عبدالعزيز ناصر ساهم في حفظ التراث الموسيقي القطري
كتب – مصطفى عبدالمنعم:
استضافت فرقة الوطن المسرحية مساء أمس الأول ندوة للدكتور أحمد عبد الملك تحدث خلالها عن كتاب “عبد العزيز ناصر..رحلة الحب والوفاء” الذي أصدرته وزارة الثقافة والرياضة عقب رحيله، وأدارت الندوة الإعلامية ابتسام الحبيل وشهدها عدد كبير من الفنانين سواء من منتسبي فرقة الوطن أو خارجها ومن المثقفين وعشاق الموسيقار الراحل، وتحدث الدكتور أحمد عبد الملك عن الكتاب الذي قام بإعداده بالتفصيل وشرح للحضور أنه يشتمل على عدة فصول.
وأشار إلى أن الكتاب احتوى على فصل كامل: شهادات وذكريات، جمعها معد الكتاب من العديد من المقابلات للأشخاص الذين عاصروا الفقيد رحمه الله، من أهله الكرام، ورفقاء دربه، الذين لازموهُ فترات معينة من حياته، ومن الفنانين الذين تعاملوا معه من داخل وخارج قطر.
ولفت إلى أهمية أن يضم الكتاب بين دفتيه فصلاً آخر يحتوي على مختارات من ألحان عبدالعزيز ناصر (نوتات موسيقية) وأيضا كلمات الأغاني التي قدمها ليكون بمثابة مرجع توثيقي، وجاء في الكتاب أيضًا فصل حمل عنوان قالوا عن عبدالعزيز ناصر، وهو مجموعة من المقالات التي نُشرت بعد رحيل الفقيد، من الكتاب القطريين وغيرهم.
وفي الفصل الرابع: صور وذكريات، يتضمن الفصل مجموعة من الصور الخاصة بالفقيد في مراحل عدة من حياته، بدءًا من أولى خطواته الفنية وعزفه خلف بعض المطربين، ثم صور مرحلة القاهرة، مروراً بالمنصات التكريمية التي وقف عليها الفقيد، وتسلُمه شهادات اعتراف بدوره الريادي في الموسيقى من قادة دول مجلس التعاون وحصوله على جائزة الدولة التقديرية، وكذلك تكريمه من قبل هيئات إعلامية خليجية وإقليمية. وارتأى د.أحمد عبدالملك أن يضعَ قائمة بالأغاني التي لحّنها الفقيد والمسجلة في أرشيف إذاعة قطر، تعميماً للفائدة.
وتحدث الدكتور أحمد عبد الملك عن تجربته الشخصية والإنسانية مع الموسيقار الراحل، وعن الملامح الإبداعية لتجربته الفنية، فقال عرفت عبدالعزيز ناصر عام 1976 عندما ساقتني الأقدار إلى مقر فرقة الأضواء الموسيقية بالقرب من مصلى العيد في الجسرة. تذكرتُ ذلك اللقاء الأعمى، غير المُرتب، عندما صافحني، ولمست أن في عينيه مشروعاً إنسانياً متكاملاً، وقضينا سويا خمس سنوات في الفرقة قبل أن يسافر إلى القاهرة، وأسافر أنا إلى بيروت ولكن اجتمعنا بعدها في سنوات لاحقة أيضا في مصر حيث كنت أدرس في الإسكندرية وهو موجود بالقاهرة ولكننا كنا نتزاور في الإجازة الأسبوعية.
وحول إبداع الراحل الموسيقي يقول د.عبدالملك: يُحسب لعبدالعزيز دورهُ في حفظ التراث الموسيقي القطري وتوثيقه بصورة علمية، ويُحسب له كذلك دورهُ في ولادة الأغنية القطرية الجديدة المعالم، القافزة الأداء، الفائقة الرومانسية، وبحثه الدؤوب عن المفردة الجديدة غير المُستهلكة! لذا وجدناه يبحث عن كل كاتب يمكن أن يُنتج تلك المفردة، ومن هنا جاءت أغانيه مختلفة عن الأغاني الخليجية، وبذلك منح الأغنية القطرية الهوية التي كان يبحث عنها. وهذا هو أول الطريق لمشروعه الفني الثقافي، إلى جانب بحثه عن الأصوات القطرية، وكان يُصّر على أن تكون الكلمات والألحان والأداء للقطريين.