عدوانيـة ولي العهـد تقـود السعوديـة إلى نهايتـها
الدوحة – الراية :
نشرت صحيفة إسبانية تقريرًا عن المنعطف الخطير الذي تعيشه السعودية منذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان للحكم. وقالت صحيفة”بوبليكو” ، إن الرياض عرفت بمحافظتها على سياسة خارجية سرية قوامها الحذر والاحتراز مع شركائها. لكن بعد تعيينه وليا للعهد، عرّض الاستقرار الإقليمي والدولي للمملكة للخطر، بسبب انتهاجه لسياسة عدوانية تعتمد على دعم واشنطن وإسرائيل. وأضافت الصحيفة: خلال السنوات الثلاث الأخيرة، شهدت سياسة الرياض الخارجية تغييرًا جذريًا زاد من الأوضاع سوءًا، ولم يؤثر على البلاد فحسب؛ بل منطقة الشرق الأوسط أيضا. لقد صممت السياسة الخارجية السعودية بطريقة تتماشى تمامًا مع الظروف التي تعيشها المملكة، لكن مع وصول ابن سلمان تغيرت أوضاع المملكة 180 درجة وأصبحت سياستها أكثر عدوانية.
وأضافت الصحيفة: هذه التطورات أثارت حفيظة الكثير من الأمراء الذين يتطلعون لخلافة العرش، خاصة أن ابن سلمان يحاول احتكار السلطة. وكان ابن سلمان اتخذ سلسلة من الإجراءات الوقائية داخل البلاد من بينها إرسال وحدات عسكرية إلى الرياض لإحباط أي عملية انقلاب ضده. وكانت قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي تمثل قمة جبل جليدي ضخم من الأحداث التي هزت المملكة، لعل أبرزها الدعم السعودي لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية، إلى جانب الحصار المفروض على قطر، وإيقاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والخلاف مع كندا حول حقوق الإنسان، وحرب اليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل حكم ابن سلمان، تحولت السعودية إلى أكبر بؤرة لانعدام الاستقرار في المنطقة بدعم من حليفها الجديد إسرائيل. كما يعتبر العديد من الأمراء، خاصة أبناء عمومة بن سلمان، أن الطريق الذي سلكه ولي العهد يشكل خطرًا حقيقيًا على البلاد والعائلة المالكة. وبينت الصحيفة أن مداخيل النفط الضخمة لن تدوم طويلاً، وسرعان ما ستنضب. وفي هذه الحالة، سيكون من الصعب على المملكة الاستمرار بانتهاج السياسة العدوانية الحالية على المدى المتوسط بعد أن تخلت عن سياستها التقليدية. وأشارت الصحيفة لتحالف ابن سلمان الوثيق مع إسرائيل في مشروعه الجديد. وكان لنتنياهو دور حاسم في عدم الإيقاع بابن سلمان في قضية اغتيال خاشقجي. “ولكن التحالف القائم بين هذين السياسيّين يشكل خطرًا على الاستقرار الإقليمي. كما أن ابن سلمان فتح مسارًا عسكريًا أقحم السعودية مباشرة في النزاعات الإقليمية، كما هو الحال في اليمن”. كما أن صفقات الأسلحة الضخمة الموقعة بين السعودية والولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، تشير إلى أن ابن سلمان سيستمر على نفس المنوال. ومن الواضح أنه على استعداد لتعزيز سياسة المملكة كقوة مهيمنة في المنطقة، رغم وجود شكوك بقدرته على تحقيق ذلك.
وبينت الصحيفة أن التقدم الحوثي في اليمن سنة 2015، بالإضافة إلى وفاة الملك عبد الله، مكّن ابن سلمان من إقحام بلاده في نزاع عسكري مباشر ومكثف، هو الأول من نوعه في تاريخ المملكة، والذي تسبب بسقوط عشرات الآلاف من الضحايا. وقد حافظ ابن سلمان على استمرار هذا النزاع بفضل الدعم العسكري الذي يتلقاه من واشنطن والدعم السياسي من إسرائيل. وختمت الصحيفة الإسبانية موضوعها بالإشارة إلى اضطهاد ابن سلمان للأمراء الآخرين والتدخل خارج بلاده، كعوامل أوقعته في مأزق وأثرت على صورته داخل البلاد وخارجها، ليكتسب بذلك مزيدًا من الأعداء.