الأدعم قلبها سيرك وحسمها برباعية تاريخية
منتخبنا صال وجال ورسم البسمة على وجوه محبيه والحسرة للإماراتيين
لاعبونا واصلو إبداعهم ومُعز يؤكد تفوقه بثامن الأهداف مساوياً رقم دائي
قال الأدعم كلمته بكل قوة وهزم الإماراتي في عقر داره ووسط جمهوره برباعية تاريخية نظيفة ليتأهل لأول مرة إلى نهائي بطولة آسيا لكرة القدم ضاربًا موعدًا مع المنتخب الياباني الذي كان قد اجتاز هو الآخر المنتخب الإيراني في الدور نصف النهائي للبطولة.
وجاء فوز العنابي هذا متّسقا مع مسيرته الناجحة جدًا في هذه النسخة من البطولة حيث حقق فوزه السادس فيها على التوالي دون أي تعثر رافعًا رصيده التهديفي إلى (16) هدفًا مثلما حافظ على نظافة شباك مرماه وهو ما يبدو أمرًا نادر الحدوث في مثل هذه البطولات الكبيرة.
وقدم العنابي أمس عرضًا تكتيكيًا موفقًا جدًا فارضًا سيطرته على أغلب مجريات الشوط الأول الذي أنهاه بتقدمه بهدفين كان الأول بتوقيع بوعلام خوخي ( 22 ) والآخر من خلال هداف البطولة المتألق معز علي ( 37 ) ليرفع رصيده إلى ثمانية أهداف على رأس قائمة الهدافين ومساويا بذلك الرقم القياسي التاريخي للبطولة المسجل باسم الإيراني علي دائي .. ومع أن الإماراتي عاد ليتحرك بشكل أفضل مع بداية الشوط الثاني إلا أن التنظيم ظل حاضرًا في تحركات العنابي في الدفاع مثلما في الهجوم وهو ما مكنه من حرمان الإماراتي من ترجمة أي من محاولاته قبل أن يضيف العنابي هدفين آخرين كانا من خلال حسن الهيدوس ( 80 ) والبديل حامد إسماعيل ( 90 3 ) ليخرج بهذا الفوز اللامع والكبير متحديًا كل الظروف الصعبة التي واجهته هناك بما فيها الخشونة المتعمدة التي لجأ إليها لاعبو الإمارات لتتسبب بتلك البطاقة الحمراء التي طالت لاعبه إسماعيل أحمد في الدقيقة التسعين.
ورغم افتقاد العنابي لاثنين من لاعبيه المهمين وهما قلب الدفاع بسام الراوي ولاعب الوسط عبدالعزيز حاتم بسبب الإيقاف، إلا أنه نجح في مواصلة الإبداع ليقدم مباراة جميلة أكدت تفوقه منذ البداية.
وفي الحقيقة فإن العنابي كان هو الأرجح منذ البداية رغم بعض التوجس ومحاولات جس النبض التي شهدتها الدقائق الأولى من كلا الجانبين .. إذ سرعان ما نجح لاعبونا في فرض سيطرة واضحة في منطقة العمليات مع مراهنة إيجابية سليمة جدًا على الجانب الأيمن من خلال تحركات وتوغلات بيدرو ومن أمامه الهيدوس دون أن يقلل ذلك من فاعلية الجهة الأخرى التي نشط فيها أيضا عبدالكريم حسن وأكرم عفيف .. ومع أن الإماراتي كان يلعب باندفاع كبير نتيجة الشحن المبالغ فيه إلا أن الاستحواذ كان عنابيًا منذ البداية مع محاولات متواصلة للتقدم بهدف مبكر في وقت غابت فيه تمامًا أي خطورة من الجانب الإماراتي الذي عانى من الكثير من البطء في التحضير عند الوسط ومن ضعف القدرة على تهديد مرمى سعد الشيب.
ووفقا لهذه الصورة فقد كان طبيعيًا أن نتوقع هدفًا عنابيًا في أي دقيقة، فكان ذلك هو ما حدث فعلاً في الدقيقة ( 22 ) وكان ذلك من هجمة مرتدة سريعة مرر فيها أكرم عفيف كرة جميلة وذكية إلى بوعلام الذي انطلق من وسط الملعب ليقترب من الصندوق ويسدد من مشارف الجزاء إلى أقصى الزاوية اليمنى للحارس خالد عيسى معلنًا عن تقدم العنابي بهدفه الأول.
وأضاف العنابي الهدف الثاني الذي أسكت الجمهور الإماراتي وكان ذلك عند الدقيقة ( 37 ) ومن صناعة أكرم عفيف أيضا عندما نقل كرة رائعة لمعز علي الذي أطلق كرته من مشارف الجزاء لتصيب القائم الأيسر ومنه إلى الشباك معلنًا عن ثامن أهدافه على رأس قائمة هدافي البطولة مساويًا في ذلك للرقم القياسي المسجل باسم الإيراني علي دائي.
وبين الشوطين كان الإيطالي زاكيروني مدرب الإمارات يبحث في أوراقه القديمة فكان أن دفع بالمخضرم إسماعيل مطر بدلاً من عامر عبدالرحمن ثم دفع بعد ذلك بأحمد خليل في الأمام بدلا من لاعب الوسط إسماعيل الحمادي قبل أن يزج أيضا بمحمد عبدالرحمن بدلا من سيف راشد إلا أن العنابي كان يتحرك بأعلى درجات التنظيم معززًا قدراته الدفاعية بشكل فاعل ليس فقط من خلال رباعي خط الظهر وإنما أيضا عبر الدور المهم لثلاثي الوسط ولكن دون أن يؤثر ذلك على النهج الهجومي الذي صار اكثر اعتمادا على السرعة في التحول وفي نقل الكرات الطويلة ونجح حسن الهيدوس في الدقيقة الثمانين في تسجيل الهدف الثالث إثر كرة منقولة من وسط الملعب ليتوغل بها وينفرد ويسدد في المرمى عند الدقيقة ( 80 ) لينهار معها الإماراتي ويصعد من استخدامه لسلاح العاجزين وهو الخشونة المتعمدة فكان أن طرد لاعبه إسماعيل أحمد في الدقيقة التسعين بينما كان العنابي يبحث عن المزيد وهو ما حققه فعلاً من خلال البديل حامد إسماعيل الذي سجل من أول لمسة عند الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع ليخرج العنابي برباعية رائعة قادته لأول مرة في تاريخه إلى النهائي الكبير.
هكذا خاضها سانشيز
اعتمد المدرب سانشيز هذه المرة على بوعلام ليكون إلى جانب طارق سلمان ومعهما عبدالكريم حسن وبيدرو في الجانبين، والأربعة يتمتعون بأعلى درجات الانسجام كونهم يلعبون في ناد واحد هو السد، أما في الوسط فقد تواجد كريم بوضياف ومعه سالم الهاجري وعاصم مادبو في حين ظلت المراهنة الهجومية قائمة على الثلاثي الخطير المؤلف من معز كرأس حربة وإلى جانبيه الهيدوس وأكرم عفيف .. ثم لجأ في الشوط الثاني للدفع بحامد إسماعيل بدلاً من أكرم عفيف ( 90 + 2 ) وأحمد علاء بدلاً من مُعز علي ( 86 ) ..
دفاع بأعلى درجات الانسجام
إذا كان العنابي قد واصل تألقه في مباراة أمس بنفس المستوى الذي كان عليه في المباريات السابقة التي أقصى فيها ثلاثة من الأبطالل السابقين للبطولة (السعودي والعراقي والكوري الجنوبي) فإن التنظيم الدفاعي أمس كان أكثر من رائع بوجود الرباعي السداوي المنسجم جدًا والمؤلف من بوعلام وطارق سلمان وبيدرو وعبدالكريم حسن.
الشيب يواصل تميزه وإبداعه
من جديد يؤكد حارسنا المتألق سعد الشيب تألقه الكبير وإبداعه في الذود عن مرماه بكل بسالة حيث نجح في التصدي لأكثر من محاولة وخصوصًا في الشوط الثاني ليبقى الحارس الوحيد الذي نجح في الحفاظ على نظافة شباكه في البطولة حتى الآن وهو ما يجعله الحارس الأفضل في البطولة بكل تأكيد.
بطاقة المباراة
تشكيلتا المنتخبين
– المنتخبان : قطر والإمارات
– المناسبة : الدور نصف النهائي لبطولة آسيا لكرة القدم.
– الملعب : نادي الجزيرة الرياضي في أبو ظبي.
– النتيجة : (4 – صفر) لقطر.
– الشوط الاول : (2 – صفر) لقطر.
– الأهداف: بوعلام (22) ومعز علي (37) وحسن الهيدوس (80) وحامد اسماعيل (90 + 3) .
– الحكام : طاقم مكسيكي مؤلف من سيزار راموس حكما للساحة يساعده ميجيل ميجيل هيرنانديز والبرتو مورين والحكم الرابع رافشان أرماتوف من أوزبكستان إضافة إلى حكم الفيديو راولو فاليري من إيطاليا ويساعده محمد تقي من سنغافورة وكريستوفر بيث من أستراليا.
– الإنذارات: إسماعيل مطر من الإمارات وكريم بوضياف وأحمد علاء من قطر.
– الطرد: إسماعيل أحمد (د 90) من الإمارات.
= قطر : سعد الشيب في المرمى خوخي بوعلام وطارق سلمان وبيدرو وعبدالكريم حسن وكريم بوضياف وعاصم مادبو وسالم الهاجري وحسن الهيدوس وأكرم عفيف (حامد إسماعيل د 90 + 2 ) ومعز علي ( أحمد علاء د 86 )..
= الإمارات : خالد عيسى في المرمى وفارس جمعة وإسماعيل أحمد ووليد عباس وعلي سالمين وعامر عبدالرحمن
(إسماعيل مطر د 46 ) وإسماعيل الحمادي ( أحمد خليل د 51 ) وخميس إسماعيل وبندر الأحبابي وسيف راشد (محمد عبدالرحمن د 69 ) وعلي مبخوت ..
بوعلام نجم فوق العادة
ربما لا نستطيع الاشارة الى لاعب دون اخر في رحلة الابداع العنابية هذه لكننا لابد من ان نقر بان بوعلام خوخي كان نجما فوق العادة امس حيث تألق بشكل كبير جدا ليكون احد اهم الاسباب التي حرمت الاماراتيين من الاقتراب من مرمانا بالتانسيق والتكامل مع زملائه في خط الظهر ..