بقلم- سيد محمد:

ماذا أصاب حضارتنا القديمة التي لعبت دوراً مهماً في تغيير مسار الإنسانية في شتّى المجالات ؟ وأين الثقافة الإسلامية التي كانت أشعة أمل لكثير من عامة الناس حتى في البلدان التي كانت بعيدة عن مهد الإسلام؟ هناك قصة تسرد بين أهالي كيرلا في الهند عن العرب القدامى الذين حضروا إلى الولاية للتجارة والبيع، وخلاصة القصة هي أن المساعد المحلي لتجار العرب دخل في ليلة ما منزلاً وسأل الأهالي هل تناولتم العشاء فأجاب صاحب المنزل لماذا تسأل هذا السؤال ما شأنك بهذا، فأجاب أنا مساعد تجار العرب الذين يسكنون قريباً منكم وهم أبوا أن يأكلوا ويشربوا حتى يعرفوا أن جيرانهم قد أكلوا وشربوا لأن سيدهم علموهم «ما آمن به من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم»، وهذه المعاملة وما شابهها غيّرت قلوب الهندوس في الهند واعتنقوا الإسلام أفواجاً، لأن العرب الذين دخلوا في الهند تجاراً وبائعين حملوا معهم رسالة تدعو الناس إلى العدالة الاجتماعية، وبالنسبة للهندوس كانت تلك المعاملة معاملة فريدة وعجيبة.

هذه هي قصة وقعت في حقبة من الزمن في تاريخنا القديم يمكن أن نستخدمها في المقالات والخطب فقط، وقصة أخرى تتعلق بحاضرنا نحن، حيث قد أصبحنا قوماً نجعل الناس يعانون من الجوع والعطش ويموتون كل يوم جائعين كما نرى في سوريا وليبيا واليمن وغزة، وموائدنا مليئة بمأكولات مختلفة ومتنوعة!، لماذا تقع هذه الكارثة علينا؟. دول تجتمع وتفرض حصاراً جائراً على دولة، وذلك في شهر رمضان المبارك لتركيعها أمامهم ولقبول مقترحاتهم التي يستعصي على العقول قبولها.

حصار قطر جعل الدولة أقوى واتخذت تدابير وإجراءات تظهر عزيمتها في ترسيخ عالم خاص لها في الخريطة العالمية بعيدة عن التبعية العمياء، وجعلها تفكّر في أن تكون مكتفية ذاتياً، ونجحت، وهي في طريقها لتكون نموذجاً يحتذى به، وتركيا كل يوم تتحوّل إلى دولة أقوى من أي زمن مضى، وكل المؤامرات فشلت في تحقيق أهدافها، وهذا هو التاريخ لأن لكل شيء حداً، وعلى من يريد الإضرار بالأمة أن يدرس التاريخ قبل فوات الأوان. والله ولي التوفيق.

[email protected]