الأجنحة الرسمية تعزّز التنوع الثقافي وحوار الحضارات
مشاركون: الدوحة للكتاب من أهم المحافل التي نحرص على حضورها

كتب – محمود الحكيم:
ساهمت بعض الأجنحة الدبلوماسية والرسمية للدول المشاركة في النسخة الحالية من معرض الدوحة الدولي للكتاب في إثراء المشهد، وقدّمت تلك الأجنحة مجموعة من الأنشطة والفعاليات، التي استطاعت أن تستقطب جمهور المعرض إليها. وتخلق حالة من التنوع الثقافي وحوار الحضارات وأشاد عدد من المسؤولين عن تلك الأجنحة بالمستوى التنظيمي الرائع للمعرض، مؤكدين حرص بلادهم على المشاركة سواء من خلال الجناح الدبلوماسي، أو من خلال دور النشر المحلية الأخرى، مشيرين إلى أن تلك المشاركة تأتي في إطار تعزيز التبادل الثقافي بين بلدانهم ودولة قطر. وقالوا في تصريحات لـ «الراية » إن مشاركتهم تتنوع ما بين الإصدارات السياحية، والتي تعرّف الزوار بأهم المناطق، والمزارات السياحية في تلك البلاد، والوسائل الخاصة بتعليم اللغة، مؤكدين على أن تلك الإصدارات لاقت قبولاً كبيراً لدى جمهور المعرض. وحرصت كل من دولة الكويت وسلطنة عمان على المشاركة بجديد إصداراتهما الثقافية والمعرفية بما يثري فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب، ويُلبي حاجة الباحثين والمهتمين خاصة بالتاريخ والتراث الخليجي وغيرهما. كما كان لدولة تركيا حضور بارز داخل المعرض بجناح ضخم يحتوي على الكثير من الإصدارات الجديدة والمتنوعة، كما شاركت تونس بالعديد من الأجنحة من خلال رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. وقد التقت الراية المسؤولين عن هذه الأجنحة الرسمية للحديث عن مشاركتهم بالمعرض.
400 دار نشر تركية تبرز ثقافة بلاد الأناضول
قال سادات أقجقيونلو، رئيس دائرة بوزارة الثقافة والسياحة التركية ومسؤول دعم الترجمة والمسؤول عن جناح تركيا الرسمي بالمعرض: إننا نشارك باسم وزارة الثقافة التركية ونمثل 400 دار نشر تركية ونهدف من خلال جناحنا بالمعرض إلى نقل ما لدينا من مؤلفات إلى معرض الدوحة الدولي للكتاب لتعريف رواده بثقافتنا التركية ومؤلفينا. وأضاف مسؤول الجناح التركي: هناك هدف أسمى من هذا كله وهو توثيق العلاقات الثقافية بين قطر وتركيا، لتعزيز أواصر الصداقة وبناء علاقات قوية في الناحية الثقافية. وحول رأيه في المعرض أكد أن معرض الدوحة الدولي للكتاب يتطوّر كل عام تطوراً شاسعاً بين المعارض العربية، ونحن نرى التطور الملموس ونسعد به. مشيراً إلى أن وجودهم بالمعرض للتعرّف على الأدباء العرب خاصة القطريين، لكي يكون هناك تبادل للأفكار والاستفادة بالمزيد من الثقافة العربية. وأوضح أن هناك الكثير من دور النشر التركية تشارك بالمعرض بالإضافة إلى ناشرين كثر موجودين بالمعرض للتعرّف على دور النشر وعقد شراكات مختلفة، فضلاً عن تمثيلنا لـ 400 دار نشر تركية. وحول محتويات الجناح التركي أوضح أنه يضم العديد من المؤلفات المتنوعة ما بين الكتب الأدبية والثقافية وتاريخية وغيرها. وأشار إلى أنهم شاركوا العام الماضي في الندوات الثقافية بعدد كبير من الأدباء والمثقفين الأتراك ولكن هذا العام كانت المشاركة بالخطاطين للتعريف بالخطوط التركية وهم ينظمون ورش عمل بالجناح من أجل هذا الغرض.
الكويت تلبي احتياجات باحثي التراث الخليجي
يضم الجناح الكويتي هذا العام، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومركز البحوث والدراسات الكويتية و37 مكتبة وداراً للنشر والتوزيع الخاصة بحسب تصريح للسيد خليفة عبد اللطيف الرباح نائب مدير معرض الكويت للكتاب. وأكد الرباح، أن المشاركة الكويتية في معرض الدوحة الدولي للكتاب تتمثل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي يقدّم إصداراته المعروفة والإنتاج الثقافي الكويتي ومنها سلاسل: عالم المعرفة، عالم الفكر، إبداعات عالمية، مجلة الثقافة العالمية، الفنون، المسرح العالمي، إضافة إلى الإصدارات الثقافية والمعرفية بما يثري فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب، ويلبي حاجة الباحثين والمهتمين خاصة بالتاريخ والتراث الخليجي وغيرهما، لافتاً إلى أن مشاركة دور النشر الكويتية الخاصة بهذا العدد يؤكد نجاح المعرض في تنظيمه وحضوره الجماهيري.
تراث وثقافة السلطنة في الجناح العماني
أوضح يحيى سعيد الحجي رئيس قسم النشر العلمي بجامعة السلطان قابوس وممثل جناح سلطنة عمان أن بلاده تشارك في معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته التاسعة والعشرين ممثلة في وزارة التراث والثقافة وجامعة السلطان قابوس، هذا بالإضافة إلى مشاركات عدد كبير من دور النشر العمانية بالمعرض هذا العام وهو ما يُعزّز المشاركة العمانية ويُبرز التنوع في الإنتاج الثقافي. وأكد أن عنوان المعرض هذا العام «دوحة المعرفة والوجدان» يرمز لطبيعة وقيمة المعرض ومكانته الأدبية في المنطقة، وقد استطاع معرض الدوحة أن يجذب دور النشر من كل أنحاء العالم. وقال الحجي: إن وزارة التراث والثقافة تشارك بمطبوعاتها التي تتناول جوانب متعدّدة منها: التاريخية والأدبية والثقافية والفقهية خاصة الموسوعات المتخصصة، مثل الموسوعة العمانية وهي تعد كتاباً مرجعياً شاملاً يتضمّن 11 جزءاً، ومنها ملامح التراث الثقافي العماني في 3 أجزاء. وتابع: أما جامعة السلطان قابوس فتقدّم 50 إصداراً علمياً في مختلف التخصّصات العلمية والأدبية فضلاً عن 6 مجلات علمية مُحكمة وكتب أجنبية عن التاريخ العماني. وحول رأيه في تنظيم المعرض والمستوى العام له قال: المستوى العام ممتاز والتنظيم غاية في الدقة والجودة وهناك تعاون كبير من قبل إدارة المعرض معنا ومع كل دور النشر الموجودة بالمعرض هذا العام فهناك العديد من التسهيلات التي قدّمتها الإدارة فضلاً عن حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة. كما أعجبنا تنظيم الجناح الخاص بنا وطريقة بنائه وهندسته بما يتوافق مع الهوية العمانية. وحول التنوع في العناوين بمعرض الكتاب قال: هناك ثراء كبير وتنوع واسع في العناوين المطروحة خلال المعرض وذلك بسبب المشاركة الواسعة من دور النشر في مختلف الدول حيث بلغت الدول المشاركة 30 دولة متمثلة في 427 دار نشر وهو ما أضفى الكثير من التنوع وأثرى المعرض.
مشاركة مميزة للأدب التونسي بالمعرض
أكد د. محمد صالح المعالج رئيس اتحاد الناشرين التونسيين ورئيس لجنة المعارض العربية والدولية باتحاد الناشرين العرب على تميّز المعرض وحُسن التنظيم، مشيداً بالحضور الكبير والإقبال اللافت للقارئ القطري فالزوار لا ينقطعون عن الحضور إلى المعرض وهو ما يدل على اهتمام القطريين بالقراءة ومدى الوعي الثقافي لديهم. مشيراً إلى أن تونس تشارك بـ 3 أجنحة وهي جناح دار كنوز للنشر والتوزيع ودار المتوسطية ومجمّع الأطرش. معتبراً المعرض من أهم المعارض التي يحرصون على الحضور فيها.
كما أثنى المعالج على البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض لأنه يضم خيرة الأدباء والمثقفين والأكاديميين، مشيراً إلى أن ثراء هذا البرنامج يعكس الاهتمام بالثقافة وتعميق الوعي لدى الجمهور بها.