بقلم – فهد فرج مبارك الهلابي:

قطر بدأت بفكرةٍ في خيال الحالم، بدأت بحلم أن شعب هذه الأرض يتوحد تحت راية واحدة وكلمة واحدة، كان الأمل أن يملك شعب قطر قراره بيده، ولا يحتاج لمعونةٍ من هذا ولا ينتظر إذناً من ذاك.

أجدادنا لم يتركوا الحلم يتبخر مع إشراقة الصباح، ولكن تمسكوا بذاك الحلم وأحالوه إلى عمل، وبتعبهم صار الحلم حقيقةً، فتوحدوا وبايعوا على السمع والطاعة مؤسس قطرنا، الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، رحمه الله، التفوا حوله وبايعوه في مثل هذا اليوم.

في مثل هذا اليوم أصبح لنا وطن واحد يجمعنا، وأصبح لنا مصير واحد يحكمنا، في مثل هذا اليوم أصبح لنا هوية مشتركة وحدود راسخة، ولكنّ حدودنا أبداً ما انسدت في وجه الكريم، كانت ومازالت مفتوحة لكل ضيف وكل مضيوم، ومهما سعى من سعى لكسر إرادتنا وإغلاق حدودنا، وجد أن إرادتنا عصيّة عليهم وحصارهم يعود على شعبهم، لأن في مثل هذا اليوم أعلن أهل قطر أن حكمها يكون للأبد منها ولها، ولن نقبل من بعد ذاك اليوم بأي قرارات تُتخذ في بلاطات ملكية خارج حدود قطرنا.

نحتفل بهذا اليوم ليس لأنه مجرد تاريخ مكتوب في التقويم، بل لأنه تاريخ محفور في الذاكرة، هذا اليوم ذكرى تأسيس قطر، ذكرى العزة والوحدة لشعب قطر، نسأل الله ألا يغيّر على قطر ما هي فيه من النعم، وأن يُبقى أبناؤها دائماً شعباً واحداً وعلى قلب واحد، تحت قيادة من يحبنا ونبادله حباً بحب.