أخبار عربية
حاولت حجب الحقيقة بمنع مديرة سي آي إيه من تقديم الاحاطة .. فورين بوليسي:

إدارة ترامب تسعى للحفاظ على الوضع الراهن مع السعودية بأي ثمن

الدعم غير المشروط لابن سلمان يعرض مصالح أمريكا بالشرق الأوسط للخطر

أعضاء مجلس الشيوخ يعتقدون أنهم ضُللوا وأغضبهم سلوك ابن سلمان للإفلات من العقاب

الدوحة – ترجمة الراية :

بعد الجدل الدائر بشأن رد إدارة ترامب على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والذي كان محبطًا وإضافة ما ذهب إليه منتقدي إدارة ترامب من انه يحاول التستر على الاتهام الصريح لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه من أمر بارتكاب جريمة القتل، في خضم هذا الجدل بين الإدارة ومجلس الشيوخ الذي أصدر قرارين مهمين الخميس الماضي نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا لمسؤول أمن قومي كبير في عهد الرئيس أوباما قال فيه بأن الأسبوعين الماضيين شهدا تفسيرات عامة متباينة لتقييمات وكالة المخابرات المركزية (سي آي أيه) التي أشارت إلى تورط ابن سلمان بقتل خاشقجي.

وذكرت المجلة الأمريكية أن برايان مكيون أشار في مقاله إلى تصريحي وزير الدفاع جيمس ماتيس والخارجية مايك بومبيو بأنه “لا يوجد دليل دامغ ولا دليل مباشر” على أن ابن سلمان فوض بقتل خاشقجي. وفي المقابل أشار إلى تصريح مديرة سي آي أيه جينا هاسبل التي أعلنت أنهم لا يساورهم شك في اتهام ابن سلمان. ويرى المسؤول السابق أن الجميع ربما يقولون الحقيقة. وأوضح أن ماتيس وبومبيو حشدا نقاط حوار مكتوبة بعناية تخدم السياسة كان الرئيس ترامب قد قررها سلفا تتمثل بنهج ملتزم بالحفاظ على الوضع الراهن مع السعودية بأي ثمن. وعلى هذا الأساس ربما لم يكذبا ولكنهما لم يفشيا الحقيقة الكاملة.

وبالنسبة لأعضاء مجلس الشيوخ الذين اتهموا ولي العهد السعودي بالتواطؤ فقد أغضبهم سلوكه وتوقعه الظاهري للإفلات من العقاب، والتغافل المتعمد لإدارة ترامب عن الحقائق “القبيحة” والمحاولة الفاشلة لمنع مديرة سي آي أيه من إعلان البيان الموجز للوكالة. وبناء على ذلك يعتقد مكيون أن كلتا الروايتين قد تكونان صحيحتين لأنه نادرًا ما تكون أحكام الاستخبارات نهائية تمامًا، حيث إنها تستند إلى مجموعة من المعلومات بعضها عرضة للتأويل. ولكن بالنظر للأدلة الجوهرية التي تشير لتورط بن سلمان كان على الوزيرين أن يعلما أنهما كانا يبالغان في المسألة. وأي شخص لديه خبرة ماتيس العميقة باستيعاب المعلومات الاستخبارية يعرف أنه نادرًا ما يكون هناك دليل دامغ. كما أن بومبيو (مدير سي آي أيه السابق) يدرك تماما أن الأدلة الظرفية يمكن أن تكون مقنعة ولها قوة الثبوتية القانونية كالدليل المباشر الذي يزعم أنه مفقود. وفي ضوء ما سبق -يضيف مكيون- فإن ماتيس وبومبيو لم يفشلا فقط في الإقناع بل إن ذلك تسبب في أضرار جانبية لسمعتيهما وجهود الإدارة في الدفاع عن سياستها السعودية. وأعضاء مجلس الشيوخ الذين يعتقدون أنهم ضُللوا سينظرون الآن إلى الوزيرين نظرة المتحيز. وقد تعلما درسًا قاسيًا وهو أن المجازفة بالسمعة تأتي مع العمل لصالح ترامب. وقال مكيون إن دعم ترامب غير المشروط لمحمد بن سلمان يعرض مصالح الولايات المتحدة الأعم في الشرق الأوسط للخطر، واستشهد بمقال لخبيرين متمرسين بشؤون المنطقة هما أرون ميلر وريتشارد سوكولسكي في مجلة بوليتيكو قالا فيه “كل شيء تدخل به محمد بن سلمان في المنطقة (اليمن وقطر ولبنان) تحول إلى فوضى عارمة في مكب نفاية مستعر” . وختمت الصحيفة بأنه ينبغي على بومبيو وماتيس إدراك الخطر والدفع لإعادة تقييم الموقف الأمريكي بقضية خاشقجي والعلاقة مع السعودية، بدلاً من المشاركة في خلط الأوراق.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X