قال طارق ذياب المُحلل الفضائي والنجم السابق لمنتخب تونس إن مواجهة العنابي وشقيقه العراقي غداً في دور ال 16 ستكون صعبة للغاية على الطرفين وحظوظ المنتخبين متساوية في الفوز والتأهل للدور القادم، وقال إن سر قوة العنابي هو الثلاثي الهجومي، كما طالب بمضاعفة المجهودات وتصحيح الخط الدفاعي لأنه السبب الرئيسي في كسب البطولات والتتويجات القاريّة.
وأضاف طارق ذياب قائلاً إن المدرب سانشيز مطالب بالضغط وإخراج المنافس من منطقته والاعتماد على المرتدات السريعة، كما حذّر لاعبي منتخبنا من قوة العراقي والروح القتاليّة التي يتمتعون بها إضافة لاعتمادهم على نرفزة الخصم، وقد رشح طارق ذياب العنابي وكوريا الجنوبية واليابان وإيران وبدرجة أقل السعودية وأستراليا للفوز بهذا اللقب، كما لم يستبعد أن نشاهد ميلاد بطل جديد في هذه البطولة، كل هذا والعديد من الأسئلة التي أجاب عنها طارق ذياب تجدونها في هذا الحوار:
مباراة مصيرية
– مواجهة صعبة ومصيرية للعنابي أمام العراق.. كيف تراها؟
– نعم مواجهة صعبة للغاية بين منتخبين ظهرا بوجه جيّد على الأقل في المباريات الثلاث الأولى من دوري المجموعات وكل منتخب كان أمام اختبار صعب وحقيقي أظهر فيه نيته المبكرة، فمثلاً مواجهة قطر مع السعودية كانت امتحاناً حقيقياً نجح فيه العنابي، نفس الشيء يقال عن المنتخب العراقي الذي قدّم مواجهة كبيرة أمام إيران وكان نداً عنيداً لأبرز المرشحين.
– نريد قراءة فنية وتكتيكية للسيناريو المرتقب للمباراة والبداية بالعنابي ؟
– المنتخب القطري لعب مباريات جيّدة حتى الآن ويمتاز بالتنظيم المحكم بين خطوطه الثلاثة وسرعة كبيرة لثلاثي الهجوم الذي يعتمد كثيراً على المرتدّات، كما أن العنابي لديه رأس حربة لا يتسامح مع المنافسين وأي هجمة يسجلها وهذا أهم شيء يمتاز به المنتخب، حتى الخط الدفاعي تحسن كثيراً، ولا ننسى لمسة المدرب الذي لعب بذكاء وحسب إمكانياته في مواجهة السعودية.
أسلوب مميز
– نفهم من كلامك أنك معجب كثيراً بطريقة لعب العنابي ؟
– نعم لقد أعجبتني طريقة لعب المنتخب خاصة في مواجهة السعودية الأخيرة، وصراحة فاجأتني الطريقة السهلة والذكية التي فاز بها المنتخب، حيث اعتمد بشكل كبير على طريقة لعب المنافس الذي يلعب بأسلوب الهجمة المنظمة والتي يشارك فيها أكثر من 8 لاعبين مع بطء شديد من لاعبي المنتخب السعودي وهو ما استغله المدرب سانشيز من خلال تكسير اللعب والاعتماد على الهجمات المرتدّة السريعة خاصة أن المساحات كانت كبيرة في منطقة المنافس وهو ما جاء منه هدفان وضربة جزاء وحتى الهدف الملغي كان صحيحاً 100%.
– هل العنابي مطالب أن يلعب بنفس أسلوب مباراة السعودية ؟
– إذا كان الجهاز الفني يفكر في الفوز والتأهل على حساب العراق عليه أن يلعب بنفس التنظيم المحكم والقوة البدنيّة والروح القتالية العالية، كما يجب على سانشيز أن يضغط على المنافس ويخرجه من منطقته للبحث عن المساحات الشاغرة من أجل المرتدات السريعة التي يحسن تطبيقها ثلاثي هجوم العنابي.
الدفاع مهم جداً
– ما رأيك في الخط الدفاعي للعنابي ؟
– لقد تحسن كثيراً مقارنة بأول مواجهتين، ولعلّ لقاء السعودية الأخير أكبر دليل على ما أقوله لأن الدفاع كان حائطاً حديدياً خاصة أن لاعبي الوسط قدموا المساندة اللازمة بقيادة اللاعب خوخي بوعلام، وأنا شخصياً دائماً أقول من يريد الفوز بالبطولات والألقاب عليه أن يمتلك دفاعاً قوياً لأنك تلعب 6 مواجهات لا أكثر خلال البطولة ولا يمكنك التعويض في حال الخسارة.
– حدثنا عن نقاط قوة وضعف المنتخب العراقي ؟
– من بين نقاط قوة المنتخب العراقي أنه فريق يلعب بقوة بدنية كبيرة وهو صبور ويلعب بهدوء، كذلك من بين نقاط قوته أنه لا يبادر كثيراً في اللعب الهجومي ويبقى في منطقته متربصاً بالمنافس ويعتمد على الهجمات المعاكسة، لا ننسى كذلك أن العراق يمتلك مدرباً جيداً ويجيد قراءة الملعب، وعلى لاعبي العنابي الاحتياط نرفزة وإزعاج المنافس لهم من أجل تشتيت تركيزهم وكل هذه العوامل تعطي منتخب العراق قوة من أجل البحث عن الفوز والتأهل.
عوامل حاسمة
– ما نسبة كل منتخب في الفوز والتأهل ؟
– صعب جداً أن نقول كم نسبة كل منتخب في الفوز ولكن ما أقوله إن هناك جزئيات صغيرة سيلعب عليها اللقاء أولاً شخصية وقوة اللاعبين في هذه المباراة، ثم من يظهر على شخصية قوية فوق الميدان ستكون له الكلمة، وثانياً الابتعاد عن الأخطاء والهفوات ثالثاً الحضور الذهني والبدني في المباراة، وأعتقد أن كل هذه العوامل هي من تحدّد الفائز، وإذا تمكّن العنابي من الفوز على العراق سيذهب لأدوار متقدّمة.
– هل تعتقد أن المعز يستحق تجربة احترافيّة بالنظر لما يقدّمه ؟
– أولاً يجب أن نعرف أن ما يقوم به المعز هو تضافر لمجهودات فريق كامل طيلة التسعين دقيقة، ولا يختلف اثنان على أنه لاعب مميز وسريع وهدّاف ويستحق صراحة أن يحظى بتجربة احترافيّة في أوروبا مثله مثل اللاعبين الجزائريين والتونسيين المتواجدين في الدرويات الأوروبية على الرغم من أنهم ليسوا أسماء كبيرة، ولكن المشكلة هل المعز علي أو أكرم عفيف لديهم الرغبة والطموح في الاحتراف لأن الاحتراف ليس إمكانيات فقط وإنما عقلية وذهنيّة وطموح وتضحية خاصة أن بعض اللاعبين يرضون بالقليل فمثلاً تجده لاعباً في الدحيل أو السد ويتقاضى مرتباً كبيراً ويلعب في المنتخب فهو لا يفكر في التضحية والاحتراف.
– ما تعليقك على خروج الأردن أمام فيتنام؟
– أظن أن عدم احترام المنافس والتساهل في الفوز واعتقاد لاعبي المنتخب الأردني أن المباراة سهلة هي التي جعلتهم يقعون في الفخ ويدفعون الثمن غالياً بالإقصاء والخروج من البطولة.