بقلم – شوكت علي شاهين عبد الحميد

مع بداية فصل دراسيّ جديد من العام الدراسيّ الحالي، حيث انتهت الإجازة كلمح البصر، ومهما طالت مدتها فلابد أن تنتهي، فكل بداية لها نهاية، فبعض الطلاب فرحون ببداية الدراسة، وهناك البعض الآخر في حزن لانتهاء الإجازة،، وفي الحالتين يعود الدوام المدرسي وسيرجع النشاط والجد والاجتهاد والمذاكرة من جديد، فوصيتي لأبنائي الطلاب مع بداية الدراسة ومن أول يوم فيها عليكم بالجدّ والاجتهاد والحرص على تحقيق الذات وأن تكونوا أوفياء في دراستكم.

إن الطالب الجيّد والمتميّز الذي أكرمه الله بحصوله على درجات مرتفعة،، لا بد أن يعلم أن هذا التفوق يرجع إلى رضا الله سبحانه وتعالى ودعوات الوالدَين لأبنائهما الطلاب بالتفوق، ولما بذلاه من سهر وجهد وإخلاص مع أبنائهما، والطالب المتوسط أوالضعيف عليه أن يترك اللعب واللهو وعدم ضياع الوقت هباء، فالوقت من ذهب، ولابدّ أن يضع في اعتباره أنه لكل مجتهد نصيب، وعلى كل طالب إثبات وجوده بين زملائه ومدرسيه وليعمل المستحيل ليعوّض ما قصر فيه من مواد خلال امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول، فإذا اجتهد وجد وذاكر فلن يخزيه الله أبداً، وإن شاء الله سيعوضه عما فقده من درجات في الفصل الدراسي الأول، فيسعدني أن أبارك نجاحكم أيها الطلاب في النصف الأول من العام الدراسي، مع دعائي لكم بالتوفيق والسداد.

ولا ننسى مجهود كل ولي أمر لاهتمامه بأبنائه ومتابعتهم وحرصه على تفوقهم ونجاحهم، فالكل مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى عن عمله ومجهوده دون كسل أو تهاون، ومع استئناف الدراسة في جميع المدارس حكومية وخاصة، سيعود الطلاب إلى مقاعدهم الدراسية وستحاول كل أسرة توفير الجو المناسب لأبنائها لتحقيق التفوق والنجاح اللذين هما أمل وأمنية كل أسرة لأبنائها، والتفوق لا يتحقق بالأماني ولكن بالجهد والعمل الدؤوب لتحصيل العلم والتميز، وهناك قواعد وأسس وعوامل عديدة منها أمور تتعلق بالطالب ذاته من البيئة المحيطة به مثل الأسرة أو المدرسة والمُجتمع.

بالنسبة للأسرة فوصيتي لكل ولي أمرالعمل أن يكون عوناً لأبنائه في المدارس وتعزيز الجوانب الإيجابية في شخصية أبنائه الطلاب، وحل مشاكلهم الشخصية باستخدام أسلوب الإقناع في توجيه وتربية أبنائه وعلى كل ولي أمر متابعة أبنائه في مدارسهم بالتواصل المستمرّ مع المدرسة ليعرف مستواهم التعليمي والسلوكي في المدرسة، فالطالب عندما يعلم أن ولي أمره حضر إلى المدرسة للسؤال عنه سيكون فرحاً ومبتهجاً، لأنه يشعر أن هناك من يهتم به ومن يتواصل مع معلميه ومع الهيئة الإدارية بالمدرسة.

أما بالنسبة للمدرسين التربويين فعليهم الحرص على نجاح العملية التعليمية وتخريج طلاب متميزين ومحاولة تنمية مهاراتهم العلمية وتوفير كافة الإمكانات أمام الطلاب لتحصيل العلم لمواكبة العصر، وعلينا تطوير أساليب التدريس وتنوعها وعلى كل مدرسة خلق بيئة تعليمية مناسبة لجميع الطلاب، ومتابعة غياب الطالب وضرورة التواصل المستمرّ مع ولي أمر الطالب الغائب وبصفة مستمرة، ولا يسمح بالغياب إلا لظرف مرضي أو لظرف طارئ، ومنع الإدارة المدرسية غياب الطلاب، وعليها تطبيق لائحة الضبط السلوكي بالنسبة للغياب والهدف من ذلك الحرص على نجاح العملية التعليمية وتوفير كافة الإمكانات لتحصيل العلم ومواكبة العصر، ولابدّ من التواصل والمُشاركة الإيجابية مع أولياء الأمور وحتى يكونوا على دراية كاملة بالمستوى التعليمي والسلوكي لأبنائهم، فتعاون المدرسة مع الأسرة له الأثر الطيب نحو نجاح العملية التعليمية.

إن دولة قطر تولي اهتماماً خاصاً بمُستوى التعليم بقيادة حضرة صاحب السموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدّى، حفظه الله ورعاه، وانطلاقاً من إيمان الدولة بالتعليم، حيث إنه مفتاح التنمية، فاهتمت بالارتقاء بمستوى التعليم وإتاحة الفرصة للجميع من المواطنين أوالمقيمين للحصول على التعليم المتميز ولا ننسى دور سعادة وزير التعليم والقائمين بالعملية التعليمية بالوزارة، ودور الإدارات المدرسية ومدرسيها، فالكلّ يسعى إلى تحسين وتقدّم وتنوّع التعليم بالدولة، والله ولي التوفيق.