أخبار عربية
الإمارات أول المهرولين لاستئناف العلاقات

دول الحصار تحثّ الخطى نحو أحضان النظام السوري

البحرين لم تعلن إعادة فتح سفارتها في دمشق إلا بموافقة من الرياض

الإمارات وضعت نفسها كأساس لإعادة التواصل مع الأسد خلال عام 2018

الإمارات تستعد لاستئناف رحلاتها المباشرة إلى دمشق للمرة الأولى منذ 6 أعوام

الدوحة -الراية :

تبدو الأجواء بالنسبة لبعض دول الخليج، وفي مُقدّمتها الإمارات والدول التي تفرض حصاراً على قطر، مهيأة لإعادة علاقاتها المقطوعة مع نظام الرئيس السوري “بشار الأسد”، فقد أعادت الإمارات في 27 ديسمبر الماضي، فتح سفارتها في دمشق، التي أغلقت منذ سنوات. وسرعان ما أعلنت البحرين أنها سوف تحذو حذوها، ولكن هذه لم تكن سوى الحلقة الأكثر إثارة في سلسلة تحركات بعض الدول الخليجية والعربية الأخرى لإعادة التواصل مع الأسد، ما يشير إلى بدء مرحلة جديدة في سوريا. ومنذ سقوط حلب في يد النظام، كان من الواضح أن بعض دول الخليج آثرت إعادة التعامل مع “الأسد”. وليس من المُستغرب أن تتولّى الإمارات زمام المُبادرة في إعادة هذه العلاقات والتعامل، لاسيما أنها كانت دائماً أكثر تشككاً من بعض شركائها من دول الخليج العربية في انتفاضات “الربيع العربي”، حتى عندما كانت تُواجه أنظمة وحشية. وكانت الإمارات قد عملت بشكل أساسي مع العناصر التي تقودها الولايات المتحدة والأردن في جنوب سوريا، ونشطت بشكل كبير في العمل الاستخباراتي. وبعد فترة ليست طويلة من سقوط حلب، قد أدركت أن إعادة الارتباط مع دمشق كانت مسألة حتمية، وأنها الطريقة الوحيدة لمُتابعة مصالحها في بيئة ما بعد الحرب.

وحينما جاء قرار الولايات المتحدة المُفاجئ بالانسحاب من سوريا، والذي ورد أنّه بدأ بالفعل، اختفت الاعتراضات الأمريكيّة فعلياً على إقامة هذه العلاقات، وأعلنت الإمارات عن تحركها الدبلوماسي، وكان قرارها نقطة تحوّل واضحة، لكن عملية إعادة الارتباط العربي مع نظام “الأسد” كانت قد بدأت بالفعل. ووضعت الإمارات نفسها كأساس لإعادة التواصل مع الأسد خلال عام 2018، بما في ذلك التحضير لاستثمارات جديدة في الصيف الماضي، وشملت رحلات هامة لرجال الأعمال الإماراتيين في شهرَي أغسطس وسبتمبر، كما تمّ استئناف التعاون الطبي، وإصدار تأشيرات للسائحين السوريين، ودراسة مشروعات عقارية جديدة. وبالإضافة إلى إعادة فتح السفارة، تستعدّ الإمارات لاستئناف رحلاتها المباشرة إلى دمشق للمرة الأولى منذ 6 أعوام، وزادت المساعدات المقدمة للاجئين السوريين. وهناك من يرى إن إعادة العلاقات الخليجية مع سوريا يهدف لتقييد إيران وتركيا معاً. ومع قرار الانسحاب الأمريكي من الحرب الأهلية السورية، فإن الطريقة الوحيدة لتجنّب آثار ذلك بالنسبة للبعض من دول الخليج هي إقامة علاقات مع روسيا ونظام “الأسد”. وسيتمّ التركيز على تقديم الحوافز للجهات الفاعلة في سوريا، وخاصة الحكومة، للتفكير في مصالحها الوطنية بشكل مستقل، مع اعتبار روسيا راعيتها الأساسية. ومن طرفها، أشارت السعودية إلى أنها لن تعارض بالضرورة إعادة الدمج المبكر لسوريا في جامعة الدول العربية، حتى مع استمرار نظام “الأسد”. وعلاوة على ذلك، من غير المرجح أن تكون البحرين أعلنت إعادة فتح سفارتها في دمشق دون ضوء أخضر من الرياض. ومع ذلك، كان البعض من دول الخليج تتوقّع أنها ستتحرك عاجلاً أم آجلاً لترتيب مع روسيا، وبالتالي مع نظام “الأسد”، لمنع إيران وتركيا من أن تكونا القوتين الخارجيتين المهيمنتين في سوريا ما بعد الحرب. وتمّ بالفعل إرساء الأساس لهذا التحول الإستراتيجي مع روسيا ومع نظام “الأسد”. والآن، يتمّ وضع تلك الإستراتيجية موضع التنفيذ بشكل جدي ومفتوح.

وترى بعض دول الخليج أن تكون فعالة في سوريا عبر إستراتيجية جديدة تقوم على إعادة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع الدولة والنظام. إلى جانب ذلك، ليس هناك سوى عددٍ قليلٍ من الخيارات الأخرى، إن وجدت. ومع بدء انسحاب القوات الأمريكية الآن، قد تستمرّ عملية إعادة العلاقات مع سوريا بسرعة أكبر مما كان يعتقد الكثيرون. وفي الواقع، لن يكون من المُستغرب رؤية وزير الخارجية السوري يزور الخليج والعواصم العربية الأخرى في المُستقبل القريب، وربما حتى حضوره قمّة جامعة الدول العربية الـ 30 المُقبلة في تونس، في مارس، رغم أن إعادة التأهيل الكامل للعلاقات قد يستغرق وقتاً أطول. وأشارت بعض حكومات دول الخليج العربية بالفعل إلى أنها تجد التقارب مع النظام السوري أمراً مريراً، ولكنه ضروريّ وغير قابل للاستبدال بخيارات أُخرى في الواقع.

         

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X