الراية الإقتصادية
انقسمت بين مؤيد ومعارض وتصر على اتفاق

أوروبا: رفض البرلمان البريطاني لبريكست يزيد المخاطر

إسبانيا: الخروج سيكون سلبياً لأوروبا وكارثياً لبريطانيا

ماكرون: 70 % من إمدادات المتاجر البريطانية من أوروبا

بروكسل  وكالات:

اعتبر الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء أن رفض البرلمان البريطاني الاتفاق المبرم بين لندن وبروكسل حول بريكست يزيد من مخاطر خروج بريطانيا من التكتل بدون اتفاق.

ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود-يونكر بريطانيا إلى توضيح نواياها في أسرع وقت ممكن. مؤكداً أنه لم يعد هناك الكثير من الوقت. وأضاف: اتفاق الخروج هو تسوية منصفة ويشكل أفضل اتفاق ممكن. ويحدّ من الآثار المسيئة لبريكست على المواطنين والشركات في مجمل أنحاء أوروبا. كما أنه يشكل الحل الوحيد لضمان خروج منسق لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتابع: مخاطر خروج بريطانيا بشكل غير منظم تزايدت مع التصويت. ورغم أننا لا نرغب بمثل هذا الاحتمال، إلا أن المفوضية الأوروبية ستواصل أعمالها بشكل طارئ للمساعدة في ضمان أن يكون الاتحاد الأوروبي مستعداً بشكل كامل لذلك.

ومن جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: إذا كان من المتعذّر التوصّل إلى اتفاق، ولا أحد يريد أن يكون هناك أي اتفاق، إذن من سيتحلى بالشجاعة لقول ما هو السبيل الوحيد الإيجابي؟. فيما أشار كبير المفاوضين الأوروبيين حول بريكست ميشال بارنييه إلى أن مخاطر خروج بريطانيا بدون اتفاق لم تكن أعلى مما هي عليه الآن، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي سيبقى موحداً ومصمماً على التوصل إلى اتفاق.

ألمانيا وتمديد موعد الخروج

وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل معارضتها إعادة التفاوض بشأن اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأبلغت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني بذلك. واعتبر وزير الخارجية الألماني هيكو ماس أن تأخير موعد بريكست إلى ما بعد 29 مارس لن يكون له أي معنى بعد تصويت البرلمان البريطاني. وقال ماس: إنه سيكون هناك معنى لتمديد الموعد فقط إذا كان هناك سبيل لبلوغ هدف التوصّل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. وأضاف: في الوقت الراهن، ليس هناك غالبية في البرلمان البريطاني تؤيد وجهة النظر هذه. وأشار أولاف شولتس نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أن ما حدث يوم مرير لأوروبا. جميعنا مستعدون بشكل جيّد، لكنّ بريكست قاسياً سيكون الخيار الأقل جاذبية للاتحاد الأوروبي وبريطانيا. وأعربت أنجريت كرامب-كارنباور زعيمة الحزب الديموقراطي والخليفة المحتملة لميركل عن الأسف العميق للقرار البريطاني. وكتبت على تويتر: بريكست قاسٍ سيكون أسوأ الخيارات، وحضّت الشعب البريطاني على عدم التسرّع في أي شيء.

فرنسا: الاتفاق غير قابل للتفاوض

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الضغط بات لديهم في إشارة الى البريطانيين. وقال: يجب في مطلق الأحوال أن نتفاوض معهم حول فترة انتقاليّة لأن البريطانيين لا يمكنهم تحمل أن تتوقف الطائرات عن الإقلاع أو الهبوط على أراضيهم كما أن متاجرهم تؤمن إمداداتها بنسبة 70% من أوروبا القاريّة. وقال ماكرون: إن اتفاق الانسحاب الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو أفضل اتفاق محتمل و ليس قابلاً للتفاوض وذكر المتحدّث باسم الحكومة الفرنسية بنجامين جريفو، أن فرنسا تتوقع أن توضح الحكومة البريطانية رؤيتها بشأن تطوّر المراحل القادمة لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد التصويت في البرلمان البريطاني. وأكدت الوزيرة الفرنسية المكلفة بالشؤون الأوروبية ناتالي لوازو بأن إرجاء موعد بريكست المقرّر في 29 مارس ممكن قانونياً وتقنياً إذا طلب البريطانيون ذلك. وقالت: حالياً ليست سوى فرضية، لأن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لم تطلب ذلك أبداً ولا فعل أحد من أوساطها.

إيطاليا منفتحة على كل السيناريوهات

أما الحكومة الإيرلندية فقد أعلنت أنها ستكثف استعداداتها لاحتمال حصول بريكست بدون اتفاق. وقال بيان صادر عن دبلن: للأسف، نتيجة التصويت تزيد من مخاطر بريكست غير منظّم. وبالتالي، فان الحكومة ستستمر بتكثيف استعداداتها لمثل هذه النتيجة. وشدّد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على أن خروجاً غير منظم سيكون سلبياً للاتحاد الأوروبي وكارثياً لبريطانيا. وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي: نحن في انتظار أن توضح الحكومة البريطانية نواياها للمرحلة المقبلة، ستواصل الحكومة الإيطالية العمل بشكل وثيق مع المؤسسات والدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي للحدّ من العواقب السلبيّة لبريكست. وأضاف: إن إيطاليا تواصل وتكثف جهودها لكي تكون مستعدّة لكل السيناريوهات بما يشمل سيناريو خروج بدون اتفاق في 29 مارس. واعتبر المستشار النمساوي سيباستيان كورتز أنه في مطلق الأحوال، لن يكون هناك إعادة تفاوض على اتفاق الخروج.

في ردود فعل للصحافة البريطانية والعالمية

قلق عالمي بعد الهزيمة المذلة لتيريزا ماي

لندن  أ ف ب: اعتبرت الصحافة العالميّة أمس أن بريطانيا تواجه كارثة بسبب المسؤولين السياسيين الذين لم يكونوا على مستوى المسؤولية بعد رفض البرلمان اتفاق بريكست فيما شدّدت الصحف البريطانية من جهتها على الهزيمة المذلة لرئيسة الحكومة تيريزا ماي. وكتبت صحيفة «ديلي ميرور»، «لا اتفاق، لا أمل، لا فكرة، لا ثقة». من جهتها كتبت صحيفة «ذي صن» الأكثر مبيعات بين الصحف البريطانية فوق رسم كاريكاتوري لرئيسة الوزراء إن «اتفاق ماي حول بريكست انتهى بالكامل».. وكتبت صحيفة «ديلي اكسبرس»، «ذهول»، مضيفة: لقد آن الأوان للنواب لكي يؤدوا واجبهم ويعملوا مع تيريزا ماي على اتفاق يرضي ال 17.4 مليون شخص الذين صوّتوا لصالح بريكست. وعنونت صحيفة «تلغراف» «إذلال تام» وكتبت: يجب لأن تستعيد الحكومة ثقة مجلس النواب وأن تعيد النظر في الاتفاق وأن تظهر موحدة أمام الأوروبيين. وتحدثت «ذي جارديان» عن «هزيمة تاريخيّة»، مضيفة إن «رئيسة الوزراء تتولى قيادة حزب منقسم والبلاد تتمون من المواد الغذائية والأدوية كما وكأنها تستعد للحرب». من جانبها كتبت صحيفة «فايننشال تايمز» أن التصويت يرغم ماي على خوض سباق مع الزمن وهزيمتها تدخل المقاربة الأوروبية لبريكست في فوضى.

وكتبت صحيفة «بيلد» الألمانية، أنه في بريطانيا، موطن الديموقراطية لقد انتهى الأمر. من الواضح أن السياسيين البريطانيين سواء كانوا من الحكومة أو المعارضة، ليسوا على مستوى القرار التاريخي الواجب اتخاذه. وفي إيطاليا، كتبت صحيفة «لاريبوبليكا»، «في هذه المرحلة من الضروري عرض خطة بديلة». وقالت إن الدول ال27 يمكن أن يمهلوا لندن ثلاثة إلى تسعة أشهر للخروج من المأزق وتجنب الخروج بدون اتفاق ما قد يترك عواقب دراماتيكيّة على الطرفين.

وفي فرنسا، كتبت صحيفة «لوباريزيان» أن «خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بات يشبه بشكل متزايد حل لغز».

ومن الصحف الإسبانية رأت صحيفة «ايل باييس» إنه مع تبدد الأرضية الصُلبة لما كان يعتبر أفضل اتفاق ممكن، نحن نغامر في مياه مضطربة نحو المجهول، مضيفة إن هزيمة ماي الساحقة تفاقم أزمة بريكست.

وفي الولايات المتحدة، كتبت صحيفة «واشنطن بوست» إن بريكست عطل النظام السياسي البريطاني، والأفضل الآن سيكون تنظيم استفتاء آخر لكن هذه المرة سيكون بإمكان الناخبين الاختيار عملاً بالشروط والكلفة المعروفة للاتفاق بدلاً من وعود واهية قدمت في العام 2016.

الغموض يحيط بأوساط المال البريطانية

لندن  أ ف ب: ساد هدوء غريب أسواق المال البريطانية أمس إثر الرفض الواسع للنواب البريطانيين لاتفاق بريكست الذي يثير أعلى درجات القلق في عالم الشركات. وشهدت بورصة لندن تراجعاً بنسبة 0،65 % بعد تردد في المبادلات الأولى. كما راوح الجنيه الإسترليني مكانه تقريباً أمام اليورو والدولار، وذلك بعد أن خسر أكثر من واحد بالمئة قبل أن يتعافى مجدداً.

وقال مارك كارني حاكم بنك إنجلترا: السوق بحالة انتظار، ويبدو أنه هناك بعض التخمينات بشأن تمديد مسار بريكست وتراجع في أفق غياب الاتفاق. وتعززت البورصة بأسهم أكثر ارتباطاً بالاقتصاد البريطاني التي ستخسر كثيراً في حال الخروج دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي.

وطمأن وزير المالية البريطاني فيليب هاموند الشركات أثناء مؤتمر بالهاتف. وأكد الوزير أنه يمكن تفادي بريكست دون اتفاق من خلال توقع تأجيل موعد بريكست.

وقال كونور كامبل المحلل المالي في لندن: يسود الأسواق البريطانية هدوء غريب. وكان ذلك واقع الحال صباح أمس خصوصاً في قاعة أسواق الوسيط أي جي بقلب مدينة لندن الماليّة بعد تصويت معروفة نتائجه مسبقاً، حيث حافظ المتعاملون على هدوئهم. وقال المحلل المالي غاسبر لولر: بالنظر إلى مستوى الشك بشأن السياسة البريطانية وبريكست، لا نتوقع أن يرتفع الجنيه الإسترليني.

جونسون يدعو ماي لإعادة التفاوض

لندن  د ب أ: دعا وزير الخارجية البريطاني السابق، بوريس جونسون، رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى إعادة التفاوض مع بروكسل بشأن اتفاق للخروج من الاتحاد الأوروبي. وأضاف جونسون في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): أعتقد أن هذا الاتفاق وصل إلى نهايته. وتابع: إن العدد الكبير من الأصوات الرافضة للاتفاق يمنح ماي تفويضاً للعودة إلى بروكسل لإعادة التفاوض حول اتفاق الانسحاب. وأوضح أنه ينبغي على بريطانيا أن تستعدّ لخروج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق بشكل أكثر حماسة من أي وقت مضى.

بعد أكبر هزيمة لحكومة بريطانية

جولدمان ساكس يتوقع تأخير موعد الخروج

لندن  وكالات: قال بنك جولدمان ساكس أمس إن الهزيمة التي مُني بها اتفاق رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي في البرلمان تجعل التوصّل لاتفاق أقل حدة وتأخير موعد الخروج أو حتى عدم الخروج على الإطلاق أمراً أكثر ترجيحاً. وكتب أدريان بول الخبير في الاقتصاد الأوروبي بالبنك في مذكرة: نعتقد أن إمكانية الخروج من الاتحاد الأوروبي «بلا اتفاق» تضاءلت بشكل أكبر. والبنك متمسك بالسيناريو الخاص به بأن التوصل «لبديل مشابه» للاتفاق الحالي سيحصل في نهاية الأمر على أغلبية في مجلس العموم. ورفض البرلمان البريطاني بفارق كبير الاتفاق الذي أبرمته ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي، مما يثير اضطراباً سياسياً قد يؤدّي إلى خروج البلاد من الاتحاد دون اتفاق أو حتى عدم الخروج. ففي أكبر هزيمة تلحق برئيس حكومة في بريطانيا في التاريخ الحديث، صوّت مجلس العموم بغالبية 432 صوتاً مقابل 202 ضد الاتفاق بشأن بريكست الذي توصلت إليه رئيسة الحكومة تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي، ما دفع المعارضة إلى تقديم مذكرة لطرح الثقة بحكومتها أمس.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X