الدوحة – الراية :
أكد المهندس ياسر الجمال، نائب رئيس المكتب الفني للمشاريع في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن اللجنة أحرزت في عام 2018 تقدماً ملحوظاً في كافة مشاريعها اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. ولعل آخر الإنجازات في هذا الصدد هو كشف النقاب عن تصميم آخر استادات البطولة، استاد لوسيل، الذي سيستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية لمونديال 2022.
وقال في كلمة له على الموقع الرسمي للجنة العليا للمشاريع والإرث: مع بدء العد التنازلي لإطلاق صافرة بدء بطولة قطر 2022 بعد أربعة أعوام من الآن، ستصل أعمال البناء في مشاريع استادات البطولة ذروتها خلال عام 2019، حيث تسخّر اللجنة العليا في الوقت الراهن كامل طاقتها لبناء سبعة استادات جديدة وفق معايير عالمية استعداداً لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم. وخلال عام 2019 سنكون جميعاً على موعد مع الإعلان عن جاهزية استادين آخرين – بالإضافة إلى استاد خليفة الدولي- هما الوكرة، والبيت في مدينة الخور.
وأضاف: سيكون الزوار والمشجعون القادمون إلى قطر من كل دول العالم لحضور مباريات بطولة كأس العالم قطر 2022 على موعد مع نسخة استثنائية من بطولات كأس العالم لكرة القدم. ويرجع تميز بطولة قطر 2022 عن غيرها من بطولات المونديال إلى عوامل وسمات كثيرة لعل أهمها اهتمام اللجنة العليا بالتعاون مع الشركاء والمقاولين المحليين والدوليين لبناء استادات تعكس تاريخنا وتراثنا العربي العريق، وتجسد في الوقت ذاته براعة العقل البشري في التصميم والبناء. وتابع المهندس ياسر الجمال: يروي كل استاد مونديالي حكاية خاصة تعكس طابعه المعماري المستوحى من التراث العربي، والبيئة القطرية وثقافتها الغنية. فعلى سبيل المثال، يشبه تصميم استاد البيت في مدينة الخور بيت الشَّعر أو الخيمة البدوية التقليدية التي سكنها العرب منذ القِدم، فيما يأخذنا استاد الوكرة، المشابه في تصميمه أشرعة المراكب التي استخدمها سكان مدينة الوكرة الساحلية للتجارة والصيد واستخراج اللؤلؤ، في رحلة إلى ماضي قطر. وقد استُلهم تصميم هذا الاستاد الفريد من أعمال المصممة المعمارية الراحلة زها حديد. وبالحديث عن الفن المعماري المستوحى من معالم حضارتنا العربية وتاريخها، نقف أمام استاد الثمامة الذي يجسّد التراث العربي بتصميمه الفريد المستوحى من شكل القحفية، وهو الاسم الذي يعرف به غطاء الرأس الذي يرتديه الرجال في معظم أنحاء الوطن العربي. وترمز القحفية بمعناها المجازي إلى العزة والكرامة. علاوة على ذلك، يعتبر استاد الريان صرحاً رياضياً تتزين واجهته الخارجية بأشكال ورموز تعكس الثقافة القطرية. كما تعكس المرافق المحيطة باستاد الريان طبيعة الدولة، حيث تأخذ شكل الكثبان الرملية، في دلالة على الطابع الصحراوي الأخاذ الذي تتميز به قطر. كما نرى بأن استاد المدينة التعليمية المعروف ب “جوهرة الصحراء” سيكون عند استكمال بنائه أيقونة معمارية رياضية لا مثيل لها. والتزاماً بوعود اللجنة العليا الرامية بعدم ترك البطولة منشآت لا طائل منها، تقوم اللجنة العليا ببناء استاد راس أبو عبود، ليكون أول استاد مونديالي يبنى من حاويات شحن سيتم تفكيكها بالكامل بعد إسدال الستار على البطولة. وقد نجح هذا الاستاد المبتكر في وضع أسس هندسية جديدة تعكس أعلى مستويات الاستدامة والإرث في بطولات كأس العالم لكرة القدم.
وغني عن القول بأن الابتكار يصب في جوهر أعمالنا المتعلقة بالبنية التحتية الخاصة بمشاريع بطولة كأس العالم قطر 2022. ففي مايو 2017، أطلعنا العالم على أحدث ما توصلت إليه تقنية تبريد الاستادات عند افتتاح استاد خليفة الدولي، أول الاستادات جاهزية لاستضافة البطولة. وقد أثبتت التقنية آنذاك فعاليتها وكفاءتها، حيث بلغت درجة الحرارة داخل الاستاد 22 درجة مئوية، بينما وصلت خارجه إلى 38 درجة مئوية. علاوة على ذلك، دشنت اللجنة العليا عام 2018 في شمال مدينة الدوحة مشتلاً خاصاً يستخدم مياه الصرف الصحي المُعالجة لاستزراع الأشجار والأعشاب اللازمة لاستادات البطولة والمرافق المحيطة بها. وفي إطار جهودنا الرامية لتقديم تجربة لا مثيل لها للجمهور والمشجعين، حرصنا على تزويد الاستادات بأحدث تقنيات وأنظمة الصوت لخلق أجواء حماسية.