إنجازات طبية تُسعد البشرية
تطور في علاج فقدان البصر والشلل ومكافحة السرطان
عواصم – بي بي سي:
كان عام 2018 حافلاً بإنجازات طبية عدة، مما جعله عاماً مهماً في قطاع الصحة بعد التطوّر الملحوظ في مجالات مُختلفة منها علاج فقدان البصر والشلل والتقدّم في مكافحة السرطان.
السير مجدداً بعد الشلل
نجح أطباء سويسريون في مساعدة عددٍ من المرضى على المشي مجدداً بعد سنوات من الشلل والجلوس على الكرسي المتحرك، بفضل جراحة ناجحة في العمود الفقري.
وتسببت إصابات في العمود الفقري لدى المرضى في توقّف عمل الأعصاب وإعاقة نقل الإشارات العصبية من المخ إلى العضلات.
واعتمدت التقنية الجراحية الجديدة على زرع جهاز كهربائي حول العمود الفقري لكل مريض يعمل على تقوية الإشارات التي يرسلها الدماغ إلى الرجلين.
ومازالت هذه التقنية قيد التجربة، لكن في إحدى الحالات تستخدم مريضة الجهاز في المنزل لممارسة الأشغال اليومية.
أما في الحالات الأخرى، فهناك دليل على بداية التعافي وترميم أعصاب متضرّرة في النخاع الشوكي.
استعادة البصر
حقّق الأطباء إنجازاً كبيراً في علاج نوع شائع من العمى ينتج عن الضمور البقعي المرتبط بالتقدّم في العمر. وبقعة الشبكية هي جزء من العين يسمح بالرؤية المباشرة للأمام، سواء للتعرّف على الوجوه أو مشاهدة التلفزيون أو عند قراءة الكتب.
وتوجد فيها خلايا مخروطية بها مستقبلات ضوئية عالية الحدة للألوان، وخلفها توجد طبقة من الخلايا المغذية.
وعندما تفشل طبقة الدعم هذه في أداء مهامها، تتسبب في الضمور البقعي والعمى.
وابتكر العلماء طريقة لبناء طبقة من خلايا الدعم، ثمّ قاموا بإدخالها بدقة في الجزء الخلفي من العين.
رحم جديدة وطفل جديد
شهد عام 2018 ولادة أول طفل بصحة جيدة نتيجة زراعة رحم لوالدته، مأخوذة من امرأة توفيت في البرازيل. وكانت المرأة، التي خضعت لعملية الزرع، قد ولدت من دون رحم.
وحصلت على الرحم من برازيلية أنجبت بالفعل ثلاثة أطفال، وماتت نتيجة نزيف في المخ، واستغرقت العملية 10 ساعات في عام 2016 في مدينة ساوو باولو ، وحصلت بعد ذلك على علاج للعقم.
وبعد ستة أسابيع بدأت الرحم المزروع يعمل، وبدأت المرأة (32 عاماً) تشعر بحياة طبيعية وتأتيها الدورة الشهرية، وبعد سبعة أشهر تم زراعة بويضات مخصبة في الرحم.
واستمرت فترة الحمل بشكل طبيعي ليولد، في النهاية، طفل سليم وبصحة جيدة بعد عملية قيصرية.
الميكروبات تقاوم سرطان الدم
يواصل العلم اكتشاف الأهمية الكبيرة للميكروبات وتأثيرها على صحتنا. وتمّ تحديد أهمية كبيرة للميكروبات، التي يتسبب نقصها في انتشار أحد أكثر السرطانات شيوعاً بين الأطفال. ويصيب سرطان اللوكيميا الليمفاوي الحاد طفلاً من بين كل 2000. وجمع البروفيسور ميل جريفز، من معهد أبحاث السرطان، الأدلة على مدار 30 عاماً لإظهار أن الجهاز المناعي يمكن أن يصاب بالسرطان إذا لم يواجه ما يكفي من الميكروبات في وقت مبكر من الحياة.
وهو ما يعني أن الأطفال في سنّ مبكرة يجب أن يتعرضوا للميكروبات لتدريب جهازهم المناعي على مواجهة الأمراض والتصدي لها. ولا يعني هذا أن الدراسة تطالب الآباء بعدم الحفاظ على صحة أبنائهم، والتوقف عن مساعدتهم ليعيشوا في بيئة نظيفة وصحية. لكنها تُشير إلى أن هناك ثمناً يتم دفعه للتقدم الذي نحققه في المجتمع، والطب في مجالات مُختلفة مثل المياه النظيفة.
والهدف على المدى الطويل هو إعطاء الأطفال مجموعة آمنة من البكتيريا، كما هو الحال في مشروب الزبادي، والتي ستساعد في تدريب جهازهم المناعي على مواجهة الأمراض.
الذكاء الاصطناعي وطب العيون
نجح جهاز كمبيوتر في تفسير صور مأخوذة للجزء الخلفي من العين وتشخيص أكثر من 50 من أمراض العيون، مثلما يفعل خبراء كبار في هذا المجال.
وتمّ استخدام الآلاف من عمليات المسح لبرمجة الجهاز على كيفية قراءة نتائج المسح الذي يقوم به للعين.
وبعد ذلك، أجريت مقارنة بين الذكاء الاصطناعي والبشر في تشخيص أمراض العيون.
وطُلب من كل منهم تقديم تشخيص لحالات 1000 مريض.
ويأمل الأطباء أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً في المساعدة على تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل، دون تأخير حتى لا تسوء حالتهم.
عقاقير جديدة لمكافحة السرطان
نجت الأمريكية جودي بيركنز، من مرض السرطان بفضل أسلوب علاجي جديد لتنشيط الجهاز المناعي.
وكان لديها ورم سرطاني بحجم كرة التنس في الكبد، بالإضافة إلى أورام ثانوية في مناطق متفرقة بالجسم، وأخبرها الأطباء باستحالة الشفاء، وأن أمامها ثلاثة أشهر لتفارق الحياة.
لكن في تلك الأثناء، كان الأطباء بالمعهد الوطني الأمريكي للسرطان، يجرون تجارب جديدة لعلاج السرطان باستخدام عقاقير لتنشيط الجهاز المناعي، وقرّرت جودي المشاركة في التجارب.
وأجرى الأطباء تحليلاً جينياً لورم جودي لتحديد التغييرات النادرة التي ربما تجعله مرئياً للجهاز المناعي حتى يتعامل معه.
وبعد ذلك أخذ الباحثون في متابعة الموقف، وبدأ الجهاز المناعي للمريضة في مهاجمة الورم.
أول طفل معدل وراثياً
أثار عالم صيني ضجة هائلة في الأوساط العلمية ستستمرّ ربما لسنوات، بالإعلان عن ميلاد أول طفل معدل وراثياً في العالم.
وقال العالم الصيني هيه جيانكوي إنه أجرى التعديل على فتاتين توأم لحمايتهما من فيروس نقص المناعة المُكتسب، وقال إنهما بحالة صحية جيدة. لكن لم يتم نشر أية تفاصيل أخرى حول ما قام به العالم الصيني، لذلك شكك البعض في المعلومات التي كشفها. كما أثار هذا الإعلان جدلاً أخلاقياً كبيراً حول السماح بإجراء مثل هذه العمليات.
اختبار دم يكشف أنواع السرطان
حقق العلماء خطوة علمية كبيرة تمثلت في التوصل إلى اختبار دم شامل يكشف كل أنواع السرطان.
وأجرى فريق من جامعة جونز هوبكنز تجربة على طريقة جديدة لاكتشاف ثمانية أشكال شائعة من السرطان. وتعتمد على تتبع آثار ضئيلة من الحمض النووي المتحول والبروتينات التي تطلقها الأورام السرطانية في مجرى الدم.
ويبحث هذا الاختبار عن طفرات في 16 جيناً تظهر بشكل منتظم في السرطان، وثمانية بروتينات يتمّ إطلاقها غالباً.
وجرت الاختبارات على أكثر من ألف مريض بأنواع سرطان مُختلفة قبل انتشارها في الأنسجة الأخرى.
وبصورة عامة نجح الاختبار في اكتشاف حوالي 70 في المائة من أنواع السرطان.
تخليق بويضات بشرية
نجح فريق طبي من جامعة أدنبرة في أسكتلندا في تطوير بويضات بشرية في المختبر لأوّل مرة.
وتولد الفتيات بمبيضين يحتويان على بويضات غير ناضجة، ولا يمكن أن تتطور بشكل كامل إلا بعد سنّ البلوغ.
واستغرق الوصول لهذا النجاح عقوداً من العمل، لكن العلماء يستطيعون الآن زراعة البويضات خارج المبيض حتى تصل لمرحلة النضج.
وقد تؤدي هذه التقنية إلى طرق جديدة للحفاظ على خصوبة الأطفال الذين يعانون من السرطان.
كما أنها توفر فرصة لاستكشاف كيف تتطوّر البويضات البشرية، والتي مازال الكثير منها يمثل لغزاً للعلم.
قصص وإنجازات طبية نالت الاهتمام
قصة نجاة الرضيعة بنديكت، من جمهورية الكونجو من براثن فيروس إيبولا القاتل، حيث أصبحت الرضيعة بمثابة معجزة طبية لمواجهتها المرض وعمرها ستة أيام فقط.
وإصابة بريطاني بأسوأ حالة في العالم للإصابة بمرض السيلان المقاوم للمضادات الحيوية.
وبالنسبة لمرض السكري، يقول العلماء إن هذا المرض هو خمسة أمراض منفصلة، ويمكن تكييف العلاج لكل شكل منها. كما تمكن العلماء في 2018 من حسم الجدل حول مضادات الاكتئاب، وقالوا إنّهم استطاعوا حسم أحد أكثر القضايا الطبية إثارة للجدل، وذلك بعدما خلصت دراسة طبية ضخمة إلى أن مضادات الاكتئاب فعّالة في علاج المرض.
ولجأ علماء في الولايات المتحدة إلى حليف غير متوقع في مساعيهم الرامية إلى تطوير علاج جديد للأنفلونزا، تمثل في حيوان اللاما.
وكشفت دراسة رائدة عن السبب في أن بعض أنواع السرطان التي تصيب المرضى تكون أكثر فتكاً من غيرها، على الرغم من ظهورها متطابقة.
وأوضحت أن الطعام الذي نأكله يمكن أن يغير نمو وانتشار السرطان، ويأمل العلماء في الاستفادة من أنواع الطعام لتحسين العلاج.
وكشف باحثون أيضاً أن الأشخاص الذين تمت إزالة زائدتهم الدودية كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض باركنسون، ما أدّى إلى اهتمام كبير بفكرة أن هذا المرض الذي يصيب الدماغ يبدأ من الأمعاء الغليظة.