دور النشـــــر الــوطنيــــة تعــــزز الإبــــداع
اهتمام خاص بإصدارات التراث القطري والخليجي

الدوحة – قنا:
استطاعت دور النشر القطرية أن تعزّز تواجدها وتضع بصمتها الخاصة بها وتقدّم الإبداع القطري بل والعربي والعمل على ترجمة الكثير من الفكر العالمي من خلال نشرها للأعمال الهادفة والمفيدة والتي تقدّم زاداً معرفياً للقارئ في قطر وذلك على الرغم من حداثة إنشاء كثير منها. وقد برز هذا في مشاركتها في النسخة الحالية من معرض الدوحة الدولي للكتاب، حيث جاءت العناوين المطروحة من دور النشر القطرية متنوعة ما بين الفكر والأدب والتاريخ والعلوم والاقتصاد والفكر الإنساني العالمي، فضلاً عن اهتمام خاص بالتراث القطري والخليجي. وكالة الأنباء القطرية قامت بجولة داخل المعرض وتوقفت أمام عدد من أجنحة الدور القطرية للتعرّف على أهم ما تقدّمه من عناوين في مختلف المجالات..
عرس ثقافي
كانت البداية في لقائنا مع السيدة عائشة جاسم الكواري، رئيس مجلس إدارة دار روزا للنشر والتوزيع، والتي أكدت أهمية مشاركة الدار في معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي يعتبر عرساً ثقافياً لجميع من يعيش على أرض قطر، وفيه تبادل المعارف والخبرات والتعاون المشترك بين الناشرين، مشيرة إلى أن رؤية الدار تنطلق من الريادة في نشر الإنتاج الفكري القطري مع تشجيع القراءة وصولاً لمجتمع المعرفة، كما تسعى الدار إلى إبراز الفكر والإبداعات الأدبية داخل وخارج قطر من خلال تقديم الإصدارات المتنوعة والرصينة. وأضافت أن الدار تقدّم في المعرض مجموعة من العناوين الجديدة ما بين الأدب والفكر وكتب الأطفال مع التركيز على كتب اليافعين، حيث تفتقر المكتبة القطرية والعربية عموماً إلى هذا النوع من الكتب، منوهة بأن الدار رفعت شعار ليس للمعرض فقط ولكن لعام كامل وهو “قطر تكتب قطر تقرأ”، حيث تهتم الدار ليس بالإصدارات الثقافية فحسب بل بالإسهام في الحياة الثقافية عبر تنظيم فعاليات ثقافية والمشاركة في مختلف الفعاليات بما يُحقق الفائدة على الكتّاب خاصة الشباب، حيث نهتم بتطوير مهاراتهم، مشيرة إلى اهتمام الدار بالوصول إلى الفكر الإنساني فتم توقيع اتفاق مع دار نشر تركية خلال المعرض لترجمة عدد من الأعمال الأدبية التركية إلى العربية ليكون توزيعها من الدار.
30 عنواناً
دار لوسيل قدّمت هي الأخرى خلال معرض الدوحة للكتاب قرابة 30 عنواناً جديداً متنوعة من كتب أدبية وكتب أطفال وكتب في النقد الأدبي والإدارة وغيرها، كما اهتمت أن يصل إنتاجها الفكري إلى آفاق جديدة فوقّعت اتفاقات لتوزيع إصداراتها في لبنان وتركيا والعمل على تبادل التوزيع، كما تهتم الدار بتقديم برنامج ثقافي يُعزّز خطها الفكري فتقيم ورشاً وندوات ثقافية ومنها ما قدّمته خلال معرض الدوحة الدولي للكتاب لتعزيز القراءة فضلاً عن أمسيات خاصة لمناقشة عدد من إصداراتها. وعلى الرغم من حداثة ظهورها كدار نشر في السوق القطرية فإن دار زكريت التي تم تدشينها خلال معرض الكتاب العام الماضي قد استطاعت أن تقدّم 18 إصداراً خلال هذا العام كان أبرزها الأدب خاصة الشعر فأصدرت عدداً من دواوين الشعر فضلاً عن كتب فكرية وكتب للأطفال.
كتب توثيقية وتراثية
وقال السيد خالد المهندي مسؤول جناح دار كتارا للنشر بمعرض الكتاب: إن الدار التي تم تدشينها في أبريل الماضي تشارك بنحو 30عنواناً جديداً في معرض الدوحة للكتاب لنخبة من المؤلفين القطريين والعرب، بالإضافة إلى مشاركتها بمؤلفات أخرى تتنوع ما بين الكتب التوثيقية والمؤلفات التراثية والعلمية والأدبية التي صدرت عن المؤسسة، وكذا الأعمال الروائية والدراسات النقدية الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية خلال دوراتها السابقة.
إصدارات عالمية
أما دار جامعة حمد بن خليفة التي لها سنوات في سوق النشر القطري فتشارك بقائمة طويلة من الكتب المتعدّدة المجالات ويتنوع هذا الكم المتزايد من الكتب في الموضوعات والمجالات ما بين الأدبية وغير الأدبية وكتب الأطفال الصادرة من دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، وقد كان لمشاركة دار النشر، التي ارتقت إلى مصاف دور النشر العالمية، في المعرض الدولي لحقوق الكتب خلال العام الماضي أثر كبير في تمكّنها من شراء حقوق نشر تراجم العديد من الروايات العالمية الحائزة على الجوائز، بالإضافة إلى العديد من روائع الأعمال المؤلفة باللغة العربية. وفي إطار الاهتمام بالمعارف الإنسانية، نجحت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، في خطوة ذات أثر كبير في عالم الأدب، تمثلت في الاستحواذ على حقوق ترجمة الكتب الثمانية لكازو إيشيغورو الأديب الفائز بجائزة نوبل للآداب عام 2017 إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى النسخة العربية من كتاب “فنان من العالم العائم”، وترجمات كتاب “بقايا النهار” (1989، الكتاب الحائز على جائزة بوكر)، و”عندما كنا يتامى” (2000، الذي نال ترشيح القائمة القصيرة لجائزة بوكر)، وكتاب “العملاق المدفون” (2015، الذي تصدّر مبيعات الكتب في المملكة المتحدة)، و”ليليّات” (2009)، كما تقدّم الدار مجموعة متنوعة من الدراسات البحثية بلغتها الأصلية تتناول التاريخ القديم والحديث للعالم العربي.
في جناح الحملة الوطنية للقراءة
أعمال فنية وأنشطة مجتمعية للاحتفاء برحلة القراءة
الدوحة – الراية : تشارك الحملة الوطنية للقراءة، إحدى مبادرات تنمية المجتمع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في الدورة الـ29 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب. وتأتي مشاركة الحملة الوطنية للقراءة في إطار جهودها الرامية لتعزيز ثقافة حب القراءة لدى جميع سكان دولة قطر. وتشمل أنشطة الحملة خلال المعرض مجموعة متنوعة من الفعاليات، من أبرزها معرض “رحلة متخيلة” الذي يقدّم أعمالاً لخمسة فنانين من قطر وخارجها والذين تم انتقاؤهم لعرض أعمالهم التي تُجسّد أهمية القراءة كمصدر إلهام لتحفيز المجتمع على الابتكار.
وتتضمّن الأعمال الفنية ترجمات مختلفة لنصوص وكتب ألهمتهم. فقد استخدم خليفة العبيدلي، الطباعة الزرقاء لإنتاج صور فوتوغرافية مستلهمة من مخطوطات عن تاريخ تجارة الصبغ الأزرق بين دول الخليج والهند. وقدّمت مريم الحُميد، كلمة “الخيال” بطريقة الخداع البصري. ويعرض خليفة المري فيلماً تجريدياً بالرسوم المتحركة للرحلة العجيبة التي يخوضها القارئ أثناء القراءة. فيما استخدم بول فالنتين كتباً حقيقية لصنع عمله الفني، وقام سباستيان بيتانكور- مونتويا فعلياً برحلة في عرض البحر وهو يقرأ كتابه.
كذلك تتضمّن فعاليات الحملة الوطنية للقراءة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، أنشطة تُشجّع جميع أفراد المجتمع على مشاركة كُتبهم المفضّلة مع زوار المعرض، حيث تفتح لهم فرص عرض هذه الكُتب في جناح الحملة مع كتابة ملاحظاتهم عن أسباب تفضيلهم لهذا الكتاب أو ذاك، والدور الإيجابي للقراءة في حياتهم. كما تستقطب الحملة الوطنية للقراءة الأطفال من خلال أنشطة تفاعلية، واكتشاف الشخصيات الكرتونية، وتعلّم القراءة بطريقة ترفيهية.
المعرض بيئة خصبة للحوار الحضاري
الدوحة – الراية : يشكّل معرض الكتاب بيئة خصبة للحوار الحضاري، بين مختلف الأديان، والثقافات، والحضارات، ومن هنا جاءت مشاركة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بجناح خاص في معرض الدوحة الدولي الـ 29 للكتاب، وذلك لنشر ثقافة الحوار، وتعزيز دوره في التقريب بين الأفكار، وبناء جسور المحبّة بين مختلف الأعراق والأديان، محلياً ودولياً.
ويتضمّن الجناح الذي يحمل الرقم 3-33 عرضاً لأهم إصدارات المركز، من بينها مجلة أديان، والرسائل المختارة، والنشرة الدورية، والكتب الخاصة بمؤتمر الدوحة لحوار الأديان، كما يعمل المسؤولون عن الجناح على تعريف الجمهور خاصة جيل الشباب بتقنيات الحوار، والمناظرة، وأهمية التقارب بين البشر. وعن هذه المشاركة، يقول أ.د.إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان: يحرص المركز على التواجد بشكل دائم في معرض الكتاب، وذلك لرمزية هذه المناسبة الثقافية المتميزة، حيث إنك تجد هنا عشرات الآلاف من عناوين الكتب، والتي قد تحمل أفكاراً متعارضة، ومختلفة، وأحياناً متضادة، وهذا أساس الحوار، هو بالأصل يكون بين المختلفين وليس بين المتشابهين. وأضاف النعيمي: بينما معرض الكتاب يمثل بيئة حوار ثقافية وفكرية، فإن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يعمل على بناء جسور الحوار الديني، والإنساني، فنحن مهما اختلفت أدياننا أو أعراقنا، فإننا ننتمي إلى جد واحد، هو آدم عليه السلام.
ومن جانبه، قال يوسف عبد الله السبيعي المدير التنفيذي لمركز الدوحة الدولي لحوار الأديان: يسعى المركز من خلال مشاركته في المعرض إلى تكثيف تواجده المحلي، وتقديم ملخص شامل عن أنشطته لرواد المعرض، فنحن يهمنا أيضاً أن نصل لجميع الفئات في مجتمعنا المحلي، الذي يضم خليطاً مميزاً من الأديان والجنسيات والأعراق. وأشار السبيعي إلى نجاح المركز في تكوين سمعة عالمية إيجابية، وتأكيد دوره الفاعل في مجال الحوار، عبر سلسلة من المؤتمرات والفعاليات المحلية والدولية، التي ينظمها، أو يشارك فيها، لتأكيد مكانة قطر عالمياً، كأرض للتسامح، والحوار.