك مشكلة كبيرة لا تتعلق بالفريق نفسه فقط وإنما بالبطولة كلها على اعتبار أن القيمة الفنية لأي بطولة إنما تستمدّ قوتها وأهميتها من حجم وإمكانات وتطلعات الفرق المتنافسة فيها.
وعندما يكون هناك نحو ثلث فرق هذه البطولة بلا أدنى طموح وإن جلّ اهتمامها ينصبّ على محاولات الهروب فقط من شبح الهبوط فإن تلك هي مؤشرات خلل كبير سواء بالنسبة إلى البطولة أو للفرق ذاتها.. وفي الحقيقة فإن الأمر لا بد أن يعكس واقعاً مريضاً تعاني منه تلك الأندية تحديداً بل هو عجز فاضح بالنسبة لإدارات تلك الأندية التي تخفق المرة تلو الأخرى في إنقاذ فرقها من دوامة الهبوط تلك أو من التهديد بالهبوط في أفضل الأحوال..!
ولا أدري هنا إن كانت إدارات هذه الأندية قد باتت تفهم مهمتها على أنها تنحصر فقط بإنقاذ فرقها من الهبوط للدرجة الثانية.. وإذا ما حصل ذلك فعلاً فإن ذلك بالضبط هو الحبل الذي يشد بطولة الدوري إلى الوراء أو أنه يسهم في ذلك بكل قوة ..! ندرك طبعاً أن إدارات هذه الأندية تعاني من الكثير من الصعوبات.. وندرك أيضاً أن الواقع العام للدوري يحتاج إلى الكثير من المعالجات وإلى إعادة النظر في تفاصيل عديدة لكننا نتساءل هنا عن دور إدارات مثل هذه الأندية.. نتساءل عن حلولها ومعالجاتها خصوصاً أننا في واقع الحال لا نلمس على أرض الواقع أي حلول تنسجم مع المطلوب في هذا الجانب وهو ما يؤكده استمرار الحال على نفس المنوال..!
فحتى لو كان هناك ما يسمّى ببعض الحلول فإنها لا ترتقي أبداً إلى المستوى المطلوب من الحلول الحقيقية التي نبحث عنها أو التي تحتاجها فرقهم تلك.. فالمسألة هنا لا يمكن أن تُختصر بإبدال المدرب أو التخلي عن محترف أو اثنين والتعاقد مع بديلين، إنها ترتبط بشيء اسمه منظومة العمل المتكاملة في هذا النادي أو ذاك.. فمتى ما كانت المنظومة تلك معافاة استطعنا تجاوز ما يحدث من إخفاقات مثل تلك التي تدفع بفرق هذه الأندية إلى المراكز الأخيرة لتستقر فيها حتى النهاية وبطريقة باتت تتكرر في كل موسم تقريباً.. والمنظومة هذه لا تقف عند حدود الجهاز الفني أو حتى اللاعبين وإنما تشمل تفاصيل عديدة على مستوى العمل الإداري أيضاً بكل ما يفترض أن ينهض به هذا الجانب من مهام تخدم عملية إعداد الفريق وتوفر له مقوّمات النجاح بدءاً بمرحلة التحضير ومروراً بالمرحلة التنافسيّة ومن ثم الوصول نحو الهدف الذي يفترض تحديده مسبقاً إن لم يكن للتنافس على لقب البطولة فعلى الأقل السعي لإحراز مركز مقبول فيها وليس الاستسلام المبكر ورفع الراية البيضاء وحصر المهمة فقط بمحاولة تجنب الهبوط..! وقد يكون مهماً هنا الإشارة إلى أن هناك في بعض أنديتنا من يتحدث مع جهازه الفني بلغة الاستسلام والانكسار مسبقاً.. وإلا فكيف تفسرون الطلب من المدرب العمل فقط على تجنب الهبوط؟ وكيف يمكن لهذا المدرب أن ينشط ويجتهد ويبذل كل الجهود ما دام قد أبلغ بأن مهمته لا تتعدى تجنب الهبوط فقط.. وتصوّروا كيف سيكون الحال عندما يعلم اللاعبون أنفسهم بحدود مثل تلك الرغبة التي لا يمكن إلا أن تكون يائسة وعاجزة تماماً..!!
لا نعمم القول هنا.. فليس كل الأندية التي تعاني من التراجع تتعامل بمثل هذا المنهج الغريب جداً عن روح المنافسة الحقيقية بل والغريب أيضاً عن روحية السعي والاجتهاد، لكنه أمر قائم في كل الأحوال وهو أمر مؤسف طبعاً لأنه لا يتفق أبداً مع كل تلك الجهود التي تعمل وتتطلع لأن يكون دورينا في أفضل حال.. فحتى لو كانت إدارة النادي تتشبث بكل السبل من أجل أن يسجل فريقها حضوراً أفضل في الدوري فإن روحية الهزيمة يمكن أن تجدها بطريقة أو بأخرى لدى بعض العاملين في ذلك النادي وهو ما يسهم بكل تأكيد في زيادة الطين بلة مثلما يقولون.. إن معاناة أي فريق هي أشبه بحالة مرضية كتلك التي يمكن أن يعاني منها أي إنسان في وقت من الأوقات.. والحالات المرضية لا يمكن أن تعالج بالمسكنات فقط وإنما هي بحاجة إلى تشخيص دقيق ومداواة حقيقية وإلا فإن المريض يبقى مريضاً حتى وإن بدا وكأنه قد تشافى في حالات مؤقتة تعقبها بالتأكيد انتكاسات قد تكون أصعب من سابقاتها..!
العربي.. استثناء وحيد في سبعة أعوام
العربي هو الآخر ظل يعاني خلال الأعوام الأخيرة بحيث ابتعد كثيراً عن مراكز المقدمة وكان الاستثناء الوحيد طوال الأعوام السبعة الماضية هو ما حققه في الموسم 2013 / 2014 عندما حلّ خامساً، أما عدا ذلك فقد كان سابعاً مرة واحدة وثامناً مرتين وتاسعاً مرتين إضافة إلى أنه حلّ بالمركز الحادي عشر في الموسم 2012 / 2013 ليخوض المباراة الفاصلة التي أنقذته يومها من الهبوط قبل أن يلغي الهبوط في ذلك الموسم.
الخريطيات والمعاناة المتواصلة
باستثناء النسخة قبل الأخيرة من الدوري يوم حلّ في المركز السابع لم يتمكن الخريطيات من مغادرة مراكز المؤخرة ليبقى بين المهدّدين بالهبوط باستمرار. فعلى مدى المواسم الثمانية الماضية كان قد حلّ في المركز الثامن مرتين والعاشر مرتين والحادي عشر مرة واحدة والثاني عشر مرتين وهو يشغل المركز الثاني عشر والأخير في النسخة الحاليّة من الدوري.
الهبوط يلاحق القطراوية
رغم أنه سبق أن حقق لقب الدوري مرتين في السبعينيات من القرن الماضي إلا أن فريق قطر يعاني كثيراً في الأعوام الأخيرة بحيث كان قد هبط إلى الدرجة الثانية بنهاية الموسم 2015 / 2016، وحتى بعد عودته في الموسم الماضي ظلّ الفريق مهدداً بالهبوط قبل أن ينتهي به الحال عند المركز العاشر بين (12) فريقاً، وها هو الفريق يعود ليعاني مجدداً هذا الموسم حيث إنه يشغل حالياً المركز العاشر أيضاً.
الخور والشبح الذي يطارده باستمرار
على مدى المواسم الخمسة الأخيرة ظل الخور يعاني من شبح الهبوط وكان أفضل ما حققه هو المركز الثامن في الموسم الماضي وهو مركز لم يصل إليه إلا في الرمق الأخير من عمر الدوري بعد أن ظل قبل ذلك مهدداً بالهبوط.
أما عدا ذلك فقد تراوح تواجده بين المركزين الحادي عشر والعاشر وما زال يعاني في الموسم الحالي أيضاً حيث يشغل حالياً المركز الحادي عشر وقبل الأخير.