متابعة – صفاء العبد :
لم يكن الشحانية جديدًا على دوري الكبار .. فرغم أنه قادم من الدرجة الثانية إلا أنه سبق أن كان حاضراً في دوري النجوم مرتين سابقتين حيث كان ظهوره الأول في الموسم 2014 / 2015 لكنه سرعان ما غادره مع نهاية الموسم بعد أن حل في المركز الثالث عشر وقبل الأخير ليودع البطولة من خلال مباراة الملحق الفاصلة، ويعود إلى الدرجة الثانية دون أن يمضي فيه سوى موسم واحد ليعود من جديد إلى دوري الكبار في الموسم 2016 / 2017 لكنه هبط ضمن الفرق الأربعة الأخيرة ومن خلال المباراة الفاصلة التي خسرها أمام فريق نادي قطر بعد قرار تقليص عدد فرق الدوري من (14) فريقاً إلى (12) .. ومرة أخرى لم يمض في الدرجة الثانية سوى موسم واحد حتى عاد من جديد إلى دوري الكبار مع بداية هذا الموسم .. والأمر هذا يعني أن لهذا الفريق قدر جيد من الخبرة في التعامل مع دوري النجوم وهو ما برز بوضوح هذه المرة حيث أظهر إمكانات تنافسية طيبة ونجح في تأكيد حضوره الفاعل من خلال أكثر من مباراة أثبت فيها جدارة واضحة مكنته من تجنب التقهقر نحو منطقة الخطر ليكون تواجده محصورًا بين المركزين التاسع والثامن أغلب الأحيان ..
ومع أن البداية كانت صعبة عندما واجه حامل اللقب فريق الدحيل القوي، ليخسر أمام بثلاثية نظيفة إلا أنه تمكن من تحقيق أول فوز له في الموسم عندما تغلب في مباراته الثانية على الخريطيات بهدف وحيد ثم تعادل مع الخور بهدف لهدف لكنه عاد ليمنى بالهزيمة الثانية وكانت أمام السد برباعية نظيفة أعقبها بثاني انتصار وكان على قطر بثلاثة أهداف لهدفين قبل أن يعود ليمنى بثلاث هزائم متتالية كانت أمام العربي والريان والأهلي وهو ما دفع به نحو المركز العاشر عند حدود منطقة الخطر لكنه سرعان ما غادره نحو المركز الثامن من جديد إثر تسجيله ثالث انتصاراته وكان على السيلية بثلاثة أهداف لهدف ثم تعادل مرتين مع أم صلال بهدف لهدف ومع الغرافة بدون أهداف ليودع القسم الأول وهو في المنطقة الدافئة عند المركز الثامن متقدمًا على فرق تفوقه خبرة وتجربة مثل العربي وقطر والخور والخريطيات.
وفي القسم الثاني بدت خطواته مشابهة تقريبًا لما سبقها في القسم الأول حيث عاد ليخسر أمام الدحيل بخمسة أهداف لهدف ثم كرر فوزه بهدف وحيد على الخريطيات مثلما كرر تعادله الإيجابي بهدف لهدف مع الخور قبل أن تتكرر هزيمته الرباعية أمام السد قبل التوقف الحالي للدوري الأمر الذي دفع به للتراجع نحو المركز التاسع على بعد سبع نقاط عن منطقة الخطر.
وفي الواقع فإن ما حققه الشحانية حتى الآن لم يكن سيئا خصوصًا وأن الفريق ربما لا يطمح بأكثر من البقاء في دوري الكبار وبالتالي تجنب الهبوط وهو ما تفعله عادة الفرق الصاعدة حديثاً لدوري الكبار .. وفي هذا الجانب يمكن القول أن الفريق نجح حتى الآن في هذا المسعى وربما يبدو قادرًا على السير على نفس المنوال ليعزز بالتالي فرصته في البقاء بعيدًا عن منطقة الهبوط لا سيما وأنه كان قد أثبت جدارته أكثر من مرة وقدرته على تقديم مباريات جيدة المستوى مثلما فعل في آخر ثلاث مواجهات خاضها في القسم الأول وتغلب فيها على السيلية وتعادل مع أم صلال والغرافة.
وهنا لابد من أن نشير إلى أن ما حققه الشحانية خلال هذا الموسم هو ثمرة جهد واضح وكبير في الشقين الإداري والفني وهو ما يثبت بأن الفريق كان قد استفاد فعلاً من تجربتيه السابقتين مع دوري الكبار لتأتي مشاركته الثالثة أفضل من سابقتيها حتى الآن .. ولعل أولى علامات النجاح التي أطرت مسيرة الفريق هذا الموسم هو تمسكه بمدربه الأسباني خوسيه مورسيا الذي كان قد عاد به إلى الدرجة الأولى عقب توليه المهمة في يوليو من عام 2017 خلفاً للكرواتي إيجور الذي هبط بالفريق للدرجة الثانية في ثاني تجربه له مع الدرجة الأولى عندما خسر المباراة الفاصلة أمام فريق نادي قطر بهدف وحيد.
ومثلما احتفظ الفريق بالمدرب الذي عاد به إلى دوري الكبار كذلك احتفظ بمحترفيه الأربعة الأجانب حرصًا على التواصل مع الاستقرار الفني الذي يتمتع به الفريق وهم المدافع الإسباني الفارو ميخيا ورأس الحربة الأرجنتيني كلاوديو لوتشيانو والجناح الأيسر الإيفواري كيسي امانجوا إضافة إلى العماني نادر بشير قبل أن يصار عقب تعرضه للإصابة إلى إبداله بالظهير الأيمن الإيراني رامين رضائيان مع بداية القسم الثاني من الدوري . وليس من شك في أن استمرار المحترفين مع مدربهم كان من بين العوامل المهمة لنجاح الشحانية في البقاء بعيدًا عن منطقة الخطر إلى جانب أن الفريق كان قد ضم أيضًا أكثر من لاعب محلي ممن شكلوا فعلاً إضافات جيدة للفريق الذي تنتظره أكثر من مباراة مهمة في المتبقي من عمر البطولة التي يسعى من خلالها إلى قدرته على كسر قاعدة الصاعد هابط هذه المرة.
نصف أهداف الفريق بتوقيع لوتشيانو
لعل من بين أهم الأسباب التي منحت الفريق مثل هذا القدر من النجاح وجعلته قادرًا على تحصين نفسه والبقاء بعيدًا عن منطقة الخطر هو امتلاكه لعدد من اللاعبين الجيدين .. وربما نشير هنا تحديدًا إلى الدور المهم الذي يلعبه المهاجم الأرجنتيني كلاديو لوتشيانو الذي يتمتع بإمكانات طيبة على المستويين الهجومي والتهديفي وهو ما أهله لتسجيل سبعة من الأهداف ال”14” التي حققها للفريق حتى الآن ..
هذا ما تقوله الأرقام
تؤكد الأرقام أن الموسم الحالي هو الأفضل للشحانية مقارنة مع الموسمين السابقين اللذين أمضاهما مع دوري الكبار.
فمن خلال (15) مباراة فقط خاضها حتى الآن هذا الموسم كان الفريق قد سجل (4) انتصارات ومثلها تعادلات وأمامه سبع جولات أخرى قبل خاتمة الموسم بينما سجل في ظهوره الأول خلال الموسم 2014 / 2015 (5) انتصارات ومثلها تعادلات ولكن من (26) مباراة ثم سجل في الموسم 2016 / 2017 (3) انتصارات في (26) مباراة أيضا.
الحذر ثم الحذر من القادم
رغم أنه يبتعد حالياً عن منطقة الخطر بفارق سبع نقاط إلا أن على الشحانية أن يكون في منتهى الحذر في المتبقي من عمر البطولة إذا ما أراد البقاء بعيدًا عن شبح الهبوط.
وفي تقديرنا أن ذلك سيتطلب منه جهدًا أكبر مما بذله في القسم الأول خصوصًا أن المباريات تلك لن تكون سهلة أبدًا ولا سيما أمام الريان والعربي والسيلية والغرافة وأم صلال وجميعها ستكون حريصة جدًا على تحقيق الفوز في هذه المواجهات.
جهد ملموس للمدرب مورسيا
سيكون من الإنصاف حقاً أن نشيد هنا بالجهد الكبير الذي يبذله المدرب الإسباني خوسيه مورسيا مع الفريق ..
فقد كانت بصمات هذا المدرب واضحة على الفريق مثلما كان واضحًا أيضا أن تدخلاته في أغلب المباريات كانت صائبة وتعكس قدرة جيدة على قراءة المباراة بكل ما يرافقها من توجيهات أسهمت أكثر من مرة في إحداث التحول الإيجابي خلال سير اللقاء.