قضية رهف تتسبب بحرج سياسي جديد لابن سلمان
قال محللون سياسيون، إن قضية هروب الفتاة السعودية رهف القنون ولجوئها إلى كندا، تزيد الأعباء على ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان، وتتسبب في إحراج جديد له، إذ لم يفق بعد من “كابوس” جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي. وأضافوا أن قضية رهف أظهرت السعودية كأنها سجن كبير يصعب الخروج منه، حيث يمارس فيها كل ما من شأنه أن يكبت الحريات ويسلب الحقوق. وقال السفير السابق والمحلل السياسي في جامعة أوتاوا فيري دو كيرشكوف إن هذه الخطوة “جيدة جداً على المستوى الإنساني، وهي أيضاً ضربة موفقة جداً لرئيس الوزراء ولكندا ضد السعودية”. وأضاف كيركشوف في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية معلقا على استقبال وزيرة خارجية كندا لرهف، : “كان يجب رؤية ابتسامة فريلاند المشرقة لدى استقبالها الشابة، شعرنا أنهم سجّلوا نقطة إضافية ضد هؤلاء السعوديين الفظيعين الذين قطعوا خاشقجي” .
وتابع دو كيرشكوف: قلقي الوحيد سيكون أن ينتقم السعوديون من الناشط المعتقل بدوي رائف، سيكون ذلك سيئا جدا. آمل أن تمنعهم قضية خاشقجي من ذلك”.
من جهته اعتبر الأستاذ في جامعة تورونتو أمير عطاران أنه “في وقت ساءت فيه صورة السعودية في الخارج جراء قتل منتقدي النظام، لا يمكنني أن أتخيل أنه لم يكن هناك فرحة عارمة في الحكومة ممزوجة بشعور صادق وهو الرغبة في حماية لاجئة”.
ولفت عطاران للوكالة ذاتها أن السعودية “وعبر قطعها الروابط السياسية والتعليمية والمالية مع كندا، لم تترك أي وسيلة تسمح لهم بالردّ بشكل فعّال على كندا اليوم” .
وقالت وكالة أسوشيتد برس أن الخوف من القتل يمنع السعوديات من التمرد ونقلت عن الباحثة السعودية “هالة الدوسري”، متحدثة عن واقع السعوديات وعدم تمكنهن من التمرد خوفًا من القتل، قولها إن ما يمنعهن من تكرار ما قامت به “رهف القنون” التي فرت إلى كندا بعد تغيير دينها، و”نجود المنديل” التي شكت على “تويتر” تعنيفها أسريًا، هو خوفهن من القتل على أيدي أقاربهن. وأشارت الوكالة إلى أن قضية “نجود”، التي لجأت إلى وسائل الإعلام الاجتماعية لحمايتها من والدها، تختلف عن “رهف”، فهي لم تفر من المملكة، ولم تكشف عن وجهها، وقدمت فقط نداءها للمساعدة على “تويتر” باللغة العربية. واستطردت الوكالة أن السعوديات الهاربات من عائلاتهن يتحدين نظاماً يمنح الرجال الوصاية على حياة النساء، موضحة أن هذا النظام يبدأ في المنزل، حيث يجب على النساء أن يطعن الآباء والأزواج والأشقاء، وخارج المنزل، يتم تطبيقه على المواطنين، وغالباً ما يشار إليهم كأبناء وبنات من قبل الحكام السعوديين الذين يطلبون الطاعة.
وحسب الباحثة والناشطة السعودية “هالة الدوسري”، فإن “نظام الوصاية الرجعي يكرر نموذج حكم العائلة الحاكمة، الذي يطلب الطاعة الكاملة للملك، وهو يملك السلطة المطلقة في صنع القرار”.