خلاف سعودي أمريكي حول الصواريخ البالستية

الدوحة- الراية:
سلطت الصحافة الإسرائيلية الضوء على مشروع سعودي لإنتاج صواريخ بالستية، مشيرة إلى خلافات سعودية أمريكية حول هذا المشروع بسبب تأثيره وتبعاته على أمن المنطقة. فقد ذكر موقع ويللا الإخباري أن صورا للأقمار الاصطناعية الأمريكية وخبراء عسكريين كشفوا النقاب أن المملكة بصدد افتتاح مشروع سري شبيه لما تقوم به إيران، التي تحظى عادة بانتقادات سعودية، لكن هذا المشروع يناقض ويتقاطع مع حديث سابق لولي العهد السعودي، الذي حذر من الدخول في مشاريع إنتاج السلاح النووي في حال حازته إيران. وأوضح الموقع أن قاعدة سرية أنشأتها السعودية في قلب الصحراء بغرض استخدامها لإجراء تجارب صواريخ بالستية، وربما إنتاجها، وهو ما أظهرته صور للأقمار الاصطناعية وتقديرات خبراء أجانب، ما يظهر أننا أمام مشروع مشابه للخطط الإيرانية، العدوة الأكبر للمملكة، والتي تحظى مشاريعها بانتقادات علنية من السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل. وأشار الموقع إلى أن دليلا جديدا على صدقية هذه التقارير ظهر في تصريحات منسوبة لولي العهد السعودي، الذي حذر العام الماضي من أن بلاده لن تتردد في إنتاج سلاح نووي، إن كان لإيران سلاح مثله.
ونقل الموقع عن وسائل إعلام أمريكية أن أوساطا سعودية لم تعقب على التقارير، لكن تأكيدها سيكون له آثار سلبية على العلاقات مع واشنطن التي تمارس عليها ضغوطا كبيرة لدفاعها عن السعودية في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، والحرب التي يخوضها التحالف بقيادة المملكة في اليمن، مع أن المملكة تتعرض لهجمات بهذه الصواريخ البالستية من الحوثيين المدعومين من إيران، رغم نفي الأخيرة لهذه الاتهامات. وقال الباحث في الدراسات الإستراتيجية بواشنطن مايكل ألمان: إن صور الأقمار الاصطناعية تؤكد وجود مشاريع سعودية، لكن السؤال المركزي هو: من أين حصلت المملكة على المواد المعرفية لإنتاج هذه الصواريخ البالستية؟. وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن المبنى المذكور سبق للصين أن عملت فيه، لأن علاقات السعودية بالصين تشهد تقاربا ملحوظا، بما فيها بيع طائرات مسيرة مزودة بأسلحة، فيما ترفض الولايات المتحدة إبرام هذه الصفقات مع السعودية. وأكدت شركة ستراتفور ومقرها بوسطن بولاية تكساس أن خطة الصواريخ السعودية تضع صعوبات أمام جهود واشنطن وحلفائها بكبح جماح الخطط الصاروخية الإيرانية. وفي حال أطلقت السعودية أول صواريخها، فإن واشنطن ستضطر لفرض عقوبات عليها، كما هو الحال مع إيران، علما أن الكونجرس حاليا يدرس فرض عقوبات على المملكة بسبب دورها باغتيال خاشقجي، وحرب اليمن، رغم معارضة إدارة الرئيس دونالد ترامب لذلك.