تفاصيل جديدة في قضية اغتيال خاشقجي
مطرب طلب من خاشقجي إرسال رسالة لابنه صلاح يقول فيها إنّه في إسطنبول وبخير
العتيبي لم يعارض وقوع القتل في مكتبه وتنظيف ساحة الجريمة تمّ بعد 9 أيام من الحادث
إسطنبول – وكالات:
كشفت صحيفة الصباح التركية عن تفاصيل جديدة في واقعة اغتيال الصحفي السعودي، “جمال خاشقجي”، في قنصلية السعودية 2 أكتوبر الماضي، بينها إضافة 3 متهمين جدد في القضية، وآخرين ساعدوا في محاولة طمس الأدلة. وأصدرت الصحيفة كتاباً مفصلاً عن جريمة مقتل خاشقجي يكشف أسراراً تُعرض لأول مرة.
والكتاب أعدّه الصحفيون عبد الرحمن شيمشك ونزيف كرامان، وفرحات أونلو، وقد كان لهم حضور كبير في نشر تسريبات سابقة حول القضية في صحيفة “صباح” التركية.
ويتكوّن الكتاب من ستة أقسام، تتوزّع في 352 صفحة، التي حملت التساؤلات: “ماذا؟ أين؟ متى؟ كيف؟ لماذا؟ ومن؟”. ويتضمن الكتاب أيضاً صوراً متنوّعة لخاشقجي، وفريق الإنفاذ الذي قام بقتله.
ونُشر بين طيات الكتاب وعنوانه “الأسرار المظلمة لقتل خاشقجي: فضائح دبلوماسية”، فحوى التسجيلات الصوتية داخل القنصلية. ووفقاً للمعلومات التي نشرتها الصحيفة، فإن 3 سعوديين إضافيين اشتركوا في اغتيال “خاشقجي”، هم رئيس وحدة إسطنبول في المخابرات السعودية، “أحمد عبدالله المزيني”، واثنان عملا كحارسين أمنيين للقنصلية (“سعد مؤيد القرني” و”مفلس شايع المصلح”) وهما في المخابرات السعودية وعملا ضمن فريق التخلص من جثة “خاشقجي”.
كما كشفت الصحيفة التركية أنّ عملية تنظيف ساحة الجريمة الحقيقية والتفصيلية حصلت بعد 9 أيام من مقتل “خاشقجي” حينما وصل فريق من 11 شخصاً بينهم (الخبير في السموم) “خالد يحيى الزهراني”، و(الخبير الكيميائي) “أحمد عبدالعزيز الجنوبي” بحجة المساعدة على كشف الجريمة واستغرق التنظيف أسبوعاً. وأكّدت الصحيفة أن “صلاح الطبيقي” (مسؤول عملية تقطيع الجثة) مازال “يعيش حراً مع عائلته في جدة، وأن السلطات السعودية طلبت منه أن يكون بعيداً عن الأضواء”. وليس “الطبيقي” الوحيد الذي يتمتع بحريته رغم إدراجه بين المتهمين، بل هناك عددٌ آخر من المتهمين في قضية خاشقجي، (لم تحددهم الصحيفة)، يعيشون بحرية ولكن معزولين عن محيطهم. وأشارت الصحيفة إلى أن “الطبيقي” و”ماهر مطرب” (منسق عملية الاغتيال) و”ثائر غالب الحربي”، عنصر في الحرس الملكي السعودي، ناقشوا قبل ساعة من وصول “خاشقجي” مسألة طرح خيارين أمام الصحفي السعودي، إما ترحيله إلى الرياض أو قتله.
وكشفت أن ذلك التسجيل هو الذي أقنع مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، “جينا هاسبل”، بأن قتل “خاشقجي” كان مبيتاً، لأن “الطبيقي” ذكر خلاله أنه “جيد في التقطيع”. وخلال ذلك التسجيل، قال “الطبيقي” إنه لم يعمل على تقطيع جسم دافئ من قبل ولكن يمكنه التعامل مع خاشقجي بسهولة؛ “عادة عندما أقوم بتقطيع الجثث أضع سماعاتي وأستمع إلى الموسيقى.. وأشرب قهوتي في نفس الوقت أيضاً”. وتابعت الصحيفة أن “ماهر مطرب طلب من خاشقجي إرسال رسالة لابنه صلاح يقول فيها إنه في إسطنبول وبخير “ولا تقلقوا إذا لم تتمكنوا الاتصال بي لفترة”، وذلك بعد أن رفض خاشقجي العودة إلى الرياض، ولكن خاشقجي رفض هذا الطلب أيضاً، وسأل خاشقجي أعضاء الفريق “هل ستقتلني؟ هل ستخنقني؟”.
وقالت الصحيفة إنّ “خاشقجي” ظلّ هادئاً رغم إدراكه أخيراً أنه لن يخرج من القنصلية السعودية حياً وهنا أمر ماهر مطرب خمسة رجال بالدخول ليغطوا رأس خاشقجي بكيس نايلون، وآخر كلمات “خاشقجي”: لا تغطي فمي لدي ربو .. عليكم خنقي”، وظلّ يقاوم لخمس دقائق. وشدّدت الصحيفة على أن القنصل السعودي في إسطنبول (محمد العتيبي) لم يعارض وقوع الجريمة في مكتبه كما روّج الإعلام، كما أن “ماهر مطرب” لم يتصل بأحد ليقول له “أبلغ رئيسك أن الأمر قد تم”. لكنها أكّدت أن عملية التخطيط لقتل “خاشقجي” بدأت منذ دخوله الأوّل إلى القنصلية السعودية في 28 سبتمبر. وأضافت الصحيفة إنه “خلال عملية تقطيع جثة خاشقجي التي استمرت نصف ساعة شعر أعضاء من الفريق الذي قام بالمهمة بالغثيان وسمع الطبيقي يصرخ مرات عدة على الفريق لعدم قيامهم بالمهام الموكلة إليهم أو التوقف”..
كانت النيابة السعودية، قد أعلنت أنها وجّهت اتهامات رسمية بالتورّط في قتل خاشقجي ل11 شخصاً، وطالبت بإعدام 5 منهم، لكن تركيا، إلى جانب عددٍ من الدول الأخرى، تقول إنّ الرياض تسعى للتستّر على من يقف حقاً وراء هذه الجريمة.