أخبار عربية
التجارة والمال باتت تتقدم على القيم الإنسانية..التايمز :

بريطانيا تتجاهل جرائم السعودية والإمارات

الدوحة – الراية :

نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية مقالاً اتهم كاتبه بريطانيا بغض الطرف عن جرائم أصدقائها. وتساءل الكاتب ماذا عن ماثيو هيجيز، الذي حكمت عليه الإمارات بالسجن مدى الحياة، بعد توجيه تهمة التجسس، هل هذه هي الطريقة التي تعامل فيها حليفا لك”، ويشير الكاتب إلى مقابلة هيجيز مع “التايمز”، التي تحدث فيها بعد العفو عنه وعودته إلى بريطانيا عن إساءة معاملته، قائلاً إنه محظوظ لكون أمه موجودة في المطار، حيث طلب منها الاتصال بالسفارة البريطانية في أبو ظبي إن حدث له شيء، و”إلا لما عرف أحد مصيري” . ويقول الكاتب إنه “مع ذلك فإنه لم يسمح له بالاتصال بها إلا بعد أسابيع، ولم تسمح سلطات الأمن للسفارة بزيارته إلا بعد ستة أسابيع من اعتقاله، وأول زيارة لزوجته الشجاعة حصلت بعد 3 أشهر، وهذا كله بعد معاناته من التحقيق اليومي الذي استمر 15 ساعة، ولم يسمح له بالجلوس خلالها، وظل محتجزا بزنزانة انفرادية.

كما أنه تعرض للتهديد بنقله لقاعدة عسكرية في الخارج وتعذيبه، وأجبر في النهاية على توقيع اعتراف مكتوب بالعربية ولا يفهم ما فيه، وقال إن صديقا إماراتيًا اعترف كذبا ضده، لكنه تفهم موقفه، “ففي بلد مثل هذا تحدث مثل هذه الأمور فربما هددوه بعدة خيارات” . ويشير الكاتب إلى أن ما قاله هيجيز يذكره بشيء قاله أكاديمي إماراتي على “بي بي سي”، فقال قبل الإفراج عنه أنه متأكد من المعاملة الجيدة التي تلقاها هيجيز أثناء اعتقاله، ومن يقول غير ذلك محض كذب، وأنه حصل على محاكمة جيدة، والقول غير ذلك كذب، وقال إنه بالتأكيد كان جاسوسا وغير هذا كذب. ويصف الكاتب حديث المسؤول الإماراتي بالبائس والوقح، وأعاد له الحرب الباردة التي كان يقوم فيها مخلوق ما بالدفاع عن احتجاز معارض في مستشفى مجانين في الاتحاد السوفييتي السابق.

ويشير الكاتب إلى تقرير منظمة (أمنستي إنترناشيونال) الأخير الذي كشف صورة الاعتقالات التعسفية، واحتجاز الدولة لأي شخص تعتقد أن سلوكه ليس جيدًا، وسجنت أشخاص بأماكن مجهولة وفي زنازين انفرادية لمجرد نشر أمور على (فيسبوك)، وتعرض بعضهم للتعذيب، ولسوء حظهم فقد جاءوا من مناطق لا تهتم الإمارات بنيل رضا حكامها”. ولفت الكاتب إلى أن زوجة هيجيز دانييلا تيخادا اتهمت وزارة الخارجية البريطانية بالتردد بالتحرك نيابة عن زوجها، حفاظًا على العلاقات التجارية، مشيرًا إلى أن القصة ذاتها حدثت في الولايات المتحدة، حيث اتهم هذا الأسبوع السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام الإدارة الأمريكية بغض النظر عن تواطؤ ابن سلمان بجريمة مقتل خاشقجي.

ويقول الكاتب: لدي الحق في التعبير عن اشمئزازه، خاصة أن الرئيس الأمريكي قال قبل عدة أسابيع معلقاً على مقتل خاشقجي: (أكره هذه الجريمة)، و(أكره التستر وأقول لكم ولي العهد هذا يكره التستر أكثر مني وقد نفاها بشدة) ولي العهد يكرهها مع أنه هو المسؤول عنها، ومع ذلك فإنه عندما سئل الرئيس عن المسؤول عن الجريمة كانت إجابته بالقول: (ربما كان يعلم بها وربما لم يكن.. لأن العالم مكان خطير جدًا جدًا)”. ويرى الكاتب أن “هذا يعني عدم تحميل أي شخص المسؤولية، فالحماسة التي تلقاها ولي العهد في قمة العشرين من الرئيس فلاديمير بوتين هي ترحيب في نادي الماسونية التي لا تخشى العقاب”. ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن ماثيو هيجيز تساءل عما إذا كانت بريطانيا تقدم التجارة والمال على القيم التي تقف من أجلها.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X