الإمارات تنفذ مخططاً للسيطرة على القرن الأفريقي
لندن -وكالات:
تعمل دولة الإمارات بمواردها الضخمة وشهيتها المفتوحة على توكيد حضورها في منطقة القرن الأفريقي كما لم تفعل من قبل. وقال موقع الإمارات ليكس إن الإمارات تقوم ضمن مساعيها لبسط نفوذها في منطقة القرن الأفريقي، بتصدير مشاحنات الشرق الأوسط إلى منطقة هي مشحونة سلفا. وهي ليست القوة الخارجية الوحيدة التي بدأت تولي اهتماما لهذا الجوار الذي كان خاملا فيما مضى. وأوضح الموقع أن الإمارات سعت بضراوة خلف هذه المواقع كجزء من جهود أكبر لإعادة صوغ النظام الإقليمي وفرض نفسها كأطراف فاعلة على الساحة العالمية. وأوضح أن بعض دول الخليج وبالأخص الإمارات تتوقع أن تتيح لها المرافئ التجارية الجديدة في القرن الأفريقي الوصول إلى الطبقة الآخذة في النمو من المستهلكين في أفريقيا.
وقال الموقع إن أبوظبي تأمل بأن تُمكّنها هذه الاستحواذات، بالإضافة إلى المرافئ في اليمن، من تشكيل مستقبل التجارة البحرية في البحر الأحمر وغرب المحيط الهندي، لا سيما مع نمو التجارة الصينية في المنطقة بفضل مبادرة “الحزام والطريق”، واهتمامها بالمنطقة له دواعٍ عسكرية أيضا، فقد أسست منشآت عسكرية تُمكّنها من مواصلة حربها في اليمن على المدى القريب، وحماية مصالحها الأمنية على المدى البعيد. وأضاف حتى الآن، كان لانخراط الإمارات ودول أخرى فوائد عابرة لبعض الدول الأفريقية، لكنه أجّج الاستقطاب في بعضها الآخر. حيث وفّر ضخُّ الأموال الإماراتية إلى إثيوبيا، على سبيل المثال، دعما مؤقتا للبلاد في وجه أزمة الديون الخانقة التي تعانيها، مما أطال أمد شهر العسل لرئيس وزرائها الجديد، آبي أحمد. وكشف الموقع أن الرئيس الإريتري أسياس أفورقي استفاد من دول الخليج بشكل أوضح، على الأقل للمَدى المنظور. فقد ساعدت الاستثمارات الجديدة من السعودية والإمارات في تأهيل نظامه من العزل الطويل. عندما انضم التحالف السعودي الإماراتي إلى حرب اليمن في 2015، كان بحاجة إلى موقع تُشنُّ منه الحملات الجوية والبحرية، ووقع الاختيار على المدينة الإريترية السواحلية عصب، مما حوّل المدينة إلى قاعدة عسكرية ضخمة.
وقال إن أبوظبي تحرص بعد الخلاف الحادّ مع جيبوتي بشأن عملية على مينائها الرئيسي، أيضا على إعادة تطوير الميناء التجاري المتهالك في عصب وتحويله إلى حبل إنقاذ رئيسي لزعيم المنطقة الاقتصادي، إثيوبيا.
وقال إن الرئيس الصومالي عبد الله محمد (فارماجو) تمكن في عام 2018، من ضبط حمولة من الأموال الإماراتية في مدرج طائرات في مقديشو، واتهم الإمارات بالتدخّل في شؤون البلاد، وتراجع عن الانحياز لطرف في الشجار الخليجي.
وأوضح موقع الإمارات ليكس أن أبوظبي انقلبت على الرئيس الصومالي، وكثّفت دعم خصومه في الولايات الاتحادية الصومالية، وضاعفت رهاناتها على صفقات مع مسؤولين محليين في المناطق ذات الحكم الذاتي من إقليم أرض الصومال وأرض البُنط لإنشاء قاعدة عسكرية أخرى واثنين من المرافئ الجديدة. احتجّت مقديشو بسخط إثر إعلان الدول المنتفعة لدعمها الأطراف العربية، وبالتالي إشعال التوتر بين مركز البلاد وأطرافها.