بقلم – عامر أحمد سهو:

تراودني أمورٌ كثيرةٌ في مخيلتي، فلماذا عندما نكون ميسوري الحال يكثر الرفاق والأصدقاء وتزداد أواصر القربة بين أهلنا، ولا تكاد تحلو جلساتهم إلا بوجودنا وفي حال غيابنا عنهم ولو لفترة بسيطة، إما لسفر أو لظروف العمل تنهال علينا اتصالاتهم فنشعر وكأننا الهواء الذي يستنشقونه فهم لا يستطيعون العيش من دونه. إن هذه المشاعر الجميلة تكون عادة عندما نكون في الرخاء وفي الأحوال الميسورة، ولكن دعونا ننظر إلى الجانب الآخر. فعندما تتغير أحوالنا وربما نصل إلى الإفلاس المادي يختفي أغلب الرفاق والأصدقاء، فهذه دلالة على تفكيرنا بالدنيا ومتاعها فقط. إننا نعيش في دنيا فانية ولا يدوم إلا وجه الله الكريم، فنحن في اختبار على هذه الأرض ولا بد أن يأتي اليوم الموعود ونقف جميعاً بين يديه سبحانه وتعالى وسوف نسأل عن تقصيرنا فما عساها تكون إجاباتنا عن قطيعة أرحامنا وأحبائنا ورفقائنا. فعلينا مراجعة أنفسنا جيداً وتفقد أحبائنا وسبب تغيبهم هل لظروف وضيق الأحوال وتعسرهم المادي، فإن تعسر علينا الوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم في محنتهم فلا يتعسر علينا الكف عن أذيتهم بالسنتنا وتشويه سمعتهم، إنما أيضاً ندعو لهم.

[email protected]