أخبار عربية
رغم دعم والده وترامب.. بلومبيرج:

مسـتقـبـل ابــن سـلـمـان إلـى المجــهـول

حياة ولي العهد بعد مقتل خاشقجي انقلبت رأساً على عقب ولم يعد لديه يقين بمستقبله

الدوحة – ترجمة الراية :

تناولت شبكة “بلومبيرج” الأمريكية في تقرير لها نشر يوم أمس مصير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد التداعيات التي أفرزتها قضية اغتيال الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي. وقالت الشبكة: على الرغم من الدعم الكبير الذي حظي به ابن سلمان، من والده العاهل السعودي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فليس من السهولة التنبؤ بمستقبله ومصيره. وأوضحت أن ولي العهد يقضي وقتاً أطول مع والده الملك سلمان منذ جريمة اغتيال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية. وأجرى العاهل السعودي ونجله جولة معاً في أرجاء السعودية، وافتتحا الأسبوع الماضي حديقة صناعية عملاقة. وأشارت الوكالة: على الجانب الآخر، تجنب ترامب إدانة ابن سلمان مباشرة بمقتل خاشقجي، وأشاد بالسعودية ودعمها الكبير لخفض أسعار النفط. وقالت الوكالة: “يعتقد ابن سلمان، أنه بهذه المظلة من الحماية التي يوفّرها له الكبار؛ سلمان وترامب، سينجو من جريمة الاغتيال الوحشيّّة لخاشقجي.

وقد توجه ولي العهد في جولة خارجية هي الأولى له منذ وقوع الجريمة، بدأها بالإمارات، الحليف الرئيسي، وسط تكهنات بحضوره قمة العشرين بالأرجنتين، ورغم ذلك يرى العديد من المراقبين أن مصير ابن سلمان سيتحدّد في الرياض. وخلال النقاشات التي تدور بين مستشارين أجانب يعملون في شركات سعودية، ودبلوماسيين سعوديين، فإن هناك سؤالين يطرحان بقوة؛ الأول: هل يبقى ابن سلمان ولياً للعهد؟ وإن لم يبقَ، فما هو مصير الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي بدأها؟

وتذهب “بلومبيرج” إلى القول، إنه من الصعب تحديد الكيفية التي ينظر بها أفراد العائلة المالكة وزعماء القبائل والأجهزة الأمنية لولي العهد بعد سلسلة الانتقادات التي تعرّض لها في الخارج والقمع الذي يمارسه بالداخل، خاصة أنه سبق له أن بدأ حملة من أجل تهميش المنافسين في الداخل وعزز سطوته على السلطة. لكن قد يكون لدى تركيا أدلة عن تورط ابن سلمان في قتل خاشقجي، وفي حال تبين ذلك فعلاً فسيكون سبباً لخصومة أوروبية أمريكية.

وتنقل الوكالة عن كامران بخاري، اختصاصي الأمن القومي والسياسة الخارجية في جامعة أوتاوا، إن قتل خاشقجي، سواء ثبت تورط ابن سلمان به أم لا، فإنه غيّر مجريات اللعبة. لقد انقلبت حياة ولي العهد رأساً على عقب، ولم يعد لديه يقين بمستقبله، ولم يعد متأكداً ما إن كان سيواصل مسيرته نحو الحكم أم لا، وهل سيكون قادراً على طيّ صفحة خاشقجي التي ستبقى وصمة عار تلاحقه؟”. وتضيف الوكالة: “لقد استخدم ملوك السعودية المال لحشد الدعم لهم بأوقات عدم الاستقرار، فعندما بدأت ثورات الربيع العربي خصص الملك عبد الله مليارات الدولارات لدرء أي اضطرابات داخليّة.

ويقول أيهم كامل، رئيس مركز بحوث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوروسيا، إن الملك يعرف بالضبط كيفية إقامة جبهة داخلية ويضمن عدم تحولها ضد ابنه، الزيارات التي نفذها العاهل السعودي للمحافظات المختلفة، والمال الذي ضخه، كل هذا جزء من حزمة شاملة لضمان حماية القيادة كما هي عليها اليوم، وهم يفعلون ذلك للدفاع عن خط الخلافة الحالي. وتقول الشبكة: مع ذلك فهذا لا يبدو كافياً، فولي العهد يتعرض لانتقادات من قبل الأقوياء في أمريكا، بمن فيهم كبار المشرعين، وفي أوروبا أيضاً، حيث يُنظر إليه بمزيد من العداء بسبب حرب اليمن وسجله في مجال حقوق الإنسان.

وأشارت بلومبيرج الى الداخل السعودي، فقالت إن هناك حديثاً عن إمكانية تولي عمه الأمير أحمد بن عبد العزيز ولاية العهد، بعد عودته مؤخراً من لندن. ويقول بخاري إن القلق سيبقى مسيطراً على ابن سلمان، رغم أنه سجن المعارضين ورشا آخرين، واستعمل العنف ضد أفراد في الأسرة، لكن ذلك لا يُمكن له أن يضمن أن هؤلاء لن يتآمروا عليه.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X