الراية الإقتصادية
الدوحة لا ترى قيمة مضافة في عضويتها بالمنظمة .. رويترز:

مغادرة أوبك تُجنب قطر المخاوف من مشروع قانون أمريكي

خطة الانسحاب من أوبك بدأت في يونيو الماضي

جدل في الكونجرس بشأن ما إذا كانت أوبك تكتلاً احتكارياً أم لا؟

قانون نوبك أصبح مصدر خطر لأعضاء المنظمة

  • عضوية أوبك حجر عثرة أمام طموحات قطر
  • قطر للبترول تتوسع عالمياً وتعزز حضورها في أمريكا
  • إيرادات الغاز ساعدت قطر في إفشال الحصار

عواصم – رويترز:

قال تقرير بثته رويترز أمس إن سعادة السيد سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة باشر مراحل قرار مغادرة دولة قطر منظمة أوبك. ونسبت رويترز لثلاثة مصادر في القطاع القول: إن سعادته كان يشعر بالقلق من أن عضوية قطر في أوبك قد تكون حجر عثرة أمام طموحات قطر للبترول في الولايات المتحدة، حيث تملك الشركة واحداً من أكبر مرافئ الغاز الطبيعي المسال في العالم، وتشتيتاً لجهودها في الوقت الذي ترفع فيه الدوحة إنتاجها من الغاز إلى المثلين. وذكرت رويترز: قد يعرض تشريع أمريكي مقترح معروف باسم نوبك (قانون منع التكتلات الاحتكارية لإنتاج وتصدير النفط) أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى دعاوى قضائية، وهو ما سيكون مبعث تهديد لقطر للبترول في الوقت الذي تخطط فيه لاستثمار مزيد من المليارات في الولايات المتحدة.

وتقول المصادر لرويترز إن خروج قطر جرى الإعداد له منذ أشهر، للتركيز على عنصر قوة قطر في الغاز الطبيعي المسال بدلا من أوبك، حيث للدوحة ثقل محدود كونها لا تنتج الكثير من النفط.. وقال جيمس دورسي الباحث في كلية س. راجاراتنام للدراسات الدولية لرويترز: يُخرج هذا قطر عن مجمل الجدل الدائر داخل الكونجرس بشأن ما إذا كانت أوبك تكتلا احتكارياً أم لا.. وعلى الأقل يضع هذا قطر في أمان .. ويدعم خطط توسعها بالاستثمار في السوق الأمريكي .

وحسب ما ذكرت رويترز رأى كثيرون في قرار الانفصال بعد 57 عاماً من العضوية وقبل يومين فحسب من اجتماع مهم لأوبك بشأن سياسة الإنتاج في فيينا الأسبوع الماضي ضربة للسعودية، التي فرضت مع البحرين ومصر والإمارات حصاراً على قطر منذ يونيو 2017.

ووفقا لتقرير رويترز فقد اعتُبر بعد ذلك غياب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى عن القمة السنوية لدول الخليج العربية يوم الأحد في السعودية مؤشراً على أنه لا نهاية في الأفق للنزاع وأن قطر مستعدة للمضي قدما وحدها خارج تكتل دول الخليج العربية الست الذي تشظى بفعل الخلاف. بينما تظل قطر مرحبة برفع الحصار المفروض على التجارة والنقل.

خطر نوبك

وقالت رويترز إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منتقد علني لمنظمة البلدان المصدرة للبترول إذ يلقي عليها باللوم في ارتفاع أسعار النفط. ويشعر أعضاء أوبك بالقلق جراء تضرر العلاقات الأمريكية السعودية بفعل مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول.

ويدرس مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الأسبوع قراراً مشتركاً يدين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فيما يتعلق بقتل خاشقجي.

لكن مصادر القطاع قالت لرويترز إن التهديد باتخاذ إجراء قانوني محتمل بموجب نوبك أصبح مصدر خطر للدوحة في الوقت الذي تسعى فيه لتعزيز مركزها كأكبر منتج للغاز المسال في العالم.

وقطر للبترول هي مالك حصة الأغلبية في مرفأ جولدن باس للغاز المسال في تكساس، وتحوز شركتا النفط الأمريكيتان إكسون موبيل وكونوكو فيليبس حصصا أصغر. وبحسب رويترز فإن قطر للبترول تدرس شراء أصول غاز أمريكية، ومن المقرر أن تبت قريباً في ضخ مزيد من الاستثمار في مشروع جولدن باس للغاز المسال. وفي حين أن قطر تنتج 600 ألف برميل يومياً، أو 0.6 بالمئة من الطلب العالمي، فإنها من بين أكثر اللاعبين المؤثرين في سوق الغاز العالمية بفضل إنتاجها البالغ 77 مليون طن من الغاز المسال سنويا. وإنتاج الغاز القطري عامل مهم في تصديها للحصار وتخطط الدوحة لتعزيز طاقتها الإنتاجية 43 بالمئة بحلول 2023-2024.

ونقلت رويترز عن سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة قوله في فيينا الأسبوع الماضي قوله: لكونها منتجاً للغاز في المقام الأول، فإن الدوحة لا ترى قيمة مضافة في عضويتها بأوبك وإن مغادرتها «لم تكن قراراً سياسياً بنسبة 100 بالمئة».

وقال للصحفيين عشية أول وآخر اجتماع يحضره كرئيس لوفد قطر لدى أوبك «ليس لنا وزن كاف في أوبك كي يكون لنا تأثير». وتعهد الكعبي بأن تحدث قطر للبترول «دوياً كبيراً» قريباً.

بصمات واضحة

وقالت مصادر لرويترز إن الخروج من أوبك يحمل بصمات وزير الدولة لشؤون الطاقة القطرى الذي قام على نحو جريء بتبسيط هيكل قطر للبترول منذ تولي منصبه في 2014، ليدمج شركات تابعة بغية إعادة التركيز على أمر واحد: إنتاج مزيد من الغاز.

ونقلت رويترز عن مصدر قوله: «يتلاءم هذا مع رغبته في التبسيط، والتركيز على النفط والغاز والسعي لتجنب الأمور الهامشية التي اعتادت قطر للبترول القيام بها. يتماشى هذا جدا مع ذلك المسعى للخروج من الأنشطة غير الأساسية». وقالت رويترز إن سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبى تلقى تعليماً في الولايات المتحدة، نجح فى إبرام الصفقات لصالح قطر للبترول ومسؤول عن موارد الغاز الحيوية في دولة قطر .

ووفق مصادر رويترز، فمن المرجح أن تكون خطة الانسحاب من أوبك قد بدأت في يونيو حين حضر الكعبي محادثات أوبك في فيينا مع سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة الأسبق وبسبب الحصار، لم تعد قطر تحضر اجتماعاً تقليدياً مغلقاً لوزراء النفط الخليجيين للاتفاق على السياسة قبيل المحادثات التي تجري مرتين سنوياً مع جميع أعضاء أوبك.

وقال مسؤول خليجي لرويترز إنه على الرغم من الحصار، ظل سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة الأسبق يملك بعض الاتصالات مع نظيريه السعودي والإماراتي. فيما كان له دور كبير كذلك إبان توليه رئاسة أوبك في 2016 في جمع منتجي النفط، بما في ذلك روسيا غير العضو في أوبك، للاتفاق على خفض الإمدادات لدعم أسعار النفط الخام. وذكرت رويترز أن تولي سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبى وزير الدولة لشؤون الطاقة جعله المسؤول الفعلي لشؤون الطاقة.. مشيرة إلى أن الدوحة تنتظر دورا فاعلا على مستوى العالم بقولها «القطريون يريدون أن يكونوا جزءاً من صناعة القرار».

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X