الراية الرياضية
الأدعم يقلب التوقعات ويقدم نفسه بصورة البطل

حققنا المهم والقادم أصعب وأهم

كل المؤشرات تؤكد أن العنابي هو المنتخب الأكثر تطوراً وتصاعداً في آسيا

نمتلك الهجوم الأقوى في البطولة .. والأهداف العشرة في 3 مباريات تؤكد ذلك

سانشيز يراهن على خيارات متعددة تمكنه من اللجوء إلى طرق لعب مختلفة

الإيجابيات أكثر من أن تحصى والملاحظات محدودة جداً وثقتنا بالمنتخب تتصاعد

متابعة – صفاء العبد:

أكّد الأدعم أنه ماضٍ بقوّة في الطريق الصحيح، ليس فقط على مُستوى مشاركته الحالية في بطولة أمم آسيا، وإنما أيضاً على مُستوى رحلته المُتواصلة مع عملية البناء والتجديد، حيث نجح حتى الآن في تقديم نفسه بأفضل صورة في البطولة القارية، محققاً ثالث انتصار على التوالي ليتصدر مجموعته الخامسة بالدرجة الكاملة ويتأهل بالبطاقة الأولى إلى دور الستة عشر ضارباً موعداً مع شقيقه العراقي الذي سيُقابله يوم الثلاثاء المُقبل.

وكان فوزه الثالث هذا في البطولة بطعم الشهد، ليس لأنه تغلّب فيه على الأخضر السعودي بهدفين نظيفين فقط وإنما لأنه أكّد ثبات خُطواته المُتصاعدة ورسوخها، وبالتالي فإنه قدّم نفسه بصورة بطل حقيقي استطاع أن يقهر أحد المنتخبات الاكثر فوزاً باللقب الآسيوي، ومن بين أكثرها حضوراً في نهائيات كأس العالم.

وفي الحقيقة، إنّ العنابي كان قد نجح حتى الآن في قلب كل التوقعات بما قدمه من عروض رائعة عكست سلامة منهج إعداده تحت قيادة مدرب مجتهد يثبت كل يوم جدارته وكفاءته وتميّزه في عالم التدريب .. فالإسباني سانشيز يسير بالعنابي على طريق التطوّر بكل هدوء وبعيداً عن الضجيج، ويؤكّد في كل مرة أن لديه الكثير من الجديد الذي يمكن أن يفاجئ به الآخرين سواء من خلال هذه البطولة أو من خلال القادم من استحقاقاته في مشاركاته الخارجية، مثلما يؤكّد أنه قد حقّق مع منتخبنا حتى الآن تصاعداً أثبت أنه المنتخب الأكثر تطوراً في آسيا.. وفيما يخصّ مباراة أمس الأول كان الأدعم أكثر من رائع في كل التفاصيل.. كان صلباً في تنظيمه الدفاعي وخطيراً في تحركاته الهجومية وحيوياً في وسطه.. فعلى المستوى الدفاعي تمكّن لاعبونا من أن يزيحوا كل المخاوف التي انتابتنا عندما وجدنا أن سانشيز قد اختار أن يلعب بثلاثة مدافعين مع ظهيرين وهي طريقة غير مُعتادة للعنابي، ولم يلجأ إليها إلا قليلاً في تجاربه العديدة التي خاضها قبل هذه البطولة.. ومع ذلك فقد كان التطبيق سليماً جداً بحيث تمكّن من خلاله أن يجرد المنتخب السعودي من خطورته الهجومية التي سبق أن أفصح عنها من خلال مباراتيه السابقتين عندما تغلّب على كوريا الشمالية برباعية نظيفة وعلى لبنان بهدفين دون ردّ.. وهنا نشير تحديداً إلى الدور الفاعل الذي لعبه بوعلام خوخي في مركز الليبرو، وتمكّنه من إسقاط العديد من المحاولات التي ركزت على الاختراق في عمق الملعب، مثلما نشير أيضاً إلى حيوية زميليه بسام الراوي، وطارق سلمان اللذين لعبا إلى جانبه في مركز المساك ليؤدّي كل منهما دوره بأفضل ما يمكن ويثبتا مرة أخرى أن حيوية الشباب يمكن أن تتفوق على الخبرة الطويلة مثل تلك التي كان يراهن عليها السعوديون.. وإلى جانب ذلك فقد كان الظهيران عبدالكريم حسن، وبيدرو قد نجحا بدرجة عالية في تأدية واجباتهما بمواجهة التوغلات الجانبية التي يتميز بها المنتخب السعودي، وخصوصاً في جبهته اليمنى تحركات محمد البريك، وهتان سلطان، ويحيى الشهري، وجميعهم عانوا كثيراً في مساعيهم لترجمة تحركاتهم بالشكل المطلوب بسبب ما كان يواجههم من صلابة دفاعية أظهرها كيمو، وبيدرو.

أما في الأمام فقد عاد المعز علي ليلفت كل الأنظار متحدياً كل ما فرض عليه من رقابة مشددة مترجماً بذكائه ومهاراته العالية ما كان يحظى به من دعم كبير من زميليه أكرم عفيف، وحسن الهيدوس، ومن خلفهما نجمنا المتألق عبدالعزيز حاتم الذي يؤكّد المرة تلو الأخرى أنه يمرّ في أفضل حالاته الفنية والبدنية.. وبسبب من كل تلك التحركات كان الدفاع السعودي قد ظهر وكأنه يعاني كثيراً وبطريقة لم يألفها في مبارياته السابقة، حيث وجد نفسه مكشوفاً تماماً لتتهاوى كل تلك الطروحات التي كانت تتحدث عن صلابته عطفاً على حفاظه على نظافة شباك مرماه أمام كوريا الشمالية ولبنان إذ اهتز كثيراً هذه المرة ليصاب مرماه مرتين، وأخرى ثالثة ألغاها حكم المباراة وسط استغراب الجميع، إضافة إلى رابعة كان يمكن أن تزيد من غلتنا التهديفية لولا إهدار الهيدوس ركلة الجزاء التي حصل عليها العنابي قبل نهاية الشوط الأوّل.

وإذا ما كنّا نشيد هنا بكل ما قدّمه العنابي في الدور الأول من البطولة وفي مباراة أمس الأول تحديداً فإننا لابد من أن نشبر إلى أننا نبقى بانتظار الأفضل من لاعبينا في منطقة العمليات .. وفي تقديرنا أن الملاحظات التي أفرزتها مبارياتنا الثلاث السابقة بخصوص تحركات لاعبينا في هذه المنطقة الحيوية قد أخذت طريقها بكل تأكيد إلى مفكرة الجهاز الفني الذي يبحث دائماً عن الأفضل، مثلما يبحث عن معالجات جادة وسريعة لأي خلل يمكن أن يحدث على المستوى التكتيكي أو على مُستوى تنفيذ الواجبات من قبل اللاعبين.

وفي كل الأحوال نقول إن ما قدمه العنابي حتى الآن يثلج الصدر فعلاً حتى وإن كانت هناك بعض المُلاحظات المحدودة جداً، لا سيما أننا ندرك جيداً أن الجهاز الفني قادر على تجاوز أي خلل أو ثغرة يمكن أن تحصل هنا أو هناك من خلال التركيز العالي والمُراقبة المُستمرّة والتشخيص الدقيق، وبالتالي القدرة العملية على الوصول للمُعالجات السليمة.

هجوم الأدعم .. الأقوى بالعشرة

 

تشير الأرقام الخاصة بهذه البطولة حتى الآن إلى أن العنابي يمتلك أقوى خط هجوم بعد أن سجّل أعلى رصيد تهديفي في دور المجموعات وصل إلى عشرة أهداف في ثلاث مباريات فقط، كانت حصة المعز منها سبعة أهداف وضعته على رأس قائمة الهدافين وبفارق أربعة أهداف عن أقرب ملاحقيه.. ومثلما أكّد العنابي خطورته الهجومية كان قد أكّد أيضاً صلابته الدفاعية وفقاً للأرقام ذاتها، حيث كان من بين أربعة منتخبات فقط كانت قد حافظت على نظافة شباك مرماها إلى جانب الأردن وكوريا الجنوبية وإيران.

سانشيز .. جدارة تستحق الإعجاب

بقدر ما نشيد هنا بالجهود الكبيرة التي بذلها لاعبونا في مباراة أمس الأول أمام السعودية بقدر ما نشير أيضاً إلى جدارة الجهاز الفني بقيادة الإسباني سانشيز الذي أثبت من جديد كفاءته العالية في حسن توظيف لاعبيه، وفي اختيار الأسلوب الأنسب لكل مباراة، وكذلك في قراءته الدقيقة لأحداث المباراة بكل ما يمكن أن يرافقها من ظروف ليضع الحلول المناسبة التي تمكن لاعبينا من تحقيق مثل هذه النتائج.

انتباه رجاء .. القادم أصعب

سيكون على الجهاز الفني واللاعبين الآن غلق ملف دور المجموعات تماماً والتركيز من الآن على القادم من منافسات في هذه البطولة، خصوصاً أن الأمر سيختلف هذه المرة، إذ لا مجال لأي تعثر لأننا سنبدأ مرحلة الإقصائيات بدءاً من دور الستة عشر.. وليس من شك في أن المباريات القادمة ستكون أصعب وتحتاج إلى جهد أكبر لأننا سنكون في مُواجهة النخبة الحقيقية لأبرز مُنتخبات القارة وهو ما يتطلب بذل أقصى الجهود، لا سيما أن المنتخبات التي سنواجهها باتت تحسب للعنابي ألف حساب بعد الصورة الرائعة التي أظهرها في دور المجموعات.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X