الحرف التقليدية تقاوم الاندثار
عائلة المحيسن توارثت صناعة الخناجر والشباري منذ 600 عام
رائد البدري: 19 ألف أردنية تعملن في الحرف الأصيلة
تزايد الطلب عليها لاستخداماتها في المنازل والفنادق
الحرف اليدوية الأردنية هي الهدية الرسمية لكل مؤسسات الدولة
مشروع ياباني لإقامة سوق تراثي بكلفة 17 مليون دولار

-
استثمار ناجح في التشغيل والتسويق والتنشيط السياحي
عمان- أسعد العزوني:
قال رائد البدري نائب رئيس جمعية صناع الحرف التقليدية في الأردن إن الحرف التقليدية الأصيلة تقاوم الاندثار، فهي لا تزال موجودة، ويتزايد الطلب عليها لاستخداماتها في المنازل والفنادق، مشيراً إلى أن العائلات التي هجرتها عددها قليل.
وأضاف في حوار مع الراية أن 19 ألف امرأة تعملن فيها تمثلن 75% من حجم القوى العاملة في هذا المجال. وكشف عن وجود عائلات عريقة في ممارسة هذه الحرف مثل عائلة المحيسن التي توارثت صناعة الخناجر والشباري منذ 600 عام.. وإلى نص الحوار:
• هل هناك حرف تقليدية انقرضت في الأردن؟
لا توجد حرف منقرضة، هناك حرف هجرتها العائلات التي كانت تتوارثها جيلاً بعد جيل، بسبب توفر بديل صناعي إما محلي أو أجنبي مثل أواني الطبخ، بعد استبدال الفخار بالنحاس والألومنيوم والستانلس ستيل، وكذلك بعض الأزياء التراثية التي حلت محلها أزياء مصنعة بالكومبيوتر تحاكي التراث، لكنها ليست بجودة الأصلية من حيث التقنية أو الجماليات.
هناك عائلات معروفة توارثت صناعة الخناجر والسيوف والشباري مثل عائلة المحيسن التي مضى عليها في هذه الحرفة 600 عام، وعائلة هوشان في الشمال، وهناك إرث زراعة الزيتون في الشمال الذي وفر لنا خشب الزيتون من الخامات المستخدمة، امتداداً للتراث الفلسطيني في مناطق بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا والتي تكثر فيها الصناعات الخشبية لإبراز رموز تراثية دينية تحاكي الأراضي المقدسة.
ولا ننسى الصناعات الفخارية والخزفية التي اشتهرت في كافة أنحاء المملكة بأشكال مختلفة للطهي وحفظ الطعام والماء وزيت الزيتون، وقد اشتهر الأمويون بالخزف المزخرف بأنواع مختلفة كنماذج لتزيين المباني والقصور ومستلزمات هذه المباني، وأدخلوا تقنية التذهيب باستخدام ماء الذهب.
• كم يبلغ عدد الحرفيين في الأردن وما نسبة النساء في هذا المجال؟
هناك 25 ألف شخص يعملون في مجال الصناعات الحرفية منهم أكثر من 75% من النساء، ومعظمهم توارثوها أباً عن جد، ويستخدمونها في بيوتهم مثل القشيات والفخاريات، بينما نجد آخرين يبيعون منتجاتهم.
جاء دخول النساء بقوة في هذا المجال بسبب طبيعة المرأة ودورها في المجتمع القديم، وكانت المرأة تجهز الصلصال وتعجن الطين وتعمل المطرزات، وكانت الفتاة تقوم بتجهيز صندوق زواجها بيدها، ويدل محتواه على مهارتها ومستوى عائلتها، وكانت هناك تقاليد صارمة ليعكس مهارة الفتاة، بينما كان الرجال يقومون بالأعمال الثقيلة كالخشب والمعادن.
• ما هي أجمل الحرف اليدوية في الأردن؟
كل الحرف اليدوية جميلة، لأنها تستخدم خامات طبيعية، وهي من إنتاج أرواح من يصنعونها وليس نتاج أيديهم فقط، فقد كانوا يقضون ساعات طويلة للإنتاج، ولذلك لن تستطيع المنتجات الصناعية الحديثة مضاهاتها.
وعدا عن كونها منتجاً سياحياً للهدايا فقد أصبحت أيضاً منتجات مطلوبة داخل البيوت مثل الخزف والإكسسوارات المنزلية، وأطقم القهوة والشاي وكذلك للمنشآت السياحية كالمطاعم والفنادق التي باتت تستهلك منتجاتنا، إضافة إلى مؤسسات الدولة بعد قرار رئاسة الوزراء لعام 2007 بخصوص اعتماد الحرف اليدوية الأردنية الأصلية، هي الهدية الرسمية لكل مؤسسات الدولة ومعها الديوان الملكي والقصر، وتقدم هذه المنتجات هدايا لرؤساء الدول وضيوف الأردن بعد أن كانت تقدم لهم الهدايا المستوردة.
ما أستطيع قوله إن الحرف اليدوية الأردنية تعد استثماراً ناجحاً لأنها تشغل الأيدي العاملة وتوفر الدخل لهم، وخاصة المجاورين للمناطق السياحية كالبتراء ووادي رم وعجلون وجرش وغيرها من الأماكن السياحية.
• هل هناك سوق للحرف اليدوية؟.
توجد تجمعات بسيطة مثل القرية الثقافية في حدائق الحسين في العاصمة، وتضم 12 محلاً لبيع وصناعة الخزفيات والحرف، وتقرر قبل أيام أن تقوم وزارة السياحة ووزارة الثقافة وأمانة عمان بإقامة سوق حرفي جديد دائم في وسط البلد أسوة ببقية العواصم والمدن العربية، لبيع الحرفيات للسواح.
هناك مشروع ياباني في الساحة الهاشمية كلفته 17 مليون دولار لإقامة سوق «قرية التراث» يضم 100 محل منها 70 محلاً لإنتاج الحرفيات أمام الناس.