تباين في الآراء حول زيادة معدلاتها بالنسخة الحالية
مدير المعرض: ألزمنا دور النشر بخصم 20% على إصداراتها
ناشرون: الزيادة أمر طبيعي في جميع المشاركات الخارجية
زوار: أعلى نسبة ارتفاع في أسعار الكتب بنسخة هذا العام

كتب – محمود الحكيم:
أكد جاسم البوعنين مدير معرض الدوحة الدولي للكتاب أن تخفيض أسعار الكتب كان على رأس أولويات الجهة المنظمة، مشيراً في تصريحات لـ الراية أنه تم إلزام الناشرين بوضع خصم 20% على جميع الإصدارات المشاركة في المعرض، وبالفعل أرسلت كل دار نشر أسعارها مخفضة بالنسبة المتفق عليها، وتم رفع قائمة الأسعار كلها على الموقع لجميع دور النشر بعد الخصومات.
مضيفاً: أنصح جميع زوار المعرض بالتعرف على قائمة الأسعار لأي دار أو لأي كتاب يريدون اقتناءه من على الموقع وذلك من خلال الاستعلامات أو مكاتب اسألني المنتشرة بالمعرض حتى يتأكدون من مطابقة الأسعار المعروضة مع القائمة التي قدمت إلينا، مؤكداً أنه لاتوجد شكاوى كثيرة من ارتفاع الأسعار، ولم يرد إلى إدارة المعرض سوى شكويين فقط في هذا الصدد. من جانبهم أكد عدد من الناشرين أن هناك ارتفاعاً في الأسعار بالمعرض بنسبة 20% عن بلد المنشأ نظراً لارتفاع تكاليف المشاركات الخارجية وأوضحوا أن هذه الزيادة لا تخص معرض الدوحة الدولي للكتاب، بل هو أمر عام في جميع المشاركات الخارجية.
ونوه أصحاب دور النشر إلى أن الأسعار متفاوتة حسب حجم ومستوى الطباعة للكتاب فهناك كتب تبدأ أسعارها من 5 ريالات وأخرى تصل إلى ألف ريال، وثحدثوا عن التأثير الكبير لضعف الإقبال العام لدى القارئ العربي على شراء الكتب وأثره في رفع أسعار الكتاب عموماً. وأشادوا بقرار إدارة معرض الدوحة الدولي للكتاب بتخفيض أسعار الإيجارات هذا العام بنسبة كبيرة تشجيعاً لدور النشر على المشاركة، وهو ما أسعد جميع الناشرين المشاركين، أما الزوار فقد تباينت آراؤهم فذهب جماعة منهم إلى أن الأسعار مناسبة وفي متناول اليد وأكد آخرون أن الأسعار مبالغ فيها ومرتفعة جداً للحد الذي يجعل نسخة المعرض هذا العام أكثر النسخ ارتفاعاً في الأسعار. الراية قامت بجولة داخل المعرض لترصد حقيقة ارتفاع أسعار الكتب، ومدى رضا الزوار عنها.. فإلى التفاصيل.
سمة عامة
في البداية أكد ماهر نذير مسؤول جناح مكتبة دار الريان للطباعة والنشر(الكويت) أن دور النشر تضطر لرفع أسعار الكتب عموماً وفي المعارض الدولية خصوصاً بسبب ضعف الإقبال على شراء الكتب، فهذه باتت سمة عامة في جميع الدول العربية، وضعف الإقبال هذا ينعكس سلباً على أعداد النسخ المطبوعة فيضطر الناشرون إلى تخفيض الأعداد فترتفع التكلفة عليهم في كل نسخة كتاب، أضف إلى ذلك أن مشاركة دور النشر بالمعارض الخارجية تتطلب تكاليف عالية مثل تذاكر السفر والإقامة وأسعار إيجار الأجنحة وغيرها من النفقات الضرورية الأمر الذي يضطرون معه لرفع الأسعار مرة أخرى لنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 20% عن الأسعار في بلد المنشأ، ولذلك قد يشعر الزوار ومرتادو المعارض الخارجية بارتفاع نسبي في أسعار الكتب.
وأشاد ماهر بالتعاون الكبير الذي أبدته إدارة معرض الدوحة الدولي للكتاب والتي خفضت أسعار الإيجارات بالأجنحة بنسبة كبيرة الأمر الذي ساهم في تشجيع دور النشر للمشاركة وتقليل النفقات عليهم. وأوضح ماهر نذير أن أسعار الكتب لديه متفاوتة حسب الحجم ومستوى الطباعة مشيرا إلى أن الأسعار تبدأ من خمسة ريالات للرسائل الصغيرة الحجم مرورا بالعشرة والعشرين والثلاثين ريالاً بينما يصل أعلى سعر لديه في المعرض إلى 550 ريالاً للموسوعات الضخمة مثل كتاب روح المعاني للإمام الألوسي والذي يضم 30 مجلداً فاخراً.
أسعار متفاوتة
ومن جهته قال عبد الله نقاشة مسؤول دار الغوثاني للدراسات القرآنية (سوريا): من البديهي أن يكون سعر الكتاب في بلد المنشأ أقل من سعره بالمعارض الخارجية لأن التكلفة في بلد المنشأ تكون أقل بكثير، وأكد نقاشة أن أسباب الارتفاع التي يشعر بها البعض بالمعرض لا تخص معرض الدوحة الدولي للكتاب وحده بل هذا أمر عام في كل المعارض الخارجية، فالأمر يتعلق بأسباب تجارية بحتة لارتفاع التكلفة على دور النشر بسبب ما يتطلبه السفر والمشاركة بالمعارض الخارجية من تكاليف مادية، وضرب نقاشة مثالاً على ذلك فقال الطرد الواحد الذي يتم شحنه من بلد المنشأ (والطرد قد يحتوي على كتاب واحد مكون من 25 جزءاً أو على عدة كتب بهذا الحجم) إذا كنت أبيعه بـ 125 دولاراً في بلد المنشأ فأنا أضع فوق ذلك 100 دولار لتغطية نفقات السفر والإقامة والإيجار وبعد حساب ما لا يباع من بقية الطرود الأخرى فأعود بها مرة ثانية، فكل ذلك يوضع فوق تكلفة الطرد الواحد الأمر الذي يؤدي بدار النشر أن تبيع الطرد بزيادة 100 دولار فوق سعره في بلد المنشأ وهذا الرقم يختلف نسبياً من دار لأخرى، ولعل هذا أقل سعر يمكن أن يضاف على الطرد الواحد، ولذا يشعر رواد المعارض الخارجية بارتفاع الأسعار. وتابع: أضف إلى ذلك أن الإقبال على اقتناء الكتب أصبح ضعيفاً في أغلب البلاد العربية وهو ما يضاعف العبء على دور النشر ويرفع من كلفة الكتاب لديهم أيضاً. وأشار إلى أن الأسعار متنوعة ومختلفة في جناحه الذي يهتم بالدراسات العربية والإسلامية فهي تبدأ من خمسة ريالات ويصل أعلى سعر إلى 650 ريالاً للموسوعات الكبيرة مثل مصنف ابن أبي شيبة والذي يضم 26 مجلداً فاخراً.
أسعار ثابتة
أما علي العياشي مسؤول جناح دار المالكية (تونس) فأكد أن الأسعار لديه واحدة في جميع المعارض الخارجية لا تتغير من معرض لآخر، فكلها تحسب تكلفتها بالدولار ثم يتم حسابها بقيمة العملة المحلية للدولة التي نعرض فيها، إلا أن الأسعار بدولة المنشأ تونس تكون بالطبع أقل من الأسعار بالمعارض الخارجية بنسبة 20% نظراً لحساب تكاليف المشاركة بالمعارض الخارجية، مشيراً إلى أن الأسعار عموماً مناسبة وفي متناول الجميع حيث إن الأسعار لديه تبدأ من 10 ريالات للكتاب الصغير ويصل أعلى سعر للموسوعات إلى 900 ريال قطري مثل السلسلة التاريخية والتي تضم بضعاً وعشرين جزءاً، ويرى العياشي أن الإقبال العام على الشراء بالمعرض هذا العام ضعيف وهو ما يؤثر على نسبة المدخول، كما أنه من العوامل المهمة التي تقلل عدد العناوين الجديدة التي أشارك بها العام المقبل بالمعرض.
فيما قال وليد قشمر مسؤول جناح شركة الوراق (بريطانيا) إن الأسعار لديهم موحدة في جميع المعارض العربية، وقد تختلف قليلا حسب سعر العملة مقارنة بالدولار في بعض البلدان مثل مصر، وأوضح أن الأسعار مناسبة وفي متناول الجميع فهي تبدأ من 15 ريالاً لبعض الكتب وتتفاوت حسب حجم ومستوى الطباعة فيصل أعلى سعر إلى 1000 ريال مثل مجموعة “البدو”، نظراً للقيمة الكبيرة للكتاب وعدم توفره إلا عندنا.
بلد المنشأ
بينما يرى صبحي مسؤول جناح دار عالم الكتب الحديثة للنشر والتوزيع (الأردن) أن الأسعار لا تتغير من معرض لآخر، بينما تقل في بلد المنشأ بنسبة 20% بسبب التكاليف المرتفعة للمشاركات الخارجية، وضرب مثالاً بكتاب الصرف الواضح الذي يبيعه بالأردن بسبعة دنانير أردنية ويبيعه في معرض الدوحة الدولي للكتاب بما يساوي ثمانية دنانير أردنية وهو 40 ريالاً قطرياً، وأشاد صبحي بقرار إدارة معرض الدوحة الدولي للكتاب بتخفيض أسعار الإيجارات بنسبة كبيرة هذا العام حيث إنني حصلت على جناح كبير مساحته 36 متراً بسعر 1800 دولار وهذا سعر قليل جداً مقارنة بالأسعار في المعارض الأخرى. وهو ما يشجعنا على المشاركة في المعرض وتقديم الكتب بأسعار أقل. وقال إن الأسعار متفاوتة ومناسبة وفي متناول اليد حيث تبدأ من 20 ريالاً وتصل إلى 900 ريال قطري للموسوعات الكبيرة مثل كتاب “خريدة القصر وجريدة العصر لعماد الدين الأصفهاني” والذي يضم 22 مجلداً فاخراً”.
إلى ذلك قال محمد المهدي مسؤول جناح دار الثقافة (قطر) إن أسعارنا ثابتة منذ 3 سنوات على جميع الكتب، وما قد يشعر فيه الزوار من زيادة في السعر فلعله يرجع إلى ارتفاع سعر بعض الكتب بما لا يتماشى مع حجمها ومستوى طباعتها، وفي هذه الحالة يكون المؤلفون أنفسهم هم من يحددون السعر ويصرون عليه. وأشار إلى أن الدار لديها كل الأسعار فتبدأ من 5 ريالات وتصل في بعض الموسوعات الكبيرة مثل موسوعة البيان في فقه الإمام الشافعي والتي تضم 14 مجلداً فاخراً إلى 370 ريالاً قطرياً.
آراء متباينة
أما زوار المعرض فقد تباينت آراؤهم عن مستوى الأسعار هذا العام حيث أكد عبد السلام حسين أن الأسعار مناسبة وغير مبالغ فيها، مشيراً إلى أنه اشترى 6 كتب من المعرض أقلها بـ 30 ريالاً وأغلاها بخمسين وكان مجموع الكتب الستة 200 ريال تقريباً وهو ما اعتبره مبلغاً مناسباً وغير مرتفع.
ومن جهتها قالت لولوة الشرشني إن الأسعار مناسبة فأنا مهتمة بمجال الروايات والحقيقة أن الأسعار التي اشتريت بها مناسبة فهي تبدأ من 30 ريالاً حتى 100 ريال للرواية حسب حجمها ومستوى طباعتها. مشيرة إلى أن صديقاتها المهتمات بعالم الرواية لم يشتكين أيضاً من أسعار الروايات المعروضة بل رأينها مناسبة. بينما قال السيد إبراهيم الشافعي مسؤول مصادر تعلم بإحدى المدارس إنني أزور المعرض منذ عشر سنوات نظراً لطبيعة عملي حيث أغذي مكتبة المدرسة بالمصادر والكتب باستمرار، ولكن للأسف هذا العام لاحظت ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، منوها إلى أن ميزانية الشراء كل عام تصل إلى 20 ألف ريال وكنت أستطيع أن أشتري بها ما يقارب الـ 400 عنوان ولكن هذا العام لم أستطع شراء أكثر من 220 عنواناً بسبب ارتفاع الأسعار، وضرب مثالاً على ذلك بكتاب قيامة أرطغرل وهو كتاب متوسط الحجم ومستوى طباعته عادي كانت الدار تعرضه بـ 80 ريالاً وبعد الأخذ والرد أخذته بخمسين ريالاً. ونوه إلى أن دور النشر تختلف في ذلك فهناك من يبالغ جداً في الأسعار وهناك من يرفع الأسعار بنسبة معقولة مثل الأجنحة السورية.