أمـــــن الخليــــج مـهــــــم للعــــالــــم
ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بدور في احتواء أزمات الشرق الأوسط
مطلوب إصلاحات فعلية في المؤسسات الدولية لمواجهة الصراعات الجديدة
على الاتحاد الأوروبي أن يكون حازماً إزاء إرهاب الدول
الدوحة – قنا: أكد سعادة السيد فولفجانج ايشنجر رئيس مؤتمر ميونخ للأمن أن أمن منطقة الخليج مهم بالنسبة لأوروبا والعالم بأسره، مشدداً على أهمية قيام الاتحاد الأوروبي بدور في احتواء أزمات منطقة الشرق الأوسط.
وقال سعادة السيد فولفجانج ايشنجر في محاضرة له بجامعة قطر أمس ضمن أعمال المؤتمر الدولي الثالث لمركز دراسات الخليج حول (الأزمة الخليجية.. الأصل والتداعيات والآفاق) إن مستقبل منطقة الخليج وأمنها أمر مهم بالنسبة لأوروبا، وأي نوع من التوتر سيؤثر حتماً على الأوروبيين، فهذه المنطقة المزود الرئيسي للطاقة التي نحتاجها.
وأضاف “لدينا سوق كبيرة تضم 500 مليون نسمة، وهي بحاجة إلى الطاقة، ويتجه الاتحاد الأوروبي نحو تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على مصدر واحد، لتعزيز الاستقلالية والأمن”.
ودعا رئيس مؤتمر ميونخ للأمن دول الخليج إلى الحد من التوترات، وقال “يمكن تأسيس إطار دبلوماسي لتخفيف حدة التوتر، وتأسيس نموذج للتعاون المشترك، ومجلس التعاون نموذج لتعاون إقليمي، وإذا لم ينجح يجب استبداله بصيغة أخرى”، مضيفاً “ليست هناك حلول جاهزة لمشاكل دول المنطقة، بل هناك بعض الدروس التي يمكن الاستفادة منها”.
وحذر سعادة السيد فولفجانج ايشنجر من عودة روح الصراع على الساحة العالمية بسبب تنافس القوى الكبرى.. داعياً إلى إصلاحات فعلية في المؤسسات الدولية لتتمكن من مواجهة أشكال الصراعات الجديدة.
واعتبر أن صراعات القرن 21 ليست تقليدية وبالتالي فإن الآليات الدولية الراهنة غير قادرة على مواجهتها، مبينا أن الحروب السيبرانية، وسلاح الطاقة، والعملات، هي أدوات في الحرب الراهنة مع استخدام أقل للمعدات العسكرية التقليدية.
وفيما يتعلق بتراجع الدور الأوروبي في المنطقة، قال رئيس مؤتمر ميونخ للأمن إن الاتحاد الأوروبي لا يملك رؤية موحدة إزاء أزمات الشرق الأوسط.. مضيفا “كان يجب على الاتحاد الأوروبي أن يقوم بدور نشط تجاه أزمات المنطقة لاسيما سوريا، وتراجعه عن هذا غير مقبول”.
كما أكد سعادة السيد فولفجانج ايشنجر أن على الاتحاد الأوروبي أن يكون حازماً إزاء إرهاب الدول، وأن لا يسمح بأي انتهاكات للقانون الدولي، لأن مثل هذه الانتهاكات تهدد الأمن العالمي.
د. جرابوسكي: قطر واجهت الحصار بالإدارة الجماعية
قال الدكتور فويتش جرابوسكي المتخصص في العلوم السياسية إن قطر تمكنت من مواجهة الأزمة من خلال اعتمادها على الإدارة الجماعية، وتبنت استراتيجية من خلالها واجهت كل التداعيات لاسيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ولم يتبق سوى التداعيات الاجتماعية المتمثلة في إجراءات دول الحصار في تفريق الأسر وتمزيق الروابط الاجتماعية.
وأضاف: قطر اتخذت إجراءات فعالة لمواجهة حملات الدعاية السلبية التي نظمتها دول الحصار ضد صورة الدولة خصوصاً في الدول الغربية، ونجحت في ذلك سواء على الصعيد الإعلامي أو من خلال الإجراءات الفعلية عبر تعزيز تحالفاتها مع دول العالم ومنها الولايات المتحدة، ودول أوروبية وإقليمية كبرى. ولفت الدكتور فويتش جرابوسكي إلى أن قطر أصبحت أقوى بشكل أكبر مما هو متوقع، وتخلصت من الكثير من التبعات التي كانت تمليها عليها علاقاتها مع بعض دول مجلس التعاون، كما لفت إلى أن قطر ربحت أيضا في حملتها ضد الانتهاكات الحقوقية التي طالت المواطنين القطريين، بسبب إجراءات دول الحصار، وأشار الدكتور فويتش جرابوسكي في سياق مداخلته إلى التلاحم الشعبي مع القيادة الذي تجلى خلال الأزمة.. وقال “كانت هناك حملة تنوير شعبية أظهرت مدى تماسك المجتمع، وعكست التلاحم بين القيادة والشعب، والانسجام بين القطريين والمقيمين، وجعلت منه أكثر قوة في مواجهة الأخطار الجديدة”.
وتطرق إلى تداعيات الأزمة الخليجية على صعيد بنية مجلس التعاون الخليجي، منبها إلى أن الأزمة شقت الصف الخليجي وغيرت مجرى التحالفات لكل الدول الأعضاء في المجلس.
أكد أن تداعيات الأزمة ستظل ماثلة… د. كوتس:
انقسام خليجي حاد بسبب الحصار
وأكد د. كوتس، وهو محاضر رئيسي في المؤتمر، أن من أهم تداعيات الأزمة هو الانقسام الخليجي الحاد، ودخول لاعبين جدد على الساحة الخليجية، مبينا أن تخبط الإدارة الأمريكية في التعامل مع الأزمة وعجزها عن الحل ضاعف من تلك التداعيات.
وقالت الدكتورة أدريانا لوكاسزويكز أستاذة الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعة كوزمونيسكي في وارسو بولندا في مداخلة بعنوان إدارة الأزمات في عصر الشبكات العالمية.. قطر نموذجا” إن قطر بعد 18 شهراً من الحصار تبدو أكثر قوة وصموداً في وجه التداعيات التي خلفتها الأزمة… مضيفة هناك تغير في طبيعة التهديدات المرتبطة بالأزمة، بعد أن نجحت قطر في تحويل التحديات إلى فرص من خلال تفعيل كافة قطاعاتها الاقتصادية، وبناء تحالفات جديدة إقليمية ودولية.
وأوضحت الدكتورة لوكاسزويكز أن النجاح في إدارة الأزمة يرتبط بشكل مباشر مع النجاح في الإدارة بشكل عام، وإن كانت الأولى تتم في أطر ضيقة إلا أنها تعكس النجاح العام في إدارة الدولة.
وأضافت: ردة فعل قطر تجاه الأزمة ونجاحها السريع في تجاوزها وإيجاد البدائل للسلع التجارية في وقت قياسي، وخلق تحالفات جديدة، والسعي نحو الاكتفاء الذاتي من السلع الزراعية والصناعية هو أمر مثير للاهتمام.
د.محجوب زويري:27 مشــاركاً مــن عــدة دول
قال الدكتور محجوب زويري مدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر أن رؤية مركز دراسات الخليج تصب في تطوير وتعزيز رؤية جامعة قطر لتطوير الأبحاث الأكاديمية في قطر والمنطقة ككل، وذلك من خلال إنتاج أكاديمي يعكس تاريخ أزمة دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تعد أزمة متعدية في أبعادها المختلفة.
وأوضح في تصريح لـ الراية أن المؤتمر يشارك فيه حوالي 27 مشاركاً من دول متعددة وتم استلام 270 ملخص أوراق عمل اخترنا منها أفضل 27 ورقة والمشاركون عكسوا اهتماماً كبيراً بالأزمة الخليجية، وهذه الأوراق ستؤول إلى كتاب ينشر عن الأزمة.
وقال إن هذا المؤتمر يعد من المشاركات الأساسية الذي يقوم بها المركز، ويكسب أهمية لأنه يعقد بعد مرور 18 شهراً على بدء أزمة الخليج حيث حصلت الكثير من التطورات والتغيرات الإقليمية وبالتالي تحتاج إلى الكثير من الدرس والعناية ولذلك المؤتمر يركز على محاور الأزمة بشكل مفصل وهو توثيق للأزمة الخليجية.