نيويورك- وكالات:
في صفعة جديدة لولي العهد السعودي اختارت مجلة تايم الأمريكية أمس الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في 2 أكتوبر داخل قنصلية بلاده في إسطنبول كشخصية العام، إلى جانب عدة صحفيين آخرين. حيث شهد سباق شخصية العام خروج ولي العهد السعودي من القائمة.
وقالت المجلة أمس إن “الرجل الجسور ذا اللحية الرمادية الصغيرة والمظهر الرقيق تجرأ على الاختلاف مع حكومة بلده. لقد أخبر العالم بحقيقة وحشيتها تجاه أولئك الذين يرفعون صوتهم وقُتل في سبيل ذلك”.
وأضافت المجلة أن مقتل خاشقجي “عرّى الحقيقة بشأن أمير مبتسم، وغياب القيم في التحالف السعودي الأمريكي، ومحورية السؤال الذي قتل خاشقجي بسببه: من ذلك الذي تثق فيه ليروي القصة؟”. وإضافة إلى جمال خاشقجي اختارت المجلة العريقة تكريم الصحفية الفلبينية ماريا ريسا والصحفيين البورميين من وكالة رويترز وا لون وكياو سوي حيث يقبعان حالياً في السجن، وكذلك رئاسة تحرير الصحيفة المحلية الأمريكية “كابيتال جازيت ”التي قتل خمسة من أعضائها خلال الهجوم الذي وقع في 28 يونيو في انابوليس في ولاية ميريلاند.
وهي المرة الأولى التي يصبح فيها صحفي أو عدة صحفيين شخصية العام بالنسبة للمجلة التي تمنح هذا اللقب منذ العام 1927. والسابقة الأخرى هي أنها المرة الأولى التي تختار فيها المجلة شخصا متوفى كشخصية للعام.
اختارت المجلة خاشقجي والصحفيين الآخرين الذين أطلقت عليهم “حراس الحقيقة” من ضمن قائمة لعشرة مرشحين للقب “شخصية العام”، كان فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمدعي الأمريكي الخاص روبرت مولر، الذي يحقق في قضية التواطؤ المفترض بين حملة ترامب الرئاسية وروسيا. وبذلك تقدم الصحفيون على ترامب الذي اختير شخصية العام 2016 وحل ثانياً السنة الماضية بعدما كان المراهنون يعتبرونه الأوفر حظا.
وهي المرة الثانية على التوالي التي تختار فيها المجلة مجموعة أشخاص وليس شخصية واحدة. ففي العام 2017 اختارت الأشخاص الذين “كسروا جدار الصمت” في مواجهة التحرش الجنسي ما أثار سلسلة اتهامات ضد رجال نافذين في العالم.
وحل المدعي الخاص روبرت مولر المكلف بالتحقيق في التواصل بين حملة فريق ترامب الرئاسية وروسيا، في المرتبة الثالثة للتصنيف. وأثارت جريمة قتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول غضباً عالمياً ومطالبات مستمرة بالكشف عن مكان الجثة، ومن أمر بقتله. وبعدما قدمت تفسيرات متضاربة، أعلنت الرياض أنه جرى تقطيع جثة خاشقجي إثر فشل “مفاوضات لإقناعه” بالعودة إلى المملكة.
وأعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إي)، مؤخرا، أنها توصلت إلى أن “قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من محمد بن سلمان”. لكن ترامب، المرتبط بعلاقات وثيقة مع الرياض، رفض تحميل مسؤولية مقتل خاشقجي لولي العهد السعودي، وتعهد بأن يظل “شريكاً راسخاً” للسعودية.