بقلم – وفاء مسفر مانع:
تحدث القرآن الكريم عن النفس فشملت كلمة النفس عدة مواضع في القرآن الكريم ومنها قول الله عزوجل في سورة البقرة : وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (48).
إن النفس هي المسؤولة عن تصرفاتنا وأعمالنا من خير أو شر ومشاعرنا وأحساسينا من فرح وحزن وغضب وغيرها، فإذا جبلت تلك النفس على الخير والصلاح كانت خيراً على خير والعكس إن جبلت على الشر، والإنسان في حياته يخوض حرباً ضروسا مع نفسه الأمارة بالسوء قال تعالى في سورة يوسف : وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي، إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53).
فهي أصعب الحروب وأقساها على الإنسان ولكي يكسب المعركة عليه أن يجاهد تلك النفس ويصبر ولايستسلم حتى لايخسر نفسه فتضيع فتنحدر أخلاقه وتضيع أعماله وذلك بسبب استسلامه. إن الله سبحانه وتعالى خلق هذه النفس في جسد كل إنسان وقد فاز من زكى تلك النفس من الرذائل وارتكاب المعاصي والذنوب وقد خاب من أخفى حقيقة تلك النفس بارتكابه للمعاصي وسقوطه بمستنقع الرذائل، إذ أن الإنسان مطالب بتهذيب نفسه وتزكيتها وتطهيرها من كل شائبة تشوبها وأن تؤمن بالله حق إيمانه حيث الإيمان بالله والعمل الصالح سبيل لتزكية النفس، وقد قسمت النفس لعدة صفات أو أنواع ومنها:
النفس المطمئنة :هي النفس الراضية عن الله المرضية .
النفس اللوامة : هي التي تلوم نفسها بعد ارتكاب المعاصي.
النفس الأمارة بالسوء: التي تأمر الإنسان بارتكاب الذنوب والمعاصي .
إن أنفسنا إن لم نهذبها ونزكيها فلن نفلح في حياتنا ولن يسير المركب كما نريد ولذلك لكي ننجح في حياتنا الدنيا والآخرة علينا أن نرتقي بأنفسنا ونسمو بها وأفضل طريق لتسوية النفس المدوامة على القرآن الكريم بالحفظ والتلاوة والتدبر، ولقد جاء الإسلام ليضبط تلك النفس ويهذبها ومن أبرز تلك الضوابط، ضبط النفس عند الغضب فأغلب المشاكل تأتي في عدم التحكم في انفعالاتنا لحظة الغضب، والنفس هي أغلى مانملك فإن لم نهذبها فسوف نخسرها ونفقد حيويتها ونظارتها.