
بقلم :محمود منصر ..
مسكينة الأمهات اللواتي ينجبن أبناءهم أشقاء البطن الواحد ويعادون بعضهم بعضاً، وكم تسعد أي أم في العالم، حينما تلد جنينها، حيث رزقها الله بطفل حي خرج من أحشاء بطنها.
وبمجرد حدوث الولادة سواء أكانت صعبة أم سهلة، فما إن يخرج الطفل إلى الدنيا تنسى هذه الأم كل الآلام والأوجاع عند حضنها لمولودها الجميل، وكذلك الفرحة تعم الأسرة من الزوج والأقارب وكل من هو قريب للطفل الجديد، وهنا يشكر الوالدان رب العالمين على هذه النعمة، نعمة الأبناء والذرية، في هذه اللحظات السعيدة يتمنى الجميع وأولهما الأب والأم أن يكتب الله لمولودهم سواء أكان ذكراً أم أنثى التوفيق والصلاح في حياته، وهذه الأمنيات يتمناها كل فرد في المجتمع.
لكنّ الشيء المؤسف أن أمنيات الوالدين لا تتحقق بما كانا يتمنيانه لأبنائهما، ونقول هكذا هي الدنيا وكل شيء مقدر من خالق الكون، فلا يعلم الإنسان ماذا يحصل له في حياته.
لنرجع إلى عنوان الموضوع «خصومة أشقاء البطن الواحد» فكم هي قاسية الجملة لا نحب أن نقرأها أو نسمعها فهي تسمم البدن، تجرح المشاعر لا يتمناها الوالدان عند حدوث عداوة بين أبنائهما في حياتهما أو في مماتهما ، طبعاً أشقاء البطن الواحد والدم الواحد، يفترض أبداً ألا يحدث بينهم أي نوع من الخلافات أو الانشقاقات بحكم صلة الرحم، هذا هو المعقول. وغير المقبول أبداً وللأسف أن هناك مشاكل وأحداثاً هنا وهنا نسمعها في المجتمعات المختلفة تتحدث عن نشوب خلافات بين الأشقاء تتحول إلى عداوة صريحة ولا تنتهي بمرور الوقت والزمن بل تمتد للأبناء من بعدهم، والأسباب قد تكون في الغالب الجهل بالمعرفة وضعف الوازع الديني والأحقاد أو أحياناً من الوالدين أنفسهم ، سوء التربية والتفرقة في معاملة الأبناء.