الأدعم مطالب بالحذر من إعصار المفاجآت
هزيمة حامل اللقب ورباعية الهند والنقطة الفلسطينية رسائل يجب قراءتها جيداً
سيكون على العنابي أن يتعامل مع نظيره اللبناني غداً بأعلى درجات الحذر وأن يخوض المباراة بحرص عالٍ وجديّة مطلقة في خطوته الأولى مع نهائيات بطولة أمم آسيا لكرة القدم الجارية حالياً في الإمارات، فبعد سلسلة النتائج غير المتوقعة التي شهدتها البطولة في مرحلتها الأولى حتى الآن يكون من الأهمية بمكان أن يستفيد العنابي من الدروس المستنبطة من الهزيمة الرباعية القاسية وغير المتوقعة على الإطلاق لمنتخب تايلند أمام الهند وكذلك من الهزيمة المفاجئة أيضاً لمنتخب أستراليا، حامل اللقب والمدافع عنه، أمام الأردن، وخروج منتخب البلد المضيف بتعادل هو أشبه بالخسارة أمام البحرين في مباراة الافتتاح ومن ثم التعادل الذي فرضه المنتخب الفلسطيني بعشرة لاعبين على سوريا، فنتائج كهذه هي أقرب إلى رسائل في غاية الأهمية للآخرين، رسائل لا بد أن تُقرأ جيداً وأن يصار إلى التعامل معها باهتمام كبير خصوصاً أننا هنا نتحدّث عن كرة القدم، هذه اللعبة الحبلى دائماً بالمفاجآت وبالنتائج غير المتوقعة، وهنا إنما نلفت أنظار لاعبينا إلى وجوب عدم التهاون أبداً مع أي منتخب وإلى التعامل مع كل المباريات بلا استثناء بأعلى درجات الجديّة لكي نتجنب الوقوع في فخ مثل تلك المفاجآت أو النتائج غير المتوقعة، وعندما نشدّد هنا على الحذر فذلك لأننا ندرك طبعاً حقيقة أن كل التوقعات والترشيحات كانت قد صبّت في كفة العنابي في مواجهته غداً مع منتخب لبنان، وهي ترشيحات لم تأتِ من فراغ وإنما من واقع الحال الذي يؤكد حقيقة أن العنابي هو الأرجح والأقرب إلى الفوز في خطوته الأولى هذه، لكن الذي نقوله هنا هو أن التوقعات تلك نفسها سبق أن رجحت كفة أستراليا على الأردن وذهبت بحامل اللقب إلى حد الوصول إلى النهائي في رحلة الدفاع عن لقبه، كما أن الترشيحات ذاتها كانت قد تحدثت عن أرجحية مطلقة لتايلند على الهند ومن ذهب أهلته لأن يصعد إلى دور الستة عشر بإحدى البطاقتين الأولى أو الثانية للمجموعة الأولى وليس كواحد من أفضل الثوالث في المجموعات الست، فإذا بالتوقعات تلك كلها تنقلب رأساً على عقب بعد أن تعرّض التايلنديون إلى مثل هذه الهزيمة الرباعية الكاسحة أمام منتخب مغمور مثل الهند الذي لم يكن لأحد أبداً أن ينظر إليه على أنه قادر على أن يحقق أي فوز في هذه البطولة بعد أن كان قد شارك في ثلاث نسخ سابقة دون أن يحقق أي فوز فيها وكانت آخرها في النسخة قبل الأخيرة هنا في الدوحة عندما مُني بثلاث هزائم اهتزّت فيها شباك مرماه (13) مرة ..! نقول ذلك لأننا ندرك طبعاً مدى أهمية أن يكون العنابي حذراً في مواجهته أمام لبنان وألا يركن لاعبونا أبداً إلى الترشيحات والتوقعات التي ترجح كفتهم في هذه المواجهة انطلاقاً من جملة أسباب من بينها أن المنتخب اللبناني كان قد عجز عن تسجيل أي فوز على العنابي طوال ثماني مباريات جمعت بينهما منذ أواخر عام 1998، وأن أفضل ما حققه أمامه هو التعادل الذي انتهت إليه مباراتهما الودية في سبتمبر من عام 2013 دون أن ننسى طبعاً أن آخر مواجهة جمعت بينهما تعود إلى أكتوبر من عام 2014 وفيها كان الفوز عنابياً بخماسية نظيفة.
وليس من شك في أن تاريخاً كهذا يجعل العنابي مؤهلاً لمواصلة تفوّقه على لبنان لا سيما أن المؤشرات كلها تقول إن العنابي ذاهب إلى هذه البطولة بطموحات كبيرة بعد أن خضع لمراحل إعداد نموذجيّة أوصلته إلى أعلى درجات الجاهزية، غير أن كل ذلك يجب ألا يُنسي لاعبينا أن كرة القدم حافلة بالمفاجآت وأن من الصعب جداً التكهّن بأي نتيجة بين أي فريقين أو منتخبين، وأن بعض مبارياتها يمكن أن تأتي بنتائج تخالف المنطق وتقلب كل الحسابات مثلما حدث إثر الفوز الرباعي للهند على تايلند وبعد فوز الأردن على حامل اللقب ليكون ذلك مدعاة لإعادة كل الحسابات بشأن كل ما قيل أن أرجحية الإمارات وتايلند للتأهل عن المجموعة الأولى وأستراليا وسوريا عن المجموعة الثانية خلال هذه النسخة من البطولة، وفي هذا الجانب نرى أن الجهازين الفني والإداري للعنابي مطالبان بلفت أنظار لاعبينا إلى مثل هذه الحقائق وأن يكون شعارنا الحذر ثم الحذر من أي مفاجآت أو نتائج من هذا النوع وذلك يتطلب تكريس روحية الجدية لدى لاعبينا بأعلى درجاتها وجعلهم يخوضون المواجهة المرتقبة هذه بدروس مستفادة مما حدث في هذه البطولة حتى الآن مع الأخذ بالحسبان مدى أهمية الفوز في المباراة الأولى كونه يُشكل حافزاً في غاية الأهمية للاعبينا ويدفعهم لمواصلة المشوار بكل قوة.