أخبار عربية
لم تحصل عليها أي امرأة.. وجماعات حقوقية رصدت تمييزاً مستمراً ضد النساء

صحف غربية تسخر من جوائز المساواة بين الجنسين في الإمارات

الدوحة- الراية:

 تعرّضت الإمارات لانتقادات وسخرية واسعتين؛ بعد إعلانها أسماء الفائزين في جوائز “التوازن بين الجنسين”، التي خلت من أي امرأة حتى في الصورة التي تضمّنها الإعلان. وسخرت صحف أمريكية وغربية من إعلانها عن توزيع جوائز التوازن بين الجنسين التي ذهبت كلها للرجال دون ذكر للنساء. وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقريرها الذي جاء تحت عنوان “سلمت الإمارات جوائز المساواة بين الجنسين: الفائزون كلهم رجال”، إن الإمارات حريصة على تقديم نفسها بصفتها دولة مُتقدمة في حقوق المرأة، وأعلنت عن الفائزين بجوائز المساواة بين الجنسين، حيث ظهر حاكم دبي مع المسؤولين الذين فازوا بالجوائز وكلهم رجال، وهو ما أثار موجة سخرية على وسائل التواصل. وينقل التقرير عن الصحفية الهولندية ريان ميجر، قولها: “آسفة لأنني الشخص الذي ذكركم بأنكم نسيتم دعوة النساء”، بينما وصف آخرون المشهد بـ”المسخرة”. وأضافت الصحيفة إن جائزة واحدة من بين أربع جوائز ذهبت لشخص، أما البقية فإنها منحت لوكالات حكومية، مستدركة بأن ما أثار الدهشة هو أن الذين فازوا في الجوائز كلهم مسؤولون حكوميون. ويفيد التقرير بأن الجائزة وزعت وسلمها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يشغل منصب رئيس الوزراء، الذي كان محل جدل عندما اختطفت واحدة من بناته وسجنت وعذبت، كما قيل، بعدما حاولت الهروب على متن قارب من الإمارات، مشيراً إلى أن مكتب الإعلام في حكومة دبي لم يرد على أسئلة الصحيفة. وقالت الصحيفة: “كما هو الحال في العالم العربي، فالنساء في الإمارات يواجهن قيوداً لا تتعرض لها النساء في الغرب، مثل منعهن من اتخاذ قرار الزواج إلا في حال وافق ولي أمرهن. وكشفت جائزة المساواة عن شيء مختلف عن بقية أنحاء العالم، وقالت المديرة التنفيذية لشركة في دبلن هيلين شو: “آسفة أين المساواة بين الجنسين؟.. فلا نرى إلا جنساً واحداً”.

وعلقت صحيفة “الجارديان” قائلة إن الشهادات التي وزعها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كانت لـ”أفضل مؤسسة حكومية تدعم المساواة بين الجنسين”، و”أفضل سلطة فيدرالية”، و”أفضل مُبادرة للمساواة بين الجنسين”. ويشير التقرير إلى أنّ الجوائز نالتها كل من وزارة المالية، وسلطة التناقس والإحصاء، ووزارة المصادر البشرية، وتسلم الجوائز كلها رجال، لافتة إلى أنه تم تكريم وزير الداخلية الجنرال الشيخ سيف بن زايد آل نهيان بأنه “الشخصية التي تدعم المساواة بين الجنسين”، وجهوده لدعم وتنفيذ إجازة الأمومة في الجيش الإماراتي.

وتلفت الصحيفة إلى أن تغريدة تحتفل بالجائزة لقيت سخرية تامة، فقال أحدهم: “لقد فعلنا شيئاً جيداً للتنوع، فقد كان واحد من الرجال يرتدي زياً رمادياً”، مشيرة إلى أنه يتم الاحتفال بجائزة المساواة بين الجنسين منذ 2015، حيث يتم تحديد سقف الأهداف من الحكومة.

وتستدرك الصحيفة بأن جماعات حقوق الإنسان رصدت تمييزاً مستمراً ضد المرأة، خاصة في النظام القانوني، الذي يتحيّز للرجل ضد المرأة في الأمور العائلية والشخصية، مثل الطلاق وحضانة المرأة. وفي السياق ذاته، علقت صحيفة “ديلي تلجراف” قائلة إن معالم الدهشة ظهرت عندما وضع مكتب الإعلام في دبي جوائز المساواة وصور الفائزين على “تويتر”. ويشير التقرير أيضاً إلى أن تغريدة ساخرة قالت: “مبادرة عظيمة لكن كيف نعرف مؤشر المساواة بين الجنسين؟ هناك جنس مفقود، سألني صديق”.

وتنقل الصحيفة عن دانييلا تيخادا زوجة الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجيز، الذي حكم بالمؤبد وأفرج عنه العام الماضي، قولها: “السبب الذي لم أكن فيه أنا أو ماثيو نمثل خطراً على سمعة الإمارات؛ يكمن في أن الإمارات هي خطر بنفسها على سمعتها، والأفعال تتحدّث أكثر من الكلمات”.

أما صحيفة “التايمز” فعلّقت قائلة: “حاولت الإمارات الافتخار بجهودها لتعزيز دور المرأة في سوق العمال، وقامت بتخصيص جوائز للعاملين الذين يعملون على دعم المُساواة، لكن الجوائز كلها ذهبت للرجال”. ويورد التقرير نقلاً عن معلق على الجوائز، قوله: “ويقولون إن السخرية ماتت”. وتنقل الصحيفة عن مدير مكتب “هيومان رايتس ووتش” الأوروبي أندرو ستروهيلن، قوله: “أستطيع التفريق بين كونها نكتة أم لا، وأعني أنهم لو كانوا يريدونها نكتة فهي مضحكة، ولو كانوا يريدون منها الجدية فهي جنون”.

                   

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X