ثقافة وأدب
لقاء إعلامي رسمي للكشف عن آخر مستجداتهلقاء إعلامي رسمي للكشف عن آخر مستجداته

متحف قطر الوطني.. صرح عملاق يحتفي بتراثنا وثقافتنا

الدوحة – الراية :

نظم متحف قطر الوطني أول لقاء إعلامي رسمي للكشف عن آخر مستجدات هذا الصرح العملاق وإلقاء الضوء على أبرز ملامح التجربة المتحفية التي تنتظر الزوار إلى حين افتتاحه للعموم في الثامن والعشرين من مارس 2019. واستعرض عدد من مسؤولي متاحف قطر ومتحف قطر الوطني، من بينهم، السيد منصور بن إبراهيم آل محمود، المستشار الخاص لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، والشيخة آمنة بنت عبدالعزيز آل ثاني مديرة متحف قطر الوطني، والدكتورة كارين إكسيل، اختصاصي تطوير متاحف أول بمتحف قطر الوطني، والدكتورة الشيخة هيا آل ثاني نائب مدير شؤون تنظيم المعارض بمتحف قطر الوطني، والسيد سيف الكواري، نائب مدير العمليات في متحف قطر الوطني، تفاصيل تكشف لأول مرة عن متحف قطر الوطني قبل افتتاحه الرسمي العام المقبل.

الشيخة آمنة: 3 محطات كبرى تروي قصة قطر

أشارت الشيخة آمنة بنت عبدالعزيز آل ثاني، مديرة متحف قطر الوطني، إلى أن المتحف الوطني سيوفر لزواره تجربة متحفية لا نظير لها، بفضل رؤيته وأسلوب تطويره اللذين يراعيان احتياجات الجمهور في المقام الأول منوهة بأن هذا المتحف يروي قصة قطر وينقلها للناس بأسلوب مبتكر ومتكامل وتفاعلي. كما يوفر فرصا للتعلم أمام الجميع، صغارا وكبارا، عبر البرامج والأنشطة التفاعلية والمعارض بموضوعاتها المختلفة، حيث تعد التجربة التعليمية من أهم عناصر رؤية المتحف.

حيث سيكون للأرشيف الرقمي دور مهم للغاية في المعارض الدائمة المتاحة للجميع، وذلك بضمه آلاف الصور والفيديوهات والوثائق من قطر والعالم، وسيتاح كل ذلك لأكبر عدد ممكن من الناس. وأكدت أن لمتحف قطر الوطني منزلة خاصة في قلوبنا حيث يروي قصة عظيمة وثرية، تبدأ القصةُ مع النشأة الجيولوجية لشبه الجزيرة العربية قبل ملايين السنين، ثم تتتابع فصولها وصولًا إلى يومنا الحاضر. وأضافت: في هذه القصة، نولي اهتماما خاصا لتاريخ شعبنا وتراثه، مع انفتاحنا في الوقت ذاته على العالم الخارجي لوضع قطر في سياقها الدولي. وأشارت إلى أن الهدف هو دعوة الزائرين للمشاركة في رحلة يسيرون فيها داخل المتحف عبر ممر زمني محسوس بطول 1.5 كيلومتر.

وعلى طول هذا الممر، تتكشَّف أمامهم فصول قصة قطر فصلًا تلو آخر عبر ثلاث محطات كبرى: الأولى هي التاريخ الطبيعي والآثار، والثانية هي الثقافة والتراث، والثالثة تاريخ قطر المعاصر منذ 1500 عام حتى الآن. وفي كل محطة في تلك الرحلة الشيقة بالمتحف، سيجد الزائر أبياتًا شعرية للمؤسس الشيخ جاسم تنسجم مع الحالة العامة التي تسود صالات العرض، وأن هذه القصة التي يرويها متحف قطر الوطني الآن بدأنا في كتابتها منذ عام 2013 من خلال ورش عمل استمرت لثلاثة أعوام بالتعاون مع خبراء محليين. ونوهت، إلى أن المتحف يخصص صالة عرض للبيئات الطبيعية المتنوعة التي تنعمُ بها قطر مثل البيئة الصحراوية والبحرية والروض. كما يعرض مئات من المجسمات البديعة لحيوانات تمثل البيئات المتغيّرة في فصول السنة المختلفة، إذ تختلف أحجام هذه المجسمات، ما بين سمكة قرش يبلغ طولها 5 أمتار، وقطيع من المها، وفراشات جميلة متناهية الصغر، حيث سيستمع الزوار إلى هفيف الرياح، وخرير الماء، وأصوات حيوانات مختلفة وهم يتجولون في صالة العرض، فضلا عن العروض الرقمية التي يستكشف من خلالها الزائر الحيوانات وموائلها بمزيد من التفاصيل والتعمق.

كما يخصّص المتحف فضاء تعليميا يرحب بالأجيال المختلفة، متيحا للعائلات وأطفالهم الصغار أن يستكشفوا موضوعات صالة العرض، مشيرة إلى أن لكل صالة عرض أسلوبها الخاص. وجميع صالات العرض ستتمتع بثرائها الشديد، حيث سيجد الزائر دائمًا شيئًا جديدًا ليعايشه ويستكشفه، مهما كرّر الزيارة. وأبرزت مديرة متحف قطر الوطني، أن صالات العرض ستلهم الجمهورَ وتحثهم على تعلم المزيد عن التاريخ والثقافة القطرية، وفي الآن ذاته، فإن الحديقة التي تحيط بالمتحف، ستوفر مكانا خارجيا للأطفال للتعلم من خلال اللعب واستكشاف ثقافتنا البحرية القديمة أو التعرف على دور قطر الحيوي في وقتنا الحاضر في قطاع الطاقة.

آل محمود: انعكاس لذاكرة المجتمع واستحضار لماضيه

قال منصور آل محمود، إن متحف قطر الوطني، يحتفي بتراثنا وثقافتنا التي كان للبر والبحر دور كبير في تشكيلها، وفي الآن ذاته يعكس بتصميمه المعماري وبما يحتويه من تقنيات حديثة مبتكرة، روح العصر الحالي وقدرتنا على المضي قدما في أن نكون جزءا لا يتجزأ من المشهد الثقافي العالمي، موضحا أنه تم التركيز في إنشاء هذا الصرح، على أن يكون انعكاسا لذاكرة المجتمع القطري، واستحضارا لماضيه وللأحداث التاريخية التي شكلت هوية بلدنا العزيز. ونوه آل محمود، بأنه تم بذل جهود مضنية للحفاظ على القصر القديم للشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني وترميمه، باعتباره معلما قريبا من القلب وله منزلة خاصة في تاريخنا، مشيرا إلى أن هذا القصر، ظل لسنوات طويلة مسكنا للعائلة الحاكمة ومقرا للحكومة، ثم تحول منذ ما يزيد عن أربعين عاما إلى متحف قطر الوطني القديم. كما أن أهل قطر يحتفظون بذكريات حية وعزيزة لهذا المكان، حفرت في قلوبهم عند زيارتهم له قديما، كما أن وجود القصر وسط المتحف الجديد يعني أن المتحف الوطني القديم صار قلبا نابضا للمتحف الجديد. وأشاد منصور آل محمود، بالمهندس الشهير جان نوفيل، الذي أبدع هذه التحفة المعمارية مستلهما تصميمه بأقراصه المتداخلة من وردة الصحراء هذه الوردة ذات الشكل البلوري التي تخرج من أرضنا، وتتكون بفعل ظروف مناخية معينة.

الشيخة هيا: إنتاج وترجمة أكثر من 70 فيلماً

الشيخة الدكتورة هيا آل ثاني، نائب مدير شؤون تنظيم المعارض، بمتحف قطر الوطني، أوضحت، أن متحف قطر الوطني، تعاون مع عدد من الشركاء من بينهم مؤسسة الدوحة للأفلام على مدار 5 أعوام لتسجيل هذه المرويات وحفظها، وترجمتها في شكل عدد من الأفلام التي ستعرض بالمتحف. وتجاوز عدد الأفلام التي تم إنتاجها أكثر من 70 فيلما، بينما بلغ مجموع الأشخاص الذين سجلوا ذكرياتهم أكثر من 300 شخص من العامة، فضلا عن العمل عن كثب مع عدد من الجامعات والأرشيفات العالمية، بما في ذلك جامعة قطر وجامعة حمد بن خليفة وغيرها من المؤسسات. من جهة أخرى أكدت سعادتها على أن بينالي “مال لوّل” سيستمر تنظيمه داخل متحف قطر الوطني.

سيف الكواري: أنشطة متنوعة تلبي جميع الأذواق

أكد سيف الكواري، نائب مدير العمليات بمتحف قطر الوطني، أن المتحف، يناسب جميع العائلات وجميع الأعمار، ويلبي جميع الأذواق.. فحديقته بها مسارات رائعة للمشي والجري وركوب الدراجات. ويقدم باقة متنوعة من الأنشطة العائلية. وبه سلسلة من المطاعم تناسب الجميع. وأشار الكواري، إلى أن المتحف تحيط به حديقة جميلة، تعكس التنوع البيئي والنباتي الأصيل في قطر. كما تتميز بمساحات مفتوحة في الهواء الطلق حيث يمكن للأطفال التعلم من خلال اللعب والاستكشاف، لافتا إلى أنه تم إنشاؤها خصيصا باعتبارها “مساحات إبداعية” يمكن للأطفال اكتشاف أهم جوانب الحياة في قطر، وذلك مرتبط ارتباطا وثيقا بما يتعلمونه في المتحف نفسه. وفي ذات السياق، أشار إلى أنه تم تصميم هذه المساحات لتشجيع التفاعل مع تاريخ وتراث وإرث قطر على المستويين الداخلي والخارجي إذ صُّمِّم المتحف لتعزيز روح الاستكشاف والاتصال بمجموعة من السّمات والخصائص التي تصف قطر وشعبها، فضلا على ضم الحديقة لعمل تركيبي ضخم للفنان الفرنسي جان ميشيل أوثونيل يقدم فيه 114 نافورة فردية داخل بحيرة، حيث صُمِمت النوافير على نحو يحاكي أشكال الخط العربي برشاقته المعهودة. وأضاف: سيكون هناك مقهى يطل على الردهة الرئيسية وسيقدم مجموعة واسعة من الأطعمة القطرية. بالإضافة إلى مطعم آخر يقع في منتصف طريق الزوار، بالإضافة إلى متاجر للهدايا بها العديد من الهدايا التي تناسب المعلمين والآباء والزوار، حيث ستتنوع بين كتب الأنشطة والألعاب وكتب الهدايا.

إكسيل: شراكات محلية دولية لجمع المقتنيات

أشارت الدكتورة كارين إكسيل، أخصائي تطوير متاحف أول، إلى أن متحف قطر الوطني، يطمح لإحياء تاريخ قطر وتراثها وثقافتها بطريقة مبتكرة بالكامل عبر صالات عرضه التي تقدم تجربة تفاعلية تجريبية متعددة الجوانب، منوهة بأنه تم استغراق سنوات من التخطيط الدقيق لجمع كافة محتويات المتحف تحت سقف واحد، وذلك على أساس فهم عميق وأصيل بكل جانب من جوانب التاريخ والثقافة القطرية. ولفتت بهذا الخصوص، إلى أن الأمر تطلب من المتحف الدخول في شراكات مع مراكز بحثية وجامعات ومتاحف وأفراد في الداخل والخارج من أجل بناء محتوى ثر متعدد الجوانب.. ففي قطر، تم إنجاز عدد كبير من المهام بمساعدة خبراء من جامعة قطر وجامعة حمد بن خليفة، ومن ذلك البحوث المتعلقة بالنباتات والثقافة المجتمعية والتاريخ السياسي. كما تم تطوير مجموعة “المفصليات” بدعم من مركز أصدقاء البيئة. وفي خارج قطر، تعاون متحف قطر الوطني مع جهات دولية، ومن ذلك: بحوث الجيولوجيا والتاريخ الطبيعي مع ليدن ناتشراليز، وبحث أثري مع جامعات عالمية تتعاون مع إدارة الآثار في متاحف قطر، والعمل الميداني مع “ريموند ألبيرسدورفر” للتنقيب وإعادة بناء الهيكل العظمي لحيوان الأطوم واستعارة الطابع البريدي الأصلي للشيخ علي من متحف البريد في المملكة المتحدة والتعاون مع متحف موسجارد والحصول على مجموعة من الأصداف مهداة من متحف هيوستن للتاريخ الطبيعي، وغير ذلك الكثير من أوجه التعاون الدولي.

وأضافت الدكتورة كارين إكسيل: من خلال العمل مع حرفيّين متمرّسين من مختلف أنحاء العالم، صنعنا أيضًا أكثر من 1400 مجسّم بديع للعرض في المتحف، تشمل التاريخ الطبيعي والمعماري والأثري، ونسخ متطابقة من مستندات، نماذج قوارب، ومجسمات تعتمد على اللمس، ومجسمات للأطفال. كما أنتجنا أكثر من 150 عرضًا رقميًا لدعم صالات العرض في المتحف، وتسهم هذه العروض في صنع تجربة تفاعلية متعددة الجوانب، فضلا عن دعوة فنانين محليين ودوليين لصنع أعمال تعرض في المتحف تتوافق مع مجموعة المتحف وتعزز معروضاته.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X