قطر تكسب احترام العالم بسبب مصداقيتها
صاحب السمو يلقى الترحيب والاحتفاء من عواصم العالم والمحافل الدولية
ترامب يستغل أزمة الخليج للابتزاز وعليه التحرك للحل وليس للتأليب
قطر لا تزال تمد يدها للسلام وتدعو لحوار لا يمس سيادتها وكرامتها
دول الحصار عقّدت الأزمة مع توالي تصريحاتها والدوحة لم تسئ لها
قطر تواصل دعم غزة وكل محتاج في العالم رغم الحصار

حنكة قطر جعلتها تتجاوز الأزمة وتحاصر دول الحصار
أوباما كان سيحل الأزمة سريعاً إذا حدثت في عهده بسبب خبرته
عمان – أسعد العزوني:
قال عضو المجلس التنفيذي للشرق الأوسط، عضو اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في جنيف، المحامي والناشط الأردني حسن الخطاب إن حنكة قطر جعلها تتجاوز الأزمة الخليجية سريعا وتفشل تحركات دول الحصار.
وأضاف في حوار مع الراية أن قطر كسبت احترام العالم بسبب مصداقية وشفافية مواقفها عكس دول الحصار، وأن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يلقى الترحيب والاحتفاء من عواصم العالم والمحافل الدولية المختلفة. وثمن مواصلة دعم قطر لقطاع غزة المحاصر وكل محتاج في العالم رغم الحصار، مشيرا إلى أن منع القطريين من أداء الحج والعمرة غير جائز وحادثة غير مسبوقة. وأكد أنه إذا حدثت الأزمة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما لكان حل الأزمة سريعاً. وإلى نص الحوار:
• كيف تنظر إلى طريقة تعامل قطر مع أزمة الخليج وتداعيات الحصار؟
– تعاملت قطر ومنذ اللحظات الأولى لبدء الأزمة بحنكة متناهية افتقرت لها دول الحصار التي كانت تعقد الأزمة في كل تصريح يصدر من إحداها، في حين أن الدوحة لم يصدر عنها أي إساءة لدول الحصار. ولا تزال قطر تمد يدها للسلم وتدعو للحوار البناء الهادف مع دول الحصار لتجاوز الأزمة وتحقيق المصالحة بدون المساس بكرامتها أو سيادتها، وأثبتت القيادة القطرية صدقية روايتها، ولهذا ترحب كافة المحافل الدولية وعواصم صنع القرار في العالم بصاحب السمو وتحتفي به. وقامت القيادة القطرية بتعميق علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول العالم، ونجت من العزلة التي كانت مخططة لها وتغلبت على الحصار وها هي قطر تبدو وكأنها هي التي تحاصر دول الحصار الكبيرة منها قبل الصغيرة، وحاليا نشهد علاقات ممتازة بين دولة قطر مع دول العالم وبقية الدول العربية، ولا ننسى أن قطر رغم الحصار ما تزال تمد يد العون لقطاع غزة المحاصر ولكل محتاج في العالم، وآخر ذلك مجموعة المدرعات العسكرية التي أهدتها إلى جمهورية مالي بالأمس للمساهمة في تحقيق السلام هناك.
• المسؤولون القطريون وفي مقدمتهم صاحب السمو يجوبون عواصم صنع القرار في العالم ويُحتفى بهم بعكس مسؤولي دول الحصار.. ما تفسيرك لهذا؟.
– اتسمت سياسة قطر بالانفتاح على العالم شرقا وغربا، وقدمت الدوحة رواية ذات مصداقية عالية جدا، بعكس دول الحصار الأربع، ونجحت قطر من خلال قيادتها بتفعيل دورها في العالم وفي المنطقة، وكلمات صاحب السمو في الأمم المتحدة كان لها صدى كبيرا، وزار سموه عواصم كثيرة وحظي بكل الاحترام، وكان يتحاور مع الجميع بشفافية، وأقنع صناع القرار العالميين بصحة موقف قطر.
• كيف تنظر كمراقب إلى موقف الرئيس الأمريكي ترامب من أزمة الخليج؟
– ينظر الرئيس ترامب إلى أطراف الأزمة نظرة المستفيد الأول، ويستغل الخلاف لصالحه دون النظر إلى المدى البعيد، وهو أن كافة دول الخليج العربية حليفة لأمريكا، ولذلك فإننا نأمل منه البدء جديا بحل هذا الخلاف بإيجابية، لا أن يؤلب طرفا على آخر ويبتز الجميع، وإن عدم حل أزمة الخليج سينعكس في نهاية المطاف على أمريكا نفسها لأن قطر والسعودية حليفتان أساسيتان لأمريكا.
• لك علاقة مع الرئيس الأمريكي السابق أوباما.. هل تعتقد أنه كان سيترك الحبل على الغارب للأزمة الخليجية لو حدثت في عهده؟
– لو حدثت الأزمة الخليجية في عهد أوباما لاستطاع استيعابها وحلها فورا بسبب حنكته، وجنوحه للسلام، كونه أصلا رجل سلام وغير متحيز، وتقوم سياسته على تفكيك الأزمات وحل المشاكل الإقليمية والعالمية، من خلال تسهيل حلولها، ورأينا ذلك أثناء المحادثات الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني «5+1»، إذ استوعب الطرف الآخر وحقق مصالحه ومصالح حلفائه في المنطقة، كما أخبرني في رسالة بعثها لي فور الانتهاء من مراسم التوقيع على الاتفاق.
• لماذا لم تتح الفرصة لسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد للسير قدما في مبادرته السلمية؟
– اعتادت الكويت على المبادرة لحل الأزمات العربية بهدف الحفاظ على وحدة الصف العربي، ومن هذا المنطلق تحرك سمو الشيخ صباح الأحمد لرأب الصدع بين دولة قطر ودول الحصار، لكن هذه الدول لم تتح له الفرصة كي يكمل مشواره، مع أنه رجل محنك سياسيا ودبلوماسيا ومشهود له بذلك، ونأمل من دول الحصار أن تمكنه من المضي قدما في مبادرته لوقف هذه المهزلة.
• قانونيا.. هل يجوز للسعودية منع القطريين من أداء فريضة الحج ومناسك العمرة؟
– قطعا لا يجوز وهذا مناف لكل الأعراف والتقاليد، وهذه حادثة غير مسبوقة ولم نعتد عليها، ونأمل من السعودية الرجوع عن قرارها والسماح للقطريين بأداء فريضة الحج ومناسك العمرة وزيارة دول الحصار الخليجية، وخاصة أولئك الذين يرتبطون بعلاقات تجارية أو لهم استثمارات فيها، وأولئك الذين تربطهم علاقة زواج مشتركة.
• كيف تقرأ نهاية أزمة الخليج؟
– سيتم حلها في نهاية المطاف داخل البيت الخليجي العربي، وسيعود الوئام للصف العربي بعد انكشاف نوايا الآخرين، ونأمل جلوس الجميع حول طاولة الحوار الأخوي، وأن نرى الأشقاء صفا واحدا حفاظا على ما تبقى من الكرامة العربية.