كيف أحرجت تونس ولي العهد السعودي؟
لافتات الدم وصور المنشار وأطفال اليمن غطت على زيارته

تونس – وكالات:
تعرضت زيارة ولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، إلى العاصمة التونسية، لمطبات صعبة، تسببت في إحراج كبير للرياض، ورغبة في الخروج سريعًا بأقل الخسائر. لافتات الدم وصور “المنشار” ، وأطفال اليمن، لاحقت “ابن سلمان” خلال زيارته التي لم تستغرق سوى ساعات، في محاولة لتلميع صورته بعد تورطه في مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”. وغاب الإعلام الرسمي عن متابعة الزيارة التي جرت وسط تكتم رسمي من الجانبين، ففي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، تأكد المراقبون والإعلاميون من وصول “ابن سلمان” إلى تونس، بعد أن نشرت قناة “العربية” خبر الوصول.
وعلى عكس ما كان معمولاً به في السابق، حيث اعتادت الرئاسة التونسية، الإعلان عن كل الزيارات بشكل مسبق، فإنها تكتمت، هذه المرة، على تفاصيل الزيارة، التي لم تتجاوز الحفاوة بها قصر قرطاج الرئاسي، حيث أقام الرئيس التونسي “الباجي قائد السبسي”، مأدبة عشاء على شرف ولي العهد السعودي، وتولى تقليده بالصنف الأكبر من وسام الجمهورية، وفق صحف تونسية.واللافت أن الزيارة غاب عنها المؤتمر الصحفي الرئاسي، أمام وسائل الإعلام، لتجنّب أي أسئلة حرجة لولي العهد السعودي عن قضية “خاشقجي”. وشهد الشارع التونسي حراكا واسعًا، ومسيرات رفعت عدة شعارات ضد الزيارة، منها: “لا لتدنيس أرض تونس الثورة” ، و”أبو المنشار ابن سلمان مطلوب للعدالة”، و”تونسيون ضد زيارة ولي العهد السعودي”، و”لا مرحبًا ولا سهلًا”.
ورفع المحتجون صورًا لولي العهد السعودي ظهر فيها ويداه ملطختان بالدماء وصورا أخرى ظهر فيها وفي يده منشار وكتب عليها “عار عار استقبال أبو منشار”. وعرض متظاهرون صورة كبيرة عليها رسم كاريكاتيري يظهر الرئيس التونسي يصب الماء على يدي “ابن سلمان” وهما ملطختان بالدماء،في إشارة إلى أن “السبسي” يسعى لتلميع صورة ولي العهد السعودي. وتزامنا مع الزيارة، فتح القضاء التونسي، تحقيقاً في شكوى قدمتها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، ضد ولي العهد السعودي، اعتمادًا على التقرير المتعلق بأوضاع حقوق الإنسان باليمن.
ودعت النقابة في شكواها إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإحالة الملف إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. ومن مظاهر الاحتجاج، إلى التعتيم الإعلامي، وتقليص فترة الزيارة، وإلغاء المؤتمر الصحفي، إلى تحريك دعوى قضائية ضده، كان الحصاد مرًّا لزيارة “ابن سلمان” إلى تونس، التي قدمت مشهدا مغايرا لما حظي به من حفاوة مصطنعة في الإمارات والبحرين ومصر، التي تشدد أنظمتها الحاكمة القبضة على أي تحركات شعبية.