وثيقة سلام الدوحة أساس السلام في دارفور
الخرطوم – قنا:
أكد مجدي خلف الله وزير الدولة رئيس مكتب سلام دارفور المشرف على المفوضيات، أن المجتمع الدولي أجمع على أن وثيقة سلام الدوحة هي أساس عملية السلام في دارفور، وأن أية خطوات تتم لانضمام الحركات المسلحة تتم عبرها لأنها حظيت باعتراف وتأييد وسند عالمي جامع بجانب السند الشعبي الكبير من قبل أهل دارفور. وأشار خلف الله إلى ما حققته وثيقة سلام الدوحة من إنجازات غيرت نظرة المجتمع الدولي لدارفور من حالة الحرب والنزاعات إلى حالة الاستقرار الدائم المسنود بمشروعات تنموية قطرية كبيرة غيرت معالم المنطقة وقدمت أنموذجاً للعالم على الوجه الجديد للسلام الذي يشهده السودان.
جاء ذلك خلال تصريحات له أمس لوكالة الأنباء القطرية، جدد فيها تمسك الحكومة السودانية القاطع بمنبر الدوحة كأساس لإجراء المفاوضات والتوقيع النهائي لأي اتفاق سلام يتم مع الحركات المسلحة وأنه لا تنازل عن ذلك لأن وثيقة سلام الدوحة تعتبر خريطة الطريق المجمع عليها في هذا الخصوص. ولفت إلى أن الأجواء السياسية الراهنة في البلاد من نجاحات تحققت في دارفور في مجالات الحوار الوطني وما تم من تقدم في عمليات نزع السلاح واستتباب الأمن في ربوع دارفور وتحولها إلى التنمية المستدامة تعتبر من أبرز المكاسب التي حققتها وثيقة الدوحة على أرض الواقع، مؤكدا أن السودان حكومة وشعباً يقدر ما تقوم به دولة قطر تجاه الوطن ومدى حرصها على الأمن والاستقرار من منطلق العلاقات الأخوية الراسخة والشراكات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين مما فتح الباب واسعاً أمام السودان لاستعادة مكانته الإقليمية والدولية.
وفيما يتعلق بالمشاورات التي تمت بالعاصمة الألمانية برلين بين الحكومة السودانية وحركتي تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي والعدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم وتوصلت لاتفاق قال إنها هدفت لترتيب الأجندة الخاصة ببدء التفاوض الرسمي معها عبر منبر التفاوض الأساسي بالدوحة وفق وثيقة سلام الدوحة، متوقعاً أن تبدأ المفاوضات خلال شهر يناير المقبل وتتقرر مدتها حسب مناقشة الأجندة المتفق عليها والوصول إلى نهاياتها عبر الآليات التي يتم اقتراحها لتنفيذ أي اتفاق نهائي يتم معها في الدوحة.
ولفت إلى أنه بانعقاد مفاوضات الدوحة مع حركتي مناوي وخليل إبراهيم تكون أكثر من 90% من الحركات المسلحة قد انضمت لسلام دارفور ووافقت على أن تكون وثيقة الدوحة أساساً للسلام والمتبقي عبارة عن فلول غير موحدة ستقودها إرادة السلام القوية التي تسود الآن لتحكيم صوت العقل للانضمام للوثيقة بعد أن اقتنع الجميع بأنه ليس هنالك بديل سوى السلام والمفاوضات والحوار والاحتكام للحلول السلمية بعد أن انهزمت كافة أجندة الحرب وتراجعت الجهات التي كانت تتخذ من دارفور ذريعة للتدخل مع ارتفاع الوعي الشعبي العام لصالح السلام في الوطن، مؤكداً أن باب الانضمام لوثيقة سلام الدوحة مازال مفتوحاً للجميع وأن الحكومة ما زالت تقدم المزيد من الحرص للتفاوض مع الممانعين والمعارضين والحركات المسلحة للعودة لحضن الوطن والمساهمة في عمليات البناء والإعمار، وأكد أن مجمل عملية السلام في ولايات دارفور الخمس تنعم بالاستقرار التام والسلام الشامل والدائم بسبب ما أحدثته وثيقة سلام الدوحة من حراك داخلي وإقليمي وعالمي مساند لمشروعاتها عزز من قدرات مجتمعات دارفور على التعافي السريع من آثار الحرب والانتقال من مرحلة المساعدات والإغاثات والإعانات إلى البناء والإعمار، والانضمام المتتالي للحركات المسلحة لوثيقة سلام الدوحة، مما جعل الأمن والاطمئنان سمة ملازمة لدارفور حيث أسهمت حركات التحرير وحركة تحرير السودان الثورة الثانية وحركة العدل والمساواة جناح دبجو التي انضمت للسلام بصورة فاعلة في استقرار الوضع الأمني وعمليات جمع السلاح والعودة الطوعية ورتق النسيج الاجتماعي مما وسع من دائرة السلام لتشمل الجميع من خلال التزام الحركات المسلحة بوثيقة سلام الدوحة.
وتطرق وزير الدولة لاجتماعات اللجنة الدولية لمتابعة تنفيذ سلام دارفور والتي ستعقد اجتماعاتها اليوم في الخرطوم، حيث قال إنها اجتماعات راتبة تعقد كل ثلاثة أشهر بالتناوب في الدوحة أو الخرطوم ووصلت إلى اجتماعها رقم 14 وتهدف لتقييم مسارات السلام وتنضم الأطراف المشاركة في وثيقة سلام الدوحة والوساطة القطرية بجانب الشركاء الدوليين لعملية السلام، لافتاً إلى مشاركة الوسيط القطري والمبعوث القطري المفوض لعملية التفاوض بجانب ممثلي الحكومة السودانية واليوناميد والمشاركين الدوليين الذين وقعوا على وثيقة الدوحة للوقوف على ما تم إنفاذه والمعيقات التي تواجه بعض المشروعات التي لم تنفذ. وأشار إلى أن أبرز الأجندة التي سيتداول بشأنها الاجتماع الذي سيستمر ليوم واحد تشمل تقييم وثيقة سلام الدوحة على أرض الواقع ومتابعة ما تم إنجازه والمتبقي، لافتاً إلى أن الاجتماع الماضي أقر عبر تقاريره أن إنفاذ مطلوبات وثيقة سلام الدوحة وصل إلى نسبة 85% مما يعني وجود تقدم كبير في كافة المسارات، وأكد أن الاجتماع الحالي ينعقد في ظروف وأوضاع تتسم بالأمن والاستقرار وتعزيز السلام ونجاح المشروعات المنفذة من قبل مفوضيات سلام دارفور التي تعمل بصورة جيدة بإشراف رئاسة الجمهورية.