الريان.. تراجع نسبي داخل حدود مربع الكبار
الفاسكو أضاع بوصلة الفريق رغم البداية التي توجته بطلاً للسوبر
الطموحات الكبيرة أصيبت بزلزال عنيف بقوة خمس درجات على مقياس السد
حماسة بولنت واندفاعه لتصحيح المسار يصطدمان بقرار إبقائه فوق المدرجات
أسماء هجومية لامعة بمحصلة تهديفية فقيرة لا تتعدى 22 هدفاً في 15 مباراة
الفريق مطالب بجهود أكبر إذا ما أراد الحفاظ على تواجده في مربع الكبار الذهبي

متابعة – صفاء العبد:
رغم أنه كان قد أنهى الموسمين الأخيرين وهو في المركز الثالث عقب تتويجه بطلاً للموسم 2015 / 2016، بعد عقدين كاملين ابتعد فيهما عن منصة التتويج في الدوري، إلا أن التوقعات كانت تذهب إلى إمكانية أن يعود الريان لينافس بقوة على لقب هذا الموسم بحثاً عن تاسع إنجاز له في تاريخ البطولة.
والتوقعات هذه كانت تقوم أصلاً على جملة مقومات يأتي في مقدمتها تعاقده مع مدرب كبير سبق أن قاد فريق بوكو جونيورز وهو الأرجنتيني الفاسكو رودولفو خصوصاً وأن هذا المدرب، الذي خلف الدنماركي لاودروب ، استطاع أن يلفت الأنظار في وقت مبكر من الموسم الجديد عندما أحرز لقب السوبر على كأس الشيخ جاسم من خلال فوزه على حامل لقب الدوري فريق الدحيل بركلات الترجيح في باكورة منافسات الموسم.
ومع أن الفريق كان قد فقد خدمات هدافه المهم عبدالرزاق حمدالله الذي غادر صفوفه، إلا أنه احتفظ بالمدافع الأورجواياني فييرا وبلاعب الوسط الكوري الجنوبي مايونجين كو، ثم أضاف المهاجم البرازيلي لوكا بورغيس والأرجنتيني جوناثان المعار من اندبيندينتي وكلاهما يمكن أن يشكلا إضافة مهمة للقدرة الهجومية للفريق الذي يراهن أيضاً على أكثر من لاعب آخر مهم مثل سبستيان وتاباتا وكذلك خلفان إبراهيم القادم من صفوف العربي وأحمد عبدالمقصود في الوسط ودامي تراوري في الدفاع وغيرها من الأسماء التي شكلت بالتأكيد إضافات في غاية الأهمية للفريق في موسمه الجديد.
وفي الحقيقة فإن الفريق كان قد سجل بداية طيبة خلال الجولات الخمس الأولى التي أنهاها دون خسارة مُسجلاً ثلاثة انتصارات على الأهلي والخريطيات والعربي إلى جانب تعادلين مع أم صلال والدحيل قبل أن تبدأ رحلة التعثرات التي شهدت خسارته الخماسية القاسية أمام السد ثم أخرى غير متوقعة أبداً أمام الخور وهو ما مهد لإنهاء مرحلة المدرب الفاسكو الذي اختار أن يغادر الفريق ليحل محله التركي بولنت منذ الجولة التاسعة غير أن الأخير وجد نفسه وهو يقود الفريق من فوق المدرجات لأسباب ذات طابع إداري.. ومع ذلك فإن الفريق لم يخسر تحت قيادة بولنت حتى الآن إذ فاز ثلاث مرات على السيلية وقطر والخريطيات وتعادل في أربع مع الغرافة والأهلي وأم صلال والدحيل.. غير أن التعادلات الأربعة تلك كانت قد أفقدت الفريق ثماني نقاط بالتمام والكمال وهو ما تسبب في تراجعه من المركز الثاني الذي كان يشغله في الجولة العاشرة إلى المركز الرابع حالياً.
وفي كل الأحوال نستطيع القول إن الريان كان قد أكد قدرته على أن يكون طرفاً في أكثر من مباراة مهمة وكبيرة، وكان من بينها مباراتا الفريق مع حامل اللقب فريق الدحيل إذ تمكن من أن يحرمه من أربع نقاط بعد أن فرض عليه التعادل في كلتا المباراتين ذهاباً وإياباً، غير أن أسوأ ما حدث للفريق كان في مواجهته مع السد في الجولة السادسة عندما تعرض لتلك الهزيمة الخماسية الساحقة وربما كانت تلك هي السبب الأول وربما الأساسي الذي جعل المدرب الفاسكو يفكر في مغادرة الفريق قبل أن يمنى بالهزيمة الثانية أمام الخور رغم أن هذا الأخير يُعد من فرق المؤخرة والباحثة فقط عن التمسك بفرصة البقاء مع الكبار.
وربما نستطيع القول هنا إن الريان سرعان ما استعاد توازنه بعد هزيمتي السد والخور إذ لم يتعرض عقب ذلك لأي هزيمة أخرى، لكنه فرّط مع ذلك بالعديد من النقاط بسبب قبوله التعادل أربع مرات، أضف إلى ذلك أن قدرات الفريق الهجومية لم ترتق إلى حقيقية إمكانات لاعبيه.. فهنا نتحدث عن أسماء كبيرة فعلاً.. نتحدث عن سبستيان وتاباتا ولوكا وجوناثان إضافة إلى خلفان إبراهيم رغم أن هذا الأخير كان قد ابتعد عن الفريق أكثر من مرة قبل أن يعود في الآونة الأخيرة ليظهر بالصورة التي تتفق مع إمكاناته الحقيقية.
وعندما نشير هنا إلى تواضع إمكانات الفريق الهجومية رغم وجود كل هذه الأسماء المهمة فإنما نتوقف عند الأرقام التي تتحدث عن نسبة تسجيل متواضعة حيث لم يسجل سوى ( 22 ) هدفاً في ( 15 ) مباراة وهي نسبة ضعيفة طبعاً عطفاً على وجود كل تلك الأسماء المهمة في الأمام.
أما في مقابل ذلك فإن الفريق كان يبدو أفضل حالاً في الشق الدفاعي إذ يمتلك ثاني أفضل رقم في هذا الجانب خلف الدحيل إذ لم تهتز شباكه سوى ( 14 ) مرة فقط بفارق هدف واحد عن الدحيل وبنفس الرصيد مع السد.. وهنا نشدد على أن وجود الأورجواياني فييرا كان من بين الأسباب الرئيسية في صلابة دفاعات الريان.. كما أن زميله تراوري كان قد أثبت جدارته هو الآخر في قلب الدفاع رغم ما يقال عن بطء حركته، أضف إلى ذلك حيوية الظهيرين محمد علاء ومحمد جمعة وكلاهما يتمتعان بالكثير من الجدارة.. أما في وسط الملعب فقط برزت قدرات الفريق من خلال تواجد أحمد عبدالمقصود ودانيال جومو على وجه التحديد وكلاهما يتمتعان بمزايا مهمة جداً تؤهلهما لتأدية واجباتهما في الشقين الدفاعي والهجومي أيضاً.
وفي العموم نقول إن طموحات الريان تبقى أكبر من هذا الذي حققه حتى الآن .. فالفريق يتطلع للعودة إلى المركز الثالث من جديد مثلما يتطلع أيضاً للاقتراب أكثر فأكثر من الصدارة لا سيما بعد أن بات يبتعد عنها بفارق عشر نقاط قبل سبع جولات فقط من خاتمة البطولة.
الأرقام تؤكد التراجع
تشير لغة الأرقام إلى تراجع الريان نسبياً خلال هذا الموسم مقارنة بالموسم الذي سبقه.. فبعد الجولة ( 15 ) من النسخة الحالية للدوري يشغل الريان المركز الرابع برصيد ( 27 ) نقطة، بينما كان في الموسم الماضي عند المركز الثالث عقب انتهاء الجولة ذاتها وبرصيد بلغ ( 35 ) نقطة، أي بفارق ثماني نقاط ..
كما أن الفريق كان قد سجل ( 11 ) فوزاً في الجولات ال (15) الأولى من النسخة السابقة للدوري في حين لم يسجل هذا الموسم سوى ( 7 ) انتصارات في نفس العدد من المباريات.
أسماء كبيرة وشح تهديفي
ربما يبدو غريباً فعلاً أن نشهد مثل هذا الشح على المستوى التهديفي للفريق كونه لم يسجل سوى ( 22 ) هدفاً في ( 15 ) مباراة على الرغم من وجود أسماء مهمة جداً في الأمام مثل سبستيان ولوكا وجوناثان وكذلك تاباتا وخلفان إبراهيم!. الأسماء توحي طبعاً بالكثير من الخطورة التي تؤهل الفريق لتحقيق عدد أكبر من الأهداف، إلا أن واقع الحال جاء مغايراً لكل تلك التوقعات التي كانت تذهب إلى أن الذراع الهجومية الريانية ستكون ضاربة وبقوة خلال هذا الموسم!.
هذا ما فعله الفاسكو
رغم كل ما قيل عن جدارة المدرب الأرجنتيني الفاسكو وعن إمكانية أن يعيد الريان إلى منصة التتويج من جديد إلا أن الذي حصل هو أن الفريق ظل يفتقد للبصمة الحقيقية لهذا المدرب، بحيث لم نشهد منه ما يدل فعلاً على أي تحول إيجابي في المستوى العام للفريق.
الفاسكو قاد الفريق حتى الجولة الثامنة ولم يحقق معه سوى أربعة انتصارات كانت على الأهلي والخريطيات والعربي والشحانية، بينما تعادل مع أم صلال والدحيل وخسر أمام السد والخور وكانت خسارته أمام الأول خماسية قاسية جداً.