تقارير
كشفها كتاب كان بحوزة الزعيم النازي في مخبئه بجبال الألب

هتلر خطط لتنفيذ محرقة في أمريكا الشمالية

الكتاب أعده الألماني هاينز كلوس عام 1944 الذي عمل مع الرايخ الثالث

حصل عليه أحد جامعي الكتب في أمريكا مقابل 4500 دولار

الكتاب بحوزة الأرشيف الوطني الكندي وتم عرضه للجمهور

أوتاوا – هاف بوست:

 حصل الأرشيف الوطني الكندي على الكتاب الذي كان أدولف هتلر يمتلكه يوماً، والذي يعتقد الباحثون أنه يتضمن مخططاً لتنفيذ محرقة في أمريكا الشمالية. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية: اشترى الكتاب النادر، الذي لم يتبق من نسخته سوى أعداد قليلة، عددٌ من أمناء المكتبات العاملين في الحكومة الكندية عبر الإنترنت العام الماضي وكُشِفَ النقاب عنه للمرة الأولى في العاصمة الكندية أوتاوا الأربعاء الماضي. ويؤكد القيَّمون على المكتبات إنه سيحافظ على جزءٍ هام من التاريخ.

ونَشر الكتاب، الذي يحمل عنوان «الإحصاءات، ووسائل الإعلام والمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وكندا»، الباحث الألماني واللغوي هاينز كلوس عام 1944، وهو عبارة عن قائمة شاملة تضم المقيمين اليهود في البلدين، وتعكس الخطط النازية في حال سيطرتهم على القارة. واستخدم كلوس، الذي عمل كثيراً لصالح الرايخ الثالث، البيانات التي كانت متوفرة في الثلاثينيات من القرن الماضي، وهي مستمدة من شبكة اتصالاته الواسعة من المتعاطفين مع النازيين، لفرز السكان اليهود في كندا حسب اللغة والأصول العرقية.

ويعتقد الخبراء أن هذا الكتاب كان في يوم من الأيام جزءاً من مكتبة هتلر الواسعة في مخبئه في جبال الألب، وربما أزاحه جنود الحلفاء أو كبار الشخصيات الذين زاروا المُجمَّع بعد هزيمة النازيين.

وقد حصل على الكتاب أحد جامعي الكتب المستقلين في الولايات المتحدة بتكلفة قدرها 4500 دولار، وعرض الكتاب للجمهور أمس الأول في ذكرى اليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وسيصبح هذا الكتاب إضافة دائمة لمجموعة أرشيف يحوي أكثر من 22 مليون كتاب. ويسلط الكتاب الضوء على مخططات النازيين لدخولهم أمريكا الشمالية ووجودهم النهائي فيها، وقد أحرزوا تقدماً أكبر من إدراكنا السائد، ففي عام 1943، وهو العام الذي سبق نشر كتاب كلوس، أنشأ الألمان محطة طقس آلية في المقاطعة الكندية التي تُعرف الآن باسم «نيوفاوندلاند» وهناك أيضاً العديد من قصص الحرب في شرق كندا عن الغواصات الألمانية التي نجحت في شق طريقها في نهر سانت لورانس. وقال مايكل كينت، أحد الأمناء في مؤسسة مكتبات وأرشيف كندا LAC لصحيفة الجارديان: الكتاب يوضح أن الهولوكوست لم يكن حدثاً أوروبياً خالصاً، بل كان حدثاً لم تُتَح له فرصة الانتشار خارج أوروبا، فهو يذكرنا أن الصراعات والمآسي الإنسانية التي بدت بعيدة كان يمكن أن تجد طريقها إلى أمريكا الشمالية. وأضاف: أعتقد أن هذا جزء من أهوال الحرب العالمية الثانية والهولوكوست يجسد إدراك مدى الجهد الفكري الذي بذله الجناة في عملهم. ويشبِّه كينت الكتاب الذي حصلت عليه المكتبة الكندية بالكتاب الأسود، الذي هو عبارة عن قائمة تضم أسماء البريطانيين البارزين الذين حُدِّدوا كأهدافٍ محتملة، في حالة نجاح الغزو النازي للمملكة المتحدة.

ويقول كينت إنه في حين أن العديد من النصب التذكارية للهولوكوست في الولايات المتحدة ترفض الحصول على تذكارات النازية بما في ذلك متحف ذكرى الهولوكوست في واشنطن العاصمة فإن مهمة المكتبة هي التوثيق والحفاظ على المواد التاريخية التي تعتبر مهمة للتاريخ الكندي.

وقال: من الواضح أنه بالنظر إلى مصدر الكتاب وموضوعه، لابد أن يحظى باهتمام أكبر من مجرد إجراءات التشغيل القياسية.

ويأتي حصول الأرشيف الوطني على الكتاب في وقت حذّر فيه علماء من تزايد الجهل بين الكنديين حول الهولوكوست. وقال بيرني فاربر، رئيس الشبكة الكندية لمكافحة الكراهية: ما زلت أحارب النازيين والسياسيين البيض العنصريين بطرق لم أحلم أنني سأفعلها في فترة التقاعد، عندما أذهب إلى المدارس أرى شباباً لم يتعلموا دروس الماضي.

ويأمل أن يتمكن التعليم الأفضل بما في ذلك حصول الأرشيف الكندي على الكتاب من محاربة الانتشار الرهيب المريع للجهل بين الشباب الكنديين.

ويقول: لا أريد أن تقع التذكارات النازية في أيدي النازيين الجدد، أريد أن تقع في أيدي مراكز الهولوكوست والمتاحف ودور الأرشيف، هذه هي الأماكن التي تنتمي إليها، حيث يمكن دراستها، وتعلُّم الدروس منها.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X