قمة الرياض قضت على آمال حل الأزمة الخليجية
قطر لم تتلق أية إشارة واضحة تفيد باستعداد دول الحصار للتفاوض معها
مخاوف تفكك مجلس التعاون بدأت منذ اندلاع الأزمة الخليجية ومحاصرة قطر
مطالب دول الحصار غير واقعية وأمريكا أكدت تعاون قطر في مجال مكافحة الإرهاب
واشنطن – وكالات:
أكدت صحيفة ذا وول ستريت جورنال الأمريكية أن القمة الخليجية التي اختتمت أعمالها أمس الأول في الرياض لم تحرز تقدماً يُذكر بشأن تقليص الخلافات بين دول مجلس التعاون، وقالت في تقرير لها: إن المأزق ظهر في كيف ترفض السعودية وحلفاؤها التراجع عن الحصار الجائر المفروض على قطر منذ عام 2017، الذي فرَّق بين حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وزاد من تعقيدات الأزمات الحالية في اليمن وليبيا وغيرها من الصراعات التي تمارس دول الخليج نفوذها فيها؟.
وقال الجنرال المتقاعد أنتوني زيني، الذي كان مسؤولاً عن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وعُهِدَ إليه بمهمة التوسُّط في الأزمة الخليجية: نحاول الضغط وإخبارهم بأننا هنا للمساعدة.
وترى الصحيفة الأمريكية أن مسؤولي الخليج عبّروا عن ضرورة تحقيق التعاون بين دول الخليج، في محاولةٍ منهم على ما يبدو للتصدي لاحتمالية خروج قطر من مجلس التعاون الخليجي المكون من 6 دول.
وأكدت وول ستريت أن المخاوف بشأن تفكك مجلس التعاون ظهرت منذ بدء فرض الحصار الجائر على قطر في يونيو 2017، وتجدَّدت التكهنات مؤخراً بعد خروج قطر من منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) التي تسيطر عليها السعودية.
وقالت مع هذه المخاوف، لم تكن هناك أية مؤشرات على اتخاذ خطوات ملموسة للوصول إلى حلٍّ للأزمة الخليجية خلال القمة، التي حضرها أيضاً العاهل السعودي الملك سلمان. وفي إجراءٍ دبلوماسي يوحي بالازدراء.
وقد ازداد التوتر الإقليمي في أكتوبر الماضي بسبب حادثة قتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي على يد فريق من عملاء الاستخبارات السعودية داخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، ما أثار موجة غضب ضد الحاكم المشرف على الشؤون اليومية للسعودية الأمير محمد بن سلمان، وفَرَضَ ضغوطاً على الديوان الملكي للبحث عن سبل لتحسين الصورة المُحطَّمة للمملكة في الخارج. في أعقاب حادثة قتل خاشقجي، أشاد وليّ العهد السعودي بالاقتصاد القطري في تعليقٍ له، وقالت الحكومة السعودية إنَّه بادرة باتجاه وحدة الخليج، الأمر الذي أثار التكهنات بشأن تقاربٍ محتمل بين الدولتين المتنافستين. لكن لم تحدث أية تسوية منذ ذلك الحين.
وقالت وول ستريت إن قطر لم تتلق أية إشارة واضحة تفيد باستعداد السعودية للتفاوض، وقال الوسيط الأمريكي الجنرال زيني: إنَّ السعودية وحلفاءها الثلاثة لم يتخلّوا مطلقاً عن إصرارهم على اعتراف قطر بقائمة من 13 مطلباً كانوا قد أعلنوا عنها وتلبية هذه المطالب، ما أعاق أي فرصة للتفاوض بينهم. وأضاف زيني: لم أرَ أي فتّ في عزم الرباعي بشأن هذه القضية من حيث استعدادهم للسماح بالوساطة بحل هذا الخلاف، في إشارة إلى الدول الأربعة التي فرضت حصاراً ضد قطر. ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم إن هذه المطالب غير واقعية.
وأكدت الصحيفة أن قطر أنكرت الاتهامات الموجّهة لها بأنَّها تدعم جماعات إرهابية كما أن وزارة الخارجية الأمريكية قالت أيضاً إنَّها راضيةٌ عن الجهود القطرية للتضييق على تمويل الإرهاب.
وأكدت وول ستريت أن الحصار الجائر المفروض على قطر قد أصاب مجلس التعاون الخليجي بالشلل، غير أنَّ القمة تظل موضع التقاء نادر بين قطر ومنافسيها، الذين قطعوا العلاقات الدبلوماسية معها.
ونقلت الصحيفة عن إليزابيث ديكنسون، وهي محللة بارزة متخصّصة في ملف شبه الجزيرة العربية لدى مجموعة الأزمات الدولية: قولها إنه كانت هناك فرصةٌ قصيرة الأجل لتحسين الأوضاع، لكنَّها صراحةً فُوِّتت من جانب جميع الأطراف، بما فيهم الولايات المتحدة.