لندن – وكالات:
كشفت صحيفة “الإندبندنت” تفاصيل جديدة عن تظاهر أشخاص مأجورين ضد دولة قطر بالعاصمة البريطانية، في سبتمبر الماضي. وقالت الصحيفة، إن أشخاصاً مأجورين تظاهروا خارج مقرّ الأمم المتحدة؛ بدعوة من امرأة تتكلّم الفرنسية وتُدعى نزهة التغموتي، حيث أعطت لكل مشارك بالتظاهرة ما يعادل 100 دولار مقابل حضوره، وبيّنت أنه كُشف أمر شركة علاقات عامة لجأت إلى استئجار أشخاص لتنظيم احتجاج وهمي ضد قطر، قرب “دوانينج ستريت”، حيث يوجد مقر رئاسة الوزراء البريطانية. ونقلت الصحيفة عن إحدى المتظاهرات اللائي حضرن الاحتجاج قولها إنها رصدت منشوراً “مُبهماً” على فيسبوك يدعو قاطني حي بروكلين إلى “رفع الأعلام” و”الوقوف من أجل السلام” بالقرب من مقر الأمم المتحدة في مانهاتن، في 25 سبتمبر، وكان ذلك مصادِفاً لخطاب مثير ألقاه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمام الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة. وأكدت هذه المرأة أن المنشور لم يكن به ذكر لقطر، غير أنها اكتشفت عند وصولها أن الاحتجاج كان موجّهاً “بكل وضوح” ضد قطر، وكان يضم الكثير من متحدّثي اللغة الفرنسية، والذين حملوا لافتات وشعارات. وذكرت أن صاحبة المنشور سلّمتها فور وصولها 100 دولار، مبيّنة أنها غادرت المكان وأعادت المبلغ المالي عقب تسليمها لافتة مناهضة لقطر.
حسب هذه المرأة (23 عاماً)، فإن مجموعة الأشخاص المأجورين التي شكلّتها صاحبة المنشور الأصلي على فيسبوك ضمّت ما بين 30 و40 شخصاً، جلّهم من متحدّثي اللغة الفرنسية، كما هو حال صاحبة المنشور نفسها. عبّرت هذه المرأة (التي فضّلت عدم ذكر اسمها) عن استيائها مما حصل، قائلة: عدت إلى المنزل من هذا الحدث حزينة ومبلّلة بسبب المطر الذي جعلونا ننتظر تحته. وبعثت هذه المرأة إلى “الإندبندنت” صورة من المنشور المذكور، الذي يبدو أن من أرسلته هي المرأة نفسها “التغموتي”. ويقول المنشور: أنظم تظاهرة تهدف إلى تعزيز السلام في العالم، ستكون هناك موسيقى وخُطب تدعو للسلام، وستنظَّم هذه الفعالية أمام مقر الأمم المتحدة. وتضيف التغموتي قائلة: إنني بحاجة إلى أشخاص سأدفع لهم مقابل حضورهم التظاهرة المذكورة، ولن يُطلب منهم سوى الاستماع والتصفيق وحمل أعلام جميع البلدان من جميع أنحاء العالم، وسأدفع لكل واحد منهم 100 دولار. وتكشف صفحة فيسبوك الخاصة بالتغموتي أنها حاولت استئجار مجموعة أخرى لحضور تسجيل مقطع إعلاني في لندن، في 22 يوليو، وذلك في اليوم نفسه الذي وصل فيه أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى العاصمة البريطانية. الصحيفة قالت إن سبب تورّط التغموتي -التي تقول صفحتها على فيسبوك إنها تسكن في باريس- في هذه الحملات والدفع مقابلها؛ لا يزال غير واضح، كما لا يزال من غير الواضح إذا كانت التغموتي تقوم بما تقوم به كوسيط لطرف ثالث. وأوضحت “إندبندنت” أن التغموتي انضمّت بذلك إلى مجموعة غريبة من الشخصيات التي تورّطت في عملية تنظيم احتجاجات مزيّفة ضد قطر. وعلّق دبلوماسي قطري على ما تم كشفه قائلاً: لا تزال قطر هدفاً لحملة تشهير دولية تهدف إلى إلحاق الضرر بسمعتها وتجريدها من حق تنظيم كأس العالم 2022. وأضاف الدبلوماسي للصحيفة أن مثل هذه الاحتجاجات نُظّمت مراراً وتكراراً في الولايات المتحدة وأوروبا وخارجها؛ كجزء من محاولات فاشلة لنشر اتهامات زائفة ضد قطر والتلاعب بمواقفها وآرائها. لكنه أكد أن السحر كان دائماً يعود على الساحر؛ إذ ظلّت هذه الحملات تُفضح في كل مرة، ما زاد من تشويه سمعة منظّميها في نظر المجتمع الدولي.