ابن سلمان المنبوذ.. أين المفر؟
تحقيقات حول الجرائم السعودية باليمن وحرمان شعبه من المساعدات
الدوحة- الراية :
قالت صحيفة موند أفريك الفرنسية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أضحى شيئا فشيئا شخصا غير مرحب به، خاصة بعد المظاهرات التي سبقت زيارته لتونس، والتحقيقات التي تطارده حاليا من قبل القضاء الأرجنتيني فيما يتعلق بارتكابه لجرائم حرب، ولسان حال الإجماع الشعبي يقول له أين المفر؟. وقد أشارت الصحيفة إلى أن زيارة ولي العهد السعودي لم تلق سوى ترحاب الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، الذي يرى في السعوديين مصدر تمويل مهم للخروج من الضائقة التي تمر بها تونس. علاوة على ذلك، يعتبر السبسي السعودية حليفا بارزا له في حربه التي يشنها على حليفه السابق حزب حركة النهضة. أما الشعب التونسي، فله نظرة أخرى تجاه النظام السعودي الذي يؤوي الديكتاتور السابق زين العابدين بن علي. أما في الأرجنتين فقد أعلن بأنه لن يتم تنظيم لقاء بين ابن سلمان وحليفه الأول، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على هامش عقد قمة العشرين التي تحتضنها الأرجنتين. وأكدت الصحيفة الفرنسية أن ملاحقات قضائية تطارد ولي العهد السعودي في الأرجنتين، حيث وجّهت له تهم متعلقة بارتكابه “جرائم حرب”، وما زالت التحقيقات جارية حول الهجمات التي شنتها القوات السعودية في اليمن، بالإضافة إلى حرمان الشعب اليمني من المساعدات الغذائية والطبية.
وأضافت الصحيفة أن ابن سلمان يتطلع بعد مغادرته للأرجنتين للتوجه نحو الجزائر، في السادس من ديسمبر، في بلد يحظى فيه بالعديد من الأصدقاء. ولكن، الانهيار الحالي في أسعار النفط، وإن كانت تسعد الرئيس ترامب، إلا أنه يعد بمثابة كارثة بالنسبة للسلطات الجزائرية التي تمر بوضع سياسي يشوبه التوتر، كما تتجنب بأي ثمن فرض سياسة التقشف على شعبها. ونقلت الصحيفة على لسان أحد المتحدثين باسم السلطات الجزائرية قوله إن العديد من الملفات سيتم التطرق لها خلال زيارة ابن سلمان للجزائر، خاصة تلك المتعلقة بسوق المحروقات وأسعار النفط، علاوة على تأشيرات السفر وعدة ملفات اقتصادية أخرى. في المقابل، لا تقتصر قائمة الملفات التي ستجرى حولها محادثات بين الرياض والجزائر على هذه النقاط فحسب، بل سيتم التطرق إلى موقف الجزائريين الذين لا ينظرون بعين الرضا للتدخل العسكري السعودي في اليمن. وعلى الرغم من أن ابن سلمان حظي خلال الأيام الأولى من عاصفة الحزم بتأييد أغلبية الدول العربية، إلا أن الجزائر كانت من أبرز المعارضين لهذا التدخل. وعلى الرغم من أن هذه المعارضة تسببت في عزلة الجزائر، إلا أنها ساهمت في الوقت نفسه في تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع كل من إيران وتركيا.
وذكرت الصحيفة: في الوقت الراهن، يمكن للجزائر أن تستغل علاقتها الطيبة التي تربطها بخصوم المملكة، تحديدا إيران وتركيا، لتلعب دور الوسيط بينهم. وقد انطلق هذا المنهج خلال شهر يونيو الماضي، حيث عرض الدبلوماسي الجزائري السابق، الأخضر الإبراهيمي، وهو شخصية تحظى باحترام المجتمع الدولي، لعب دور الوسيط في أزمة اليمن. في المقابل، عرقلت سياسة القمع الوحشية التي انتهجتها السعودية في حربها على اليمن المباحثات الأولى. وأفادت الصحيفة بأنه من المنتظر أن يطلب ابن سلمان من الجزائريين خلال زيارته المرتقبة التوسط مع كل من الأتراك والإيرانيين. فبالنسبة لولي العهد السعودي، يجب منع أنقرة بأي ثمن من نشر التسجيلات التي بحوزتها، والتي تعود للفرقة السعودية التي كلفت باغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي. أما فيما يتعلق بإيران، فيأمل ابن سلمان الحد من تواجدها في اليمن؛ حتى يضمن خروجا مشرفا للسعودية من هذا المستنقع.