صفحات منوعة
عدد الطلاب ضحايا الهجمات يتراوح بين 113 و163

مدارس أمريكا تغرق في دماء الطلاب

2018 أسوأ الأعوام في حوادث إطلاق النار فيها

دعوات لإبقاء السلاح بعيداً عن المدارس.. ومطالب أخرى بزيادته للدفاع عنها

واشنطن – بي بي سي:

يعتبر 2018، أسوأ الأعوام في حوادث إطلاق النار في المدارس الأمريكية حتى الآن، فقد قُتل وجرح خلال الحوادث عدد كبير من الطلاب يتراوح بين ١١٣ طالباً -حسب إحصاء مجلة Education Week التي تهتم بشؤون التعليم- و163 طالبا حسب البيانات الصادرة عن المركز الأمريكي للأمن والدفاع الوطني والوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، وهما يستخدمان طرقا مختلفة لتعريف حوادث إطلاق النار في المدارس ورصدا وقوع ٩٤ حادثا.

وتقول ليزلي ماكسويل، مساعدة مدير تحرير المجلة إن 2018 كان نشازاً بالتأكيد مع وجود حادثي إطلاق نار كبيرين أديا إلى مثل هذه الزيادة السنوية في الخسائر البشرية، فقد قُتل سبعة عشر شخصاً في مدرسة ثانوية في باركلاند بفلوريدا، وفي مدرسة ثانوية أخرى قرب هيوستن بتكساس، قتل عشرة أشخاص في هجومين صبيان مراهقان.

وكانت هناك حملات من أجل تشديد الرقابة على حمل السلاح ولكن على الطرف الآخر من النقاش هناك دعوات لمزيد من الأسلحة كي توضع في أيدي المدرسين وطواقم المدارس.

وفيما تصدرت حوادث إطلاق النار الجماعي عناوين الأخبار حول العالم، مرت الغالبية العظمى من تلك الحوادث مثيرةً اهتماماً أقل بكثير، وتتضمن حوادث إطلاق النار قائمة قاتمة من المراهقين والأسلحة النارية والضحايا الأبرياء، مرتكبو الحوادث صغار في السن حيث يمكن أن يكونوا حتى في الثانية عشرة إلا أنهم في الغالب في السادسة عشرة والسابعة عشرة، عدم اليقين بشأن عدد حوادث إطلاق النار بالمدارس قد يعود أيضاً إلى الاختلاف في تعريف هذه الحوادث.

تقوم المجلة التعليمية باحتساب فقط الحوادث التي ينجم عنها ضحايا وتقع داخل المباني المدرسية وترتكب خلال ساعات الدوام المدرسي وحيث يكون هناك ضحية بخلاف مرتكب الحادث.

أما مركز الأمن والدفاع عن الوطن فلديه مقياس مختلف فهو يقوم باحتساب حوادث إطلاق النار في المدارس بصرف النظر عن التوقيت أو وقوع ضحايا.

هذا المقياس الأوسع سجل حتى الآن ٩٤ حادث إطلاق نار مدرسي في عموم الولايات المتحدة وهو ما يشكل زيادة كبيرة عن السجل الأعلى السابق وهو ٥٩ حادثاً تم تسجيلها في عام ٢٠٠٦، ووفقاً لهذا المقياس، فإن عام ٢٠١٨ كان أيضا الأسوأ من حيث عدد الجرحى والقتلى في هذه الحوادث حيث بلغ عددهم ١٦٣ شخصاً مقارنةً بالسجل الأعلى السابق والذي بلغ ٩٧ شخصاً في عام ١٩٨٦.

كما يظهر أيضاً الزيادة الكبيرة على مدار العقود حيث لم يتجاوز العدد السنوي للضحايا في عقد السبعينيات ٣٥ ضحية وهو نحو خمس عدد ضحايا هذا العام.

البيانات الخاصة بخمسة عقود من إطلاق النار في المدارس تظهر أن معظم مرتكبي الحوادث تكون أعمارهم ١٦ أو ١٧ كما أنه من المحتمل جداً أن يكونوا ذكوراً، ولا تكون الهجمات في الغالب عشوائية بل عادةً ما تكون نتيجة تصعيد لخلاف أو حادث مرتبط بالعصابات.

ولكن إلى جانب تتبعها للأرقام المتعلقة بإطلاق النار في المدارس، تراقب ليزلي ما يحدث بعد هذه الحوادث، وتقول إن المدارس التي تقع فيها الحوادث تشهد دورة من العواطف القوية والمتناقضة، ففي البداية وإلى جانب مشاعر الحزن الكبير يكون هناك حس التوحد بين أطياف المجتمع، ولكن هذا من الممكن أن يعقبه انقسامات وتشرذم حيث تسعى العائلات للحصول على إجابات وعن أشخاص يتحملون مسؤولية فقدانهم للضحايا، وتشير إلى أن ذلك قد يتضمن شعورا بالغضب إزاء السلطات والأوضاع بدلاً من الإجماع على ما يتوجب عمله في المرحلة التالية. لا يوجد أيضاً اتفاق على المستوى الوطني حول كيفية الرد على حوادث إطلاق النار في المدارس حيث ما تزال الآراء على حالها من الانقسام كما كان الأمر في بداية العام، فهناك دعوات لإبقاء السلاح بعيداً عن المدارس فيما يدعو آخرون لاستخدام مزيد من الأسلحة للدفاع عن المدارس.

تقول ليزلي: لم يتغير شيء، نشعر أن الغالبية الكاسحة من المعلمين لا يرغبون في التسلح وسواء كان الأمر متعلقاً بطفل أو سبعة عشر طفلاً يظل فظيعاً ومأساوياً ونحن في حاجة إلى نقاش عميق حول سبل وضع نهاية له، ولكن حتى الآن لا يوجد أي إشارة حول اتفاق لسبل تحقيق ذلك.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X