متابعة – صفاء العبد :

يبحث العنابي غدًا عن ثلاث نقاط في غاية الأهمية عندما يواجه منتخب كوريا الشمالية عند الساعة الثانية ظهرًا على استاد خليفة بن زايد بنادي العين في ثاني مبارياته ضمن منافسات المجموعة الخامسة لنهائيات بطولة أمم آسيا لكرة القدم والمتواصلة حاليًا في الإمارات.

وتأتي أهمية هذه المباراة من كونها يمكن أن تحسم تأهل العنابي إلى دور الستة عشر من البطولة بعد أن كان قد أنهى مباراته الأولى بالفوز على لبنان بهدفين نظيفين الأربعاء الماضي في حين كان المنتخب الكوري الشمالي قد بدأ رحلته مع هذه النسخة من البطولة بهزيمة رباعية قاسية أمام المنتخب السعودي الثلاثاء الماضي.

ومع أن التعادل في مواجهة يوم غد يمكن أن تصب في مصلحة العنابي لأنه يبقيه على الأقل في مركزه الثاني الذي يشغله حاليًا في ترتيب المجموعة إلا أن ذلك يمكن أن يصعب مهمته أو يدخله في حسابات غير مرغوب فيها على صعيد منافسات المجموعة على اعتبار أن خروج المنتخب الكوري بنقطة التعادل هذه سيبقي آماله قائمة قبل مباراته الثالثة والأخيرة أمام منتخب لبنان الخميس المقبل.

أما الفوز فإنه يعني أن حسم التأهل بشكل نهائي خصوصًا إذا ما فاز المنتخب السعودي هو الآخر على لبنان في المباراة التي ستجري غدًا أيضا عند الساعة السابعة مساء .. وفي الحقيقة فإن المؤشرات هنا ترجح كفة العنابي أمام كوريا الشمالية عطفًا على الصورة التي أظهرها الأخير أمام السعودية في مباراته الأولى غير أن ذلك لا يمكن أن يكون كافيا للحكم المسبق على ما يمكن أن يحدث غدًا لا سيما أن المنتخب الكوري سيخوضها وفق مبدأ أكون أو لا أكون لأن فرصته في الإبقاء إمكانية تأهله يعتمد على نتيجة هذه المباراة تحديدًا إذ بدون الفوز لا يمكن له إلا أن يأمل بفرصة وحيدة تتمثل بالحصول على إحدى بطاقات أفضل ثالث في المجموعات الست إذا ما نجح لاحقًا في اجتياز الحاجز اللبناني.

وفي كل الأحوال نقول إن العنابي سيكون مطالبًا غدًا بالكثير من الحذر وإن عليه أن يتعامل مع منافسه بأعلى درجات الجدية وأن لا يحكم عليه من خلال خسارته الرباعية في مباراته الأولى إذ كلنا نعلم بأن المنتخب الكوري الشمالي هو أفضل بكثير مما كان عليه أمام السعودية وأن لديه من الإمكانات ما يؤهله لتقديم صورة أفضل غدًا وذلك ما يجب أن يتوقعه لاعبونا بعيدًا عن أي تهاون أو اعتقاد بسهولة هذه المواجهة.

كما أن على لاعبينا أن يدركوا أيضا بأن المنتخب الكوري الشمالي يبحث عن التعويض وهو يتمسك بفرصته بكل قوة لذلك فإن المتوقع هو أن يظهر بمستوى مختلف هذه المرة لا سيما أنه من المنتخبات التي لا تستسلم بسهولة.. من هنا نقول إن مباراة يوم غد لن تكون سهلة كما يراها البعض وإنما هي مرشحة لان تكون في غاية القوة بحيث تتطلب من لاعبينا بذل قصارى الجهود بحثا عن فوز لابد منه على طريق التأهل المبكر عن هذه المجموعة.

ومع التسليم في إمكانية أن نشهد المنتخب الكوري الشمالي بصورة مختلفة ومغايرة لتلك التي كان عليها في مباراته الأولى أمام السعودية إلا أننا نرى أن العنابي يبقى هو الأرجح والأكثر قربًا من حسم المباراة لمصلحته إذا ما تمكن لاعبونا من الارتقاء بإمكاناتهم الى مستوياتهم المعروفة .. وهنا نتحدث عن المستوى الحقيقي للاعبينا وهو المستوى الذي كانوا عليه في الشوط الثاني من مباراتهم السابقة أمام لبنان .. بمعنى أن على لاعبينا ان يتجاوزا ما حدث من بعض الاخطاء التي حدثت في الشوط الاول من تلك المباراة والذي انتهى بالتعادل السلبي قبل أن يعود العنابي ليحسمها في الشوط الثاني من خلال هدفي المتألقين بسام الراوي والمعز علي ..

ومثلما ننتظر من لاعبينا أن يكونوا في أفضل حال ليس في شوط واحد فقط وإنما في كلا الشوطين كذلك ننتظر من الجهاز الفني بقيادة الإسباني سانشيز أن يكون قد قرأ المنتخب الكوري الشمالي جيدًا وعرف نقاط قوته وضعفه وأن ينجح في استثمار نقاط الضعف تلك بصورة سليمة جدًا وخصوصًا ما يتعلق بالثغرات التي عانى منها الكوريون في خط الظهر وفي كيفية استثمار ذلك من خلال التوغلات الجانبية التي يمكن أن ينشط فيها الهيدوس وأكرم عفيف على وجه التحديد.

غير أننا وفي ذات الوقت يجب أن نكون في غاية الحذر من سرعة التحول الهجومي لدى هذا المنتخب خصوصًا وأنه يمتلك أكثر من لاعب من اللاعبين الذي يتميزون بالسرعة الأمر الذي يمكن أن يكون سلاحًا مهمًا عندهم من خلال الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة وهو ما يجب أن ينتبه له لاعبو الارتكاز بالدرجة الأولى وكذلك بالنسبة إلى قلبي الدفاع أيضًا.

نقول إن كل المؤشرات تذهب إلى ترجيح كفة العنابي في هذه المواجهة وإمكانية حصوله على النقاط الثلاث لكن ذلك يجب أن لا يكون مدعاة لأي تساهل وأن نحرص على أن تكون الجدية واحترام المنافس حاضرًا بكل قوة ولكن في حدود الواقع وليس أكثر بحيث لا يؤثر ذلك على ضرورة الاستثمار الأمثل لأرجحيتنا في هذه المواجهة المهمة .

ترقب كبير للمواجهة العاشرة

تحمل مباراة يوم غد الرقم (10) في تاريخ المواجهات التي جمعت بين المنتخبين منذ عام1989 .. ففي ذلك العام التقى المنتخبان في تصفيات كأس العالم وفازت كوريا الشمالية (2 – صفر) ثم عادت لتسجل فوزها الثاني في ثاني لقاء بينهما في الثامن عشر من ابريل عام 1993 وكان بنتيجة (2 – 1) ضمن تصفيات كأس العالم أيضا.

وفي الثاني من مايو للعام نفسه تعادل المنتخبان (2 – 2) في حين كان اول فوز لقطر قد تحقق في مباراة ودية في الرابع والعشرين من اغسطس لعام 2008 وانتهى بنتيجة (2 – 1) قبل أن تعود كوريا الشمالية لتفوز في المواجهة الخامسة وبهدف وحيد في الثلاثين من ديسمبر عام 2009 ضمن بطولة الصداقة الدولية بالدوحة وهي نفس النتيجة التي كرر فيها الكوريون فوزهم في المباراة الودية اللاحقة بعد نحو عام كامل.

أما ثاني فوز للعنابي فقد تحقق في تلك المباراة الودية التي جمعت بينهما في الدوحة في السادس من نوفمبر لعام 2014 وكان بنتيجة (3 – 1) ، وهي اكبر نتيجة في تاريخ لقاءات المنتخبين اللذين عادا ليتعادلا (2 – 2) في آخر مواجهة جمعت بينهما في السادس من يونيو عام 2017 .

العنابي يتقدم على الكوري بالتصنيف العالمي

في أحدث تصنيف عالمي للفيفا شغل العنابي المركز (93) بينما حل منتخب كوريا الشمالية بالمركز (109)..

ورغم هذا الفارق على مستوى التصنيف العالمي إلا أننا نعود لنؤكد بأن ذلك ليس معيارًا مهمًا للحكم على ما يمكن أن تنتهي إليه مباراة يوم غد .. فالمعيار الحقيقي هنا هو حجم العطاء الذي يقدمه كل منتخب خلال المباراة.