المنبر الحر

السلام الداخلي للإنسان

بقلم – عائشة العلي

اليوم لا أريد أن أتحدث عن السلام بمعناه المتعارف عليه، وهو توقف الحرب التي استمرّت فترة طويلة خلفت وراءها قتلى وجرحى وأسرى ليحل السلام بعد إصرار قوات الدفاع وإيمانهم بأنهم قادرون على تخليص أبناء وطنهم من بطش العدو، فكل يوم نستمع لهذا السيناريو في التلفاز، وأحياناً نقرأه ونحن نقلب صفحات الجرائد اليومية أو نستمع إليه في طريقنا إلى العمل، سأترك هذا الموضوع لأهل الاختصاص وسأتحدّث عن السلام الداخليّ.

السلام الداخلي الذي يجعلنا نستمتع بتفاصيل الحياة البسيطة.. هذه النعمة التي وهبنا الله إياها من دون أن نشعر، الكثير منا قد يجد السلام مع إشراقة شمس الصباح.. أو باحتساء كوب من القهوة الداكنة مع قطعة من الشكولاته بالحليب، أو بقراءة كتاب يتقمص شخصية البطل ويعيش روح المغامرة التي قد لا يستطيع أن يعيشها بالحياة الواقعية.

وقد يكون السلام الداخلي عند الأب بمراقبة أطفاله وهم يلعبون ليرسم لهم مستقبلاً باهراً وربما يأخذه الخيال إلى يوم حفل تخرجهم بدرجة البكالوريوس ويراهم والفرحة تعتريهم.

الرسام يجد راحته في لوحة دمج ألوانها فاختلطت سعادته بها لتظهر بالشكل النهائي، كما تمناها وربما الراحة بوجه من يحب، بالخطوط التي تزين جبهته، بابتسامته التي يتمنى أن تدوم لآخر العمر، بالشامة التي تزين أنفه، بدفء قلبه. أمثلة كثيرة فلكلٍ منا ما يسعد خاطره، فنحن من يصنع السعادة لأنفسنا بالحبّ الذي لانهاية له، فقط أن نستيقظ كل يوم ونحن لم نظلم ولم نجرح ولم نكن سبباً بحزن أحد، ونعيش بسلام داخلي مع أرواحنا ومن يحيط بنا.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X