غيابات دافوس تعكس أزمات العالم
الصين وأوروبا تخاطبان المنتدى وقلق من عواقب التغير المناخي
خاطبت الصين وأوروبا منتدى دافوس أمس غداة كلمة الرئيس البرازيلي اليميني جاير بولسونارو الذي وعد بالإصلاح وتهيئة أجواء مناسبة للاستثمار، وحاول إقناع المشككين بسياساته البيئية. ويعقد المنتدى الذي يضم نخبة رجال الأعمال اجتماعه السنوي وسط تزايد الشعبوية والقلق من العواقب الكارثية للتغير المناخي. ووصلت في القطار إلى دافوس أمس الشابة السويدية جريتا ثونبرج (16 عاماً) التي ألهمت احتجاجات طلاب الثانويات في أنحاء أوروبا المطالبين بتحرّك أقوى للحكومات لمحاربة الاحتباس الحراري.
ومن أبرز الشخصيات على منصة المنتدى نائب الرئيس الصيني وانغ كيشان، المكلف بالتفاوض للتوصّل إلى هدنة في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. وقال باسكال كانيي، المدير التنفيذي السابق لمجموعة آبل في أوروبا ورئيس مجموعة الضغط «بيزنس فرانس» «إنها حقاً نهاية عولمة متفائلة». وأضاف: إننا بصدد هضم أزمة 2008 وندرك أن الحكومة العالمية التي نحتاج لها ليست موجودة هنا. ويخاطب الأوروبيون بدورهم المنتدى. وتجري المستشارة الألمانية زيارتها التقليدية للمنتدى للترويج للاقتصاد الأقوى في أوروبا. لكن ميركل تصل إلى دافوس ضعيفة بعد إقصائها عن زعامة الاتحاد المسيحي الديموقراطي العام الماضي على أن تغادر السلطة في 2020.
ويأتي الأوروبيون إلى دافوس وسط سحب بريكست، فيما خطة بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي عالقة في البرلمان. وتغيب رئيسة الحكومة تيريزا ماي عن المنتدى بسبب أزمة بريكست وكذلك كبير مستشاري الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه، وكلاهما حريص على تجنب خروج بدون اتفاق في 29 مارس. غير أن وزير التجارة الدوليّة في حكومة ماي، ليام فوكس، هو من بين حفنة من الوزراء الذي جاؤوا إلى دافوس لطمأنة المستثمرين إلى مستقبل بريطانيا بعد بريكست. وخاطب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي المنتدى أمس، بعد زيارة مؤخراً إلى لندن للضغط على ماي للتوصّل لاتفاق مع بروكسل. أما الجيل الأصغر من القادة الأوروبيين فسيتمثل برئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي تولى السلطة بشكل غير متوقع في يونيو بعد تصويت في البرلمان على حجب الثقة عن سلفه. وسيلتقي سانشيز مديرين تنفيذيين كبار من عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين مثل شيريل ساندبرج من فيسبوك، فيما سيكون قرار مدريد المثير للجدل المتعلق بفرض ضرائب مبيعات على سيليكون فالي، بالتأكيد على جدول المباحثات. ويسعى الاتحاد الأوروبي للاتفاق على ضريبة تطبقها دول الكتلة على عمالقة التكنولوجيا مثل فيسبوك وجوجل. وتدرس العديد من الدول الأوروبية ومنها إسبانيا وفرنسا وبريطانيا فرض ضرائب خاصة بها. ويغيب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي لقي حفاوة كبيرة العام الماضي في سويسرا، عن القمة هذا العام بسبب أزمة «السترات الصفراء».
أكدت على ضرورة عدم تكرار أزمة البنوك
ميركل تدعو لإصلاح المنظمات الدولية الكبرى
دافوس د ب أ: شدّدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل خلال وجودها في منتدى الاقتصاد العالمي بمنتجع دافوس السويسري، أمس، على ضرورة إصلاح المنظمات الدوليّة الكبرى في ظل تغيّر موازين القوى في العالم.
وقالت ميركل إن النظام الدولي يتعرّض لضغوط، مشيرة إلى أن تأثير دول مثل الصين والهند على الاقتصاد العالمي صار أقوى كثيراً، كما رأت أنه يتعيّن على المنظمات الدوليّة أن تعكس الموازين الجديدة للقوى. وتابعت ميركل حديثها قائلة: إن مثل هذه الإصلاحات صعبة، لكنها ضروريّة، محذّرة من أنه في حال اتسم رد فعل نظام قائم بالبطء الشديد على التغييرات، فإن هذا الأمر يؤدّي إلى تكوين مؤسسات موازية، وساقت مثالاً على ذلك ببنك الاستثمار الآسيوي الذي يعدّ قوة مقابلة للبنك الدولي. من ناحية أخرى، شددت ميركل أيضاً على أهمية التعدديّة، دون أن تتعرّض للحديث عن السياسة القوميّة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقالت: إن التعددية هي الشرط الأساسي لسياستنا. ورأت المستشارة أنه من المفيد في هذا الشأن الجمع بين أصحاب الفكر المتماثل لأن كل شيء آخر سيؤدّي بنا إلى البؤس.
وأعربت ميركل عن اعتقادها بأن التعامل مع البيانات والذكاء الاصطناعي من التحديات الكبيرة في المستقبل، ورأت أنه يجب تطوير المبادئ التوجيهية الأخلاقيّة الحاكمة لهذه المجالات وتطوير الاحتياطات الخاصّة بحماية الحقوق الشخصيّة، وفي هذا الشأن، لا أرى أمامي بنية عالمية تتعامل مع هذه القضايا. واختتمت ميركل حديثها بالقول إنها لا تستطيع أن تتخيّل أن يكون لكل قوة عظمى رد فعلها الخاص على هذه التحديات.
ودعت المستشارة الألمانية ميركل إلى السعي بكل السبل من أجل منع تكرار الأزمة المالية التي وقعت قبل أكثر من عشرة أعوام.
وقالت ميركل إن سياسة الفائدة للبنوك الكبرى أظهرت أننا في النهاية لا نزال نشهد بعضاً من هذه الأزمة وأننا لم نخرج منها بعد. ورأت ميركل أن هذه الأزمة أتاحت المجال للقيام بمهام مستقبليّة محتملة، وطالبت بالعودة بأسرع ما يمكن إلى الحالة الطبيعيّة. وعن القواعد التي جرى تطبيقها بعد الأزمة، وعن تحسين الرقابة على المصارف، قالت ميركل: حسناً هذا كان تقدماً، لكن إذا جرى سؤال الناس، فإنك ستجد أن الإيمان بقطاع مالي دولي مستقر قد تضرّر كثيراً، وأضافت إنه لهذا السبب، ينبغي العمل بكل السبل من أجل منع تَكرار هذه الأزمة.
أبرزها الحروب التجارية وبريكست.. لاجارد:
المخاطر الاقتصادية تهدد النمو العالمي
واشنطن قنا: أكدت السيدة كريستين لاجارد المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، أن المخاطر الاقتصاديّة المتسارعة بمستويات عالية حول العالم، بما في ذلك الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وقضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست» وتباطؤ الاقتصاد الصيني، هي السبب الرئيسي وراء خفض توقعات النمو العالمي لعام 2019 من 3.7 بالمئة إلى 3.5 بالمئة. وقالت لاجارد: قبل ستة أشهر كانت هذه المخاطر تفرض تهديدات، لكنها لم تكن بمستوى الضخامة التي هي عليه الآن. وأضافت: لقد أصبحنا نرى التأثير المضاعف لهذه القضايا على الاقتصاد العالمي، لا سيما في تغير قيم السوق بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية. وأردفت: هناك حالة من الغموض حالياً بشأن متى ستتم تسوية هذه المخاطر. ويمكن أخذ قضية بريكست على سبيل المثال، فلا أحد يعلم ما إذا كان سيتم تسوية عملية انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بحلول 29 مارس القادم، أم أن بريطانيا ستغادر الاتحاد بدون اتفاق، موضحة أن هناك حالة كبيرة من الغموض بالنسبة لأوروبا، والدور الذي لعبته لندن كمركز مالي رئيسي لفترة طويلة. وعلى الصعيد التجاري، أشارت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي إلى أنه تمّ تحقيق بعض التقدّم خلال العام الماضي.
كيشان: الاقتصاد الصيني يواصل تحقيق النمو المستدام
دافوس رويترز: قال وانغ كيشان نائب الرئيس الصيني أمس إن اقتصاد الصين سيواصل تحقيق نمو مستدام على الرغم من الشكوك العالميّة، وذلك بعد أيام من تسجيل ثاني أكبر اقتصاد في العالم أضعف نمو له في حوالي ثلاثة عقود. وأبلغ وانغ المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس بسويسرا سيكون هناك الكثير من الشكوك في 2019، لكن اقتصاد الصين سيستمرّ في تحقيق نمو مستدام. وأضاف: السرعة لها أهميتها. لكن المهم حقاً هو جودة وكفاءة تنميتنا الاقتصادية. وقال وانغ إن الصين لا ترى أن اقتصادها يدخل نهاية دورة توسعيّة. وفي تعليقات موجهة فيما يبدو إلى الولايات المتحدة، دعا وانغ أيضاً جميع الدول إلى دعم النزعة التعددية وبذل كل ما في وسعها لضمان عدم تفاقم الاختلالات العالميّة. وأعلنت الصين هذا الأسبوع عن فتور في النمو في الربع الأخير من 2018 فيما يرجع إلى تعثر الطلب المحلي وحرب تجارية مع الولايات المتحدة التي فرضت رسوماً جمركيّة ألحقت ضرراً بسلع صينيّة. وفي الربع الأخير، نما الناتج المحلي الإجمالي للصين بأبطأ وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية متراجعاً إلى 6.4% على أساس سنوي.
شانزو آبي يطالب بوحدة مجموعة العشرين
دافوس د ب أ: ذكر رئيس الوزراء الياباني شانزو آبي أمس، أنه يجب على مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى وضع سياسات عالميّة بشأن الاقتصاد الرقمي والتجارة والبيئة، بينما تتولى بلاده رئاسة المجموعة العام الجاري. وشدّد، في خطاب أمام المنتدى الاقتصادي العالمي على أن اليابان عاقدة العزم على الحفاظ والالتزام بتعزيز بنظام دولي حر ومنفتح وقائم على القواعد، لينأى بنفسه بشكل غير مباشر عن السياسات الانعزالية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.